من يعرف صاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد السعودي يعرف انه فعلا رجل متوافق في تاريخه العملي مع رؤية خادم الخرمين الشريفين وولي عهده الامين سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله... حيث القوة في الحق ... تعيين مقرن بن عبدالعزيز يحقق المعادلة الصعبة في التوازن بين الشأن المحلي والشأن الدولي... ففيه تأكيد على تسلسل انتقال الحكم بين افراد الأسرة المالكة بأعلى درجات التوافق.. وفيه تأكيد للعالم وخاصة الاصدقاء ان منظومة الحكم تخضع لرؤية سياسية منظمة ولا تترك للظروف... من يعرف سمو الامير يعلم يقينا اتساع ثقافته وتنوعها وشغفه بالقراءة بل وحرصه على تكوين رؤية علمية لأي قرار يفكر باتخاذه سواء عبر استشارة المتخصصين او التعمق اكثر في القراءة لهذا المجال او ذاك... وان كان معروفا بحبه لعلم الفلك وعلم الزراعة رغم انه رجل عسكري في تأهيله الاكاديمي ... ولعل ذلك ما لفت نظر الاخ الدكتور توفيق القصير في لقاء على الغداء شرفني به سموه في منزلي حينما كان أميرا لمنطقة حائل، بعد ان اشترط الامير مقرن اختصار الضيافة واكد على وجود نخبة من المثقفين والاكاديميين مع تنوع في التخصصات.. وتميز اللقاء بسجال موضوعي بين الجميع كشف عن تنوع ثقافة سموه ومدى ثقته في نفسه مع رغبه صادقة في الاستزادة والاستفادة واحترام اهل التخصص... عند تعيين سمو الامير مقرن اميرا لمنطقة حائل في اول عمل إداري بعيد عن المؤسسة العسكرية والتي تشرفت فيها بمرافقته كإعلامي، اعتاد على اداء صلاة المغرب في مناطق مختلفة من حائل بهدف التعرف عليها وتحديد الاكثر احتياجا وامكانيات... في احد الايام كان يؤدي صلاته في ارض شاسعة على اطراف مدينة حائل وطال تأمله لها فأكد له احد مرافقيه انها ارض حكومية....؟؟ حينها جاء الرد سريعا وحاسما حيث قال لم آت لأخذ اراضي حائل.. ولكن جئت لخدمة أهل حائل... ثم اكمل بنفس الثقة والوضوح يا اخي الكريم اتخيل في هذه الارض مشروعاً تنموياً لحائل وبالفعل تحقق هذا المشروع التنموي على هذه الارض بإقامة جامعه حائل. وبمناسبة جامعة حائل كان سموه يتابع مشاريع حائل بزياراته لمعالي الوزراء وحينما وجد صعوبة في افتتاح جامعة حائل الحكومية فكر جدياً في مشروع جامعة حائل الأهلية. وبين وقفة مقرن على ارض حائل مؤكدا انه جاء لخدمة اهلها ومبايعته ولياً لولي العهد تكمن عمق مسؤوليته في خدمة اهالي المملكة العربية السعودية عموما...، خاصة وان هناك شبه اجماع على نقاء تاريخ سموه مما يرفع من سقف توقعاتنا ان ينتقل الاهتمام بخدمة اهالي حائل الى كامل سكان المملكة العربية السعودية بحيث نرى سموه قد وقف على تنوع الامكانيات واختلاف الاحتياجات للمجتمع السعودي ونرى ذلك قد تحول الى منظومة عمل تلتزم بها كافة المؤسسات الحكومية للارتقاء بخدمات المؤسسات الحكومية عموما لمقابلة احتياجات المواطن السعودي حيث وجد.