موسم السفر إلى الخارج، يتجدد مع إجازة كل صيف.. ومع بداية الإجازة تبدأ النزاعات بين الأزواج داخل كثير من بيوت السعوديين.. والسبب هو رغبة الزوجة في صحبة زوجها المسافر إلى الخارج، وعدم تركه يذهب وحده. فبعض الأزواج يرغبون في أن يسافر وحدهم أو مع الشلة، “ويفتكون من خنقة أم العيال والعيال”.. وبعضهم يتعللون بالسفر وحدهم بحجة أنهم منتدبون في مهمة عمل رسمية من جهة عملهم، ومن ثم لا يصح أن تسافر معهم زوجاتهم.. والبعض الآخر يريدون أن يجددوا حياتهم ونشاطهم، و”يغيِّرون جو” بعد مجهود مضن من العمل خلال العام. وفي كل الأحوال تبقى الزوجة العامل المشترك، الذي يؤثر في قرار السفر من عدمه، أو في قرار السفر وحيدا فريدا أو بالاشتراك مع أم العيال. “شمس” ترصد آراء الزوجات والأزواج حول موضوع سفر الزوج من دون الزوجة، وكيف “يصرِّف الزوج زوجته أثناء فترة السفر”. حق الزوجة في البداية، ذكرت نوال اللحيدان، أنه ليس من حق الزوج قضاء الإجازة الصيفية خارج البلاد وحده، وترك زوجته وأبنائه في البيت، خاصة بعد أن أعرب كثير من الأبناء عن أملهم بالسفر بعد انتهاء السنة الدراسية، والترويح من عبء الامتحانات”. وأضافت: “ومن ناحية أخرى فإن للزوجة حقوقا يجب مراعاتها”. وأوضحت: “إذا كان من حق الزوج السفر للاستمتاع والترويح عن نفسه، وتجديد حياته بعد إرهاق العمل، فكذلك من حق الزوجة أيضا أن تأخذ وقتا من الراحة”. وذكرت: “الزوجة إذا كانت ربة أسرة أو موظفة، فهي تتعب في النهار، وتسهر مع الأبناء في الليل، في الوقت الذي لا يعود الآباء إلى منازلهم إلا في أوقات متأخرة، بعد قضاء السهرة مع الأصدقاء”. من حقهم وتختلف عفاف بنت محمد مع رأي نوال، وتقول: “سفر الأزواج بمفردهم قد يكون له مبررات كثيرة، منها أن يكون الزوج في حاجة إلى التغيير والهدوء بعيدا عن مشكلات الأطفال؛ ليعود أكثر نشاطا”. وتصف عبير الزوجات اللاتي يقفن ضد سفر أزواجهن بأنهن “غير حكيمات وفاقدات للظرف والأساليب الحسنة في كسب قلب الزوج”. وتضيف: “بخاصة إذا كان هذا الزوج من الأزواج الذين يوزّعون أوقاتهم وجهدهم بين العمل والمنزل”. وترى أن “سفر الزوج مع زملائه، قد يخلق له جوا من الراحة يسعده، ويخفف عليه ضغوط العمل والحياة”. وتوضح، أن تلك الأجواء “قد لا تشعر بها الزوجة؛ لأنها لا تحتك بالخارج”. وتذكر، أن “الرجل عادة ما يجابه كثيرا من مشكلات الحياة من دون علم الزوجة”. لا.. لسفره وترفض أم سارة فكرة سفر الزوج وحده، وتقول: “وبخاصة إذا كان الزوجان حديثَي عهد بالزواج”. وتؤكد: “موقفي في ذلك أن الزوج قد يتغير حاله إلى الأسوأ، إذا رأى مناظر تخدش الحياء من الكاشفات السافرات”. وتضيف: “ولعدم ثقتي في الزواج قد أجعلها مسألة مصيرية في حياتنا، إلا إذا اصطحبني معه”. وتوضح أم سارة، أنها قد تتسامح “إذا علمت من زوجي الصلاح في حاله وحال الشباب الذين يذهبون معه”. وتؤكد: “في الأول والأخير هي حياتنا، ومن واجبي المحافظة عليها بكل الطرق”. مشكلتي الناس وتخلتف منال التركي عن الأخريات، وتقول: “بصراحة أنا من المنصفات في هذا الموضوع”. وتوضح: “سفر الزوج لا بأس به على أن يكون في حدود معقولة، لا تزيد على عشرة أيام، وبذلك أكون قد سافرت معه خارج السعودية”. وتعتبر ذلك فرصة جيدة لتجديد الدماء في شرايين الحياة الزوجية. وتقول منال: “في هذه الحالة أحضّر لزوجي حقيبته بنفسى، وأودعه بحرارة وأستقبل منه مكالمات يومية، وتكون الأمور طيبة جدا بيننا”. وتقول منال: “لكن مشكلتي الأساسية بمجتمعنا الحالي، حيث أضطر ألا أخبر أحدا بسفره، لئلا يتلفظون عليّ بكلام جارح بسبب هذا الأمر!”. المقلب من ناحية أخرى، تحكي عبير بنت عبدالله قصتها مع زوجها قائلة: “كان زوجي يعمل في وظيفة مرموقة في إحدى الشركات، وجاء في أحد الأيام ليخبرني بأن المدير كلفه بانتداب خارج السعودية أياما عدة”. وتضيف: “صدمت بهذا الخبر”. وتوضح: “فزوجي لم يسافر أبدا خارج السعودية، وهو شخص محافظ على دينه وملتزم”. وتذكر: “خشيت أن تؤثر تلك السفرة على خلقه ودينه، في الوقت الذي لا أستطيع منعه من السفر”. وتقول عبير: “قمت بالاتصال بمدير زوجي المباشر وهو لا يعلم”. وتضيف: “قلت له: أنا أدعو عليك ليل نهار؛ لأنك ستتسبب في ضياع زوجي وأسرته”. وتوضح: “ثم قلت له: سأتوقف عن الدعاء عليك إذا منعته من السفر، بشرط ألا تخبره”. وتشير إلى أنه “بعد يوم جاء زوجي وأخبرني بأن مديره كلف شخصا آخر بالمهمة، وهو لا يعلم بالذي حدث”. وللرجال رأي أما نايف الجنيدل المتواجد في صلالة جنوب سلطنة عمان مع زوج ابنته، فيقول إنه من مؤيدي سفر الأزواج مع أسرهم وأبنائهم الشباب. ويوضح: “الذي يكسبه المرء في ذلك هو الراحة النفسية والبدنية، بعد فترة من العمل”. ويقول: “يحتاج المرء إلى أن يسافر فترة؛ بحثا عن الراحة والاستقرار النفسي ولتجديد حياته الزوجية”. ويذكر: “على الزوج أن يتعامل بحكمة في حياته الزوجية”. ويوضح: “إذا شعرت زوجته بأن زوجها منصف، وأن الدولة التي يذهب هو وزملاؤه ليقضي فيها الإجازة، هي الدولة نفسها التي يصطحب معه زوجته إليها العام المقبل، فإنها تشعر بالتوازن في حياتها”. سعادتي بصحبتها ويرى نواف الوبي، أن الزوجة لها الحق في السفر مع زوجها إلى أي مكان. ويقول: “فهي تحتاج إلى راحة نفسية من عناء البيت، كما أن للزوج الحق في التمتع بالإجازة”. ويضيف: “إنني أشعر بسعادة كبيرة عندما أذهب بصحبة زوجتي في سفر”. ويوضح: “فأنا لا أشعر بسعادة في السفر ما لم تكن أم نايف بصحبتي”. ويذكر نواف، أنها “فرصة للأزواج لتجديد حياتهم الزوجية، بعيدا عن الروتين اليومي، وحتى يعود الزوجان، وقد تقاسما الإجازة وتمتعا بها”. ويوضح أن “الزوج لا يأمن على نفسه ودينه من دون زوجته، وقد يتورط مع صحبة سيئة تفسد عليه حياته الزوجية والعملية”.