يتوجه اليوم الخميس 22 مليون جزائري إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيسهم المقبل للخمس سنوات المقبلة (2014-2019) في خامس استحقاق رئاسي تعددي عشية رسائل تدعو إلى التهدئة والتعقل وتحمّل المسؤولية بعث بها الرئيس الجزائري المترشح لعهدة رابعة عبدالعزيز بوتفليقة ورئيس أركان الجيش الجزائري الفريق قايد صالح فيما طمأن وزير الداخلية قبل الاقتراع الجزائريين في حوار مع وكالة الأنباء الرسمية "واج" من أن السلطة ستحترم خيارهم الشرعي ، وتتحدث أرقام الداخلية عن تجنيد إمكانات لوجستية ومادية وبشرية غير مسبوقة لإنجاح العملية الانتخابية وتشير إلى تجنيد الإدارة لأكثر من 460 ألف موظف وفتح 11.765 مركز انتخاب و 49.804 مكاتب انتخاب فيما جندت مصالح الأمن المشتركة 124 ألف شرطي و130 ألف عسكري في حالة تأهب لتأمين مراكز التصويت عبر الولايات ال 48 للجزائر وهذا تحت أعين 310 مراقبين دوليين وعشرات الملاحظين من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجموعتين من الخبراء الانتخابيين للاتحاد الأوروبي والامم المتحدة مثلما كشف ل "واج" وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة. وتجري رئاسيات العام 2014 في أجواء احتقان غير مسبوقة يطبعها التوجس الكبير لقطاع واسع من الجزائريين من مرحلة ما بعد 17 أبريل على خلفية دعوات هامة لمقاطعة الرئاسيات أطلقتها أحزاب سياسية لها وزنها في الساحة تحسب على التيارين الديمقراطي والإسلامي على رأسها الحزبان الإسلاميان الأهم في الساحة "حركة مجتمع السلم" (حمس) لعبدالرزاق مقري و"العدالة والتنمية" للشيخ عبدالله جابالله والحزبين البربريين الديمقراطيين "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" و "جبهة القوى الإشتراكية" لزعيمها التاريخي السابق حسين آيت أحمد و هي الأحزاب التي انخرطت فيما يسمى "تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للإستحقاق" وهددت بالتصعيد يوم الاقتراع وبعده في حال ثبت التزوير. وهاجم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة المقاطعين واصفا إياهم ب "الجانحين عن مسيرة الأمة" في الرئاسة التي بعث بها الثلاثاء إلى الجزائريين بمناسبة يوم العلم المصادف ل 16 أبريل وخاطب بوتفليقة مواطنيه: إني أهيب بكم ألا تفرطوا في المشاركة في الانتخاب أو تسهوا عنه، محذرا الجزائريين من مغبة أن يقود ذلك إلى التفكك والإنفصام. ويتنافس على كرسي قصر المرادية للخمس سنوات المقبلة 6 مترشحين سبق لجميعهم المشاركة في رئاسيات 2004 و 2009 باستثناء عبدالعزيز بلعيد وهو أصغر المتنافسين وهم عبدالعزيز بوتفليقة وعلي بن فليس وفوزي رباعين ولويزة حنون وموسى تواتي. ويتوقع المعارضون للعهدة الرابعة والمقاطعون والداعون إلى تغيير النظام ممن نزلوا إلى الشارع في حركات احتجاجية ومسيرات سلمية لم تتوقف طيلة الحملة الانتخابية أن تشهد مكاتب التصويت إقبالا ضعيفا للمواطنين قد يطعن في مصداقية النسب التي قد تعلن عنها الداخلية لاحقا وتطعن في الخطاب الذي روّج له منشطو حملة الرئيس الستة ممن أداروا حملته الإنتخابية نيابة عنه.