خلافا للتوقعات التي تحدثت عن استحقاق باهت يخاصم فيه الجزائريون صناديق الاقتراع أظهرت أرقام وزارة الداخلية نسب مشاركة مهمة مقارنة برئاسيات العام 2004 في الساعات الأولى من فتح مكاتب الانتخاب ، حيث تجاوزت نسبة المشاركة الوطنية في حدود الساعة العاشرة صباحا 9.39 % وسجلت العاصمة وحدها نسبة 13 % مقابل 4 % في الاستحقاقات الماضية .. وهي التي ظلت مثلها مثل بلاد القبائل البربرية تسجل أدنى مستويات المشاركة في كل المواعيد الانتخابية التي تنظمها البلاد منذ استقلالها العام 1962 . وفيما اتفقت تحاليل المراقبين أن استحقاقات العام 2009 تفتقد لعنصر المفاجأة .. بعدما التفت كبريات الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية والتنظيمات النقابية والطلابية والنسائية والكشفية إلى صف الرئيس المترشح للمرة الثالثة على التوالي لكرسي قصر المرادية منذ أعلن قبل أزيد من سنة عن نيته الترشح للرئاسيات ..لم يتردد منافسو بوتفليقة في تصريحات للصحافة المحلية والدولية لدى خروجهم من مكاتب الاقتراع في إظهار تفاؤلهم بإحرازهم نتائج تفوق تلك التي حققوها في الانتخابات السابقة مثلما كان الحال بالنسبة للزعيمة التروتسكية لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال التي حصلت العام 2004 على نسبة 1 % من أصوات الناخبين . واعترف من جانبه الوزير الأول أحمد أويحيى لدى خروجه من مكتب الاقتراع بأعالي العاصمة بما اسماه " ثقافة الشك " التي باتت تلعب دورها في سلوك الإحجام عن الصناديق لكنه تفاءل بنسبة مشاركة " كبيرة ومهمة " ومثله صرح أبو جرة سلطاني وزير الدولة ، رئيس " حركة مجتمع السلم " أحد أحزاب التحالف الرئاسي المدعمة لبوتفليقة متفائلا بنسب المشاركة العامة حيث تحدث لدى زيارته المركز الدولي للصحافة عن نسبة مشاركة ستصل 70 % ، هذا علما أن بوتفليقة حاز على الأغلبية المطلقة في رئاسيات الثامن أبريل الجاري بنسبة 84.99 % . وتزامنت استحقاق الرئاسة ، الرابع في تاريخ البلاد منذ دخولها التعددية السياسية والإعلامية العام 1989 ، مع تصعيد إرهابي أودى بحياة 3 حراس أمن يشتغلون لحساب شركة أجنبية شرق البلاد وعسكري آخر لقي حتفه في كمين بواسطة قنبلة تقليدية تم تفجيرها عند مرور قافلة عسكرية بولاية البويرة بمنطقة القبائل البربرية.. وهي نفس المنطقة التي شهدت أمس في الساعات الأولى من الانتخاب تخريب مكتب للاقتراع في محاولة لمنع المواطنين من التصويت . وفتحت مكاتب الاقتراع البالغ عددها 47 الف مكتب أبوابها لاستقبال كتلة ناخبين قدرتها الداخلية ب 6،20 مليون ناخب لاختيار ثامن رئيس للجمهورية من بين ستة مترشحين يتقدمهم عبد العزيز بوتفليقة المنتهية عهدته ( 2004/2009 ) والأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون أول امرأة عربية وإفريقية تترشح للمرة الثانية على التوالي لمنصب رئيس الدولة ، ورئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي الذي ينعت نفسه ب " إبن الشعب الفقير " والامين العام لحركة الاصلاح الوطني جهيد يونسي ورئيس حزب عهد 54 علي فوزي رباعين الذي تقدم للرئاسيات تحت مسمى " مرشح الفقراء " والمرشح المستقل رئيس " حزب الحرية والعدالة" غير المرخص له " محمد السعيد " المحسوب على التيار الإسلامي المعتدل ولقد انطلقت انتخابات الرئاسة بحضور ممثلين عن هيئات الأممالمتحدة والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي . ويعد بوتفليقة الفائز بولاية رئاسية ثالثة بغالبية مريحة أكثر رؤساء الجزائر تعرضا للنقد والتجريح من قبل صحافة معروفة باتجاهها العلماني ونزعتها الاستئصالية.. صحافة تتمادى في معارضته منذ أعلن عن سياسته للمصالحة الوطنية التي أفرزت ميثاق السلم الذي زكاه الجزائريون بنسبة 97 % في استفتاء شعبي سبتمبر/ أيلول 2005.