يتوجه اليوم الخميس 20 مليون ناخب جزائري .. هو الرقم الرسمي لكتلة الناخبين التي أعلنت عنها الداخلية ، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب الرئيس الجديد في رابع استحقاق رئاسي تعددي تشهده البلاد منذ إقرار التعددية السياسية والإعلامية بموجب دستور العام 1989 . ويقف الجزائريون أمام أوراق ستة مترشحين لكرسي قصر المرادية خاضوا في حملة انتخابية امتدت 19 يوما معارك شرسة بالخطابات الرنانة والوعود الجميلة والشعارات المغرية لإقناع الشارع للتوجه إلى مكاتب التصويت وإدارة الظهر لدعوات المقاطعة التي نشطتها المعارضة وعلى رأسها الحزبان البربريان التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وجبهة القوى الاشتراكية . وأدرك المترشحون الذين قبلوا دخول المنافسة مع الرئيس الجزائري المنتهية عهدته عبد العزيز بوتفليقة الفارق الذي أبعدهم عنه على مستوى الإمكانات المادية والمالية فراحوا ينددون جميعهم بما أسموه " تخندق الإدارة " إلى جانبه واستخدامها وسائل الدولة في تنشيط حملته الانتخابية وهو ما ظل يفنده مدير حملة الرئيس بوتفليقة عبد المالك سلال الذي كشف أن الأموال الطائلة التي مكّنت بوتفليقة من إدارة حملته الإنتخابية بالشكل المطلوب تهاطلت عليه من قبل رجال أعمال كبار ومقاولين وأرباب عمل كانوا منذ فترة دعّموا ترشحه لعهدة ثالثة فضلا عن الأموال التي ترصدها الدولة للمترشحين وقدرها مليار وخمس مائة دينار. ولعل الأبرز في الاستحقاق الرئاسي للعام 2009 خروج بوتفليقة من حملة الانتخابات منتصرا على من راهنوا على تأليب الشارع ضده وضد سياسته .. حيث أظهر الرجل قدرة كبيرة في حشد المؤيدين له عكس مرافقيه الذين وجدوا صعوبة في ملء القاعات أمام سطوة آلة الدعاية التي حركها مؤيدو بوتفليقة .. واعتمدت خطابات استمالت مشاعر فئة ضحايا الإرهاب وفئة الشباب البطال الباحث عن عمل وزواج وفئة البربر الذين رفع زعماؤهم شعار المقاطعة وفئة التائبين وفئة المسلحين الذين ما يزالون في الجبال حيث تحدث لأول مرة عن ذهابه نحو عفو شامل عن المسلحين في حال مكّنه كل الجزائريين من ذلك وألمح إلى احتمال تنظيم استفتاء شعبي .