يتسابق ستة مرشحين لاعتلاء قصر المرادية بالجزائر، وهم علي بن فليس، لويزة حنون وعبدالعزيز بلعيد، علي فوزي رباعين وموسى تواتي، في مواجهة الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة، الذي يطمح لعهدة رابعة. وسط مقاطعة بعض الأحزاب الانتخابات بحجة أن الأمر سيكون محسوما لصالح عبدالعزيز بوتفليقة. وقد أثار السباق نحو الرئاسة الكثير من الجدل، خاصة حول ترشح الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة الذي يبلغ من العمر 77 عاما وهو رئيس الحزب العتيد، حزب جبهة التحرير الوطني. بعد تعرضه في نيسان من العام 2013 إلى وعكة صحية أقعدته بالمستشفى العسكري "فال دوغراس" بباريس لمدة 80 يوما، عاد بعدها عبدالعزيز بوتفليقة إلى الجزائر وباشر نشاطه، إلا أنه بقي بعيدا عن الساحات، فيما تكفل بحملته الانتخابية الوزير الأول السابق عبدالمالك سلال وبعض من وزراء الحكومة. أما المرشح الثاني الذي يحظى بشعبية كبيرة وينافس بشكل قوي الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة فهو علي بن فليس أحد رموز النظام في تسعينيات القرن يبلغ من العمر 69 سنة وهو من ذات حزب بوتفليقة، تبوأ العديد من المناصب وتدرج فيها من حقوقي ونائب عام إلى وزير للعدل في ثلاث حكومات متتالية من حكومة قاصدي مرباح ومولود حمروش ثم في حكومة سيد أحمد غزالي، أما المرشحون الآخرون فهم الأقل تنافسية في الفوز بالرئاسة. الغالب في المشهد العام للاستحقاق الرئاسي الجزائري هو مسار انتخابات، التوازن فيها مفقود وموسوم بشد وجذب من تيارات مؤيدة للذهاب نحو الصندوق وأخرى رافضة لهذا المسار على خلفية رفض العهدة الرابعة من جهة وخوفا من التزوير من جهة أخرى، لكن الغالب أيضا المناخ الخطير الذي جرت فيه الحملة الانتخابية، خاصة في ما يتعلق بالاضطرابات التي صاحبت تلك الحملة وكانت غير مسبوقة في تاريخ رئاسيات الجزائر. لكن يبدو أن الغضب الشعبي الذي انتفض عن واقع معاش لم يرحب بالحملات الانتخابية للمترشحين. ولم يرحب بمساعي الحل السلمي في منطقة وادي ميزاب بالجنوب الجزائري. فمدير حملة المرشح عبدالعزيز بوتفليقة استقبل في وادي ميزاب على وقع هتافات منددة بالعهدة الرابعة في حين ألغي تجمع كان مقررا له في بجاية وطرد الموكب الخاص بالتجمع. الجزائريون سواء المتواجدون في الداخل أو الخارج يؤمنون بضرورة التغيير كحل آمن للبلاد ويرفضون كل أشكال التدخل أو اللااستقرار. ويختار الجزائريون الخميس المقبل رئيسا جديدا، في اقتراع يتوقع ألا يسفر عن مفاجأة، إذ أن الرئيس المنتهية ولايته عبدالعزيز بوتفليقة يبدو الأوفر حظا ودعي 23 مليون ناخب إلى اختيار الرئيس.