ذكرت صحيفة محلية أمس السبت أن مكالمة هاتفية أجريت من الهاتف المحمول لمساعد الطيار في طائرة الخطوط الجوية الماليزية المفقودة بعد أن اتخذت منعطفا غير محدد سلفا وقبل وقت قصير من فقدان الاتصال بالأقمار الصناعية وأجهزة الرادار. ونقلت صحيفة "نيو ستريتس تايمز" عن مصادر لم تكشف عنها قولها إن الطائرة "بوينغ 777" كانت تحلق على ارتفاع منخفض بشكل يكفي لأحد أبراج الاتصال بولاية بينانج شمال البلاد لالتقاط إشارة هاتفية. ورصد المحققون المكالمة التي تردد أنها انتهت بشكل مفاجئ من الهاتف الخاص بمساعد الطيار /27 عاما/ في الطائرة رحلة رقم "إم.إتش.370". وأضافت الصحيفة أن مصادرها امتنعت عن الكشف عمن كان مساعد الطيار فاروق عبدالرحمن يحاول الاتصال به. ونقل عن المصدر قوله :"حدد برج الاتصال المكالمة التي كان يحاول القيام بها. وحول سبب قطع المكالمة، فإنه ربما يكون نظرا لمرور الطائرة بسرعة بعيدا عن البرج ولم تكن ضمن النطاق الجغرافي الخاص بالبرج التالي". وكانت الطائرة وعلى متنها 239 راكبا وطاقماًَ متجهة من كوالالمبور إلى بكين في الثامن من مارس عندما فقدت المراقبة الأرضية الاتصال بها بعد أقل من ساعة من مغادرتها. وآخر مكان معروف لها كان فوق بحر الصينالجنوبي. وواصلت السفن والطائرات أمس عمليات البحث عن حطام الطائرة بينما حذر رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت من ان تحديد موقع الحطام قد يتطلب وقتا طويلا. وصرح ابوت في مؤتمر صحافي السبت ان "محاولة تحديد موقع جسم على عمق 4,5 كلم تحت الماء وعلى بعد الف كلم تقريبا من الساحل يعتبر امرا صعبا وكبيرا ومن المحتمل انه سيتطلب وقتا طويلا". واعلن المركز المشترك للتنسيق بين الوكالات والمكلف العمليات في بيرث (غرب استراليا) صباح السبت انه تم حصر منطقة البحث بشكل اكبر على امل العثور على حطام الطائرة . وتم رصد اربع اشارات بواسطة مسبار اميركي يعمل تحت الماء وتسحبه سفينة "اوشن شيلد" الاسترالية على سرعة منخفضة. كما رصد طوافة في المنطقة اشارة خامسة الا انها من غير المرجح ان تكون صادرة عن الطائرة، حسبما اعلن المركز المشترك الجمعة. وكان ابوت اعرب السبت عن "ثقته الكبيرة" في ان الموجات الصوتية التي التقطت في جنوب المحيط الهندي مصدرها الصندوقان الاسودان للرحلة ام اتش 370. وصرح ابوت من شانغهاي قبل ان يلتقي الرئيس الصيني شي جينبينغ "قلصنا مساحة البحث الى حد كبير ونحن على ثقة كبيرة بان الاشارات التي نرصدها مصدرها الصندوقان الاسودان". وخلال لقائهما في بكين، شكر الرئيس الصيني ابوت على جهود استراليا من اجل العثور على حطام الطائرة، ورد عليه رئيس الحكومة الاسترالية بالمثل حول مساهمة الصين في اعمال البحث، حسبما اوردت وكالة الصين الجديدة. الا ان ابوت بدا اكثر تحفظاً خلال مؤتمر صحافي السبت وشدد على الصعوبات التي تواجهها اعمال البحث والتي يجب عدم التقليل من اهميتها. وتم نشر جهاز بحري وجوي واسع في المنطقة التي يعتقد ان الطائرة تحطمت فيها غير انه لم يعط اي نتيجة الى ان تم رصد اشارات في نهاية الاسبوع تبث بتردد عال مشابه لتردد الاشارات التي يصدرها الصندوقان الاسودان. ويخوض المحققون سباقا مع الوقت للعثور على الصندوقين الاسودين قبل ان يتوقف بثهما عند نفاد البطاريات التي تعمل نظريا ثلاثين يوما. وقال ابوت في تصريحات نقلتها شبكة سكاي نيوز التلفزيونية "وصلنا الى النقطة حيث الاشارة - واننا على ثقة كبيرة بانها اشارة الصندوقين الاسودين - بدأت تضعف". ولا يسمح لأي سفينة اخرى بالاقتراب من المنطقة لتجنب المداخلات الصوتية التي ستشوش على الاشارات غير ان عشر طائرات تواصل الجمعة المشاركة في العمليات التي تمتد على اكثر من 46 ألف كلم مربع.