مذكرة تفاهم بين إمارة القصيم ومحمية تركي بن عبدالله    ارتفاع الصادرات السعودية غير البترولية 22.8 %    برعاية ولي العهد.. المملكة تستضيف مؤتمر الاستثمار العالمي    بركان دوكونو في إندونيسيا يقذف عمود رماد يصل إلى 3000 متر    تهديدات قانونية تلاحق نتنياهو.. ومحاكمة في قضية الرشوة    لبنان: اشتداد قصف الجنوب.. وتسارع العملية البرية في الخيام    الاتحاد يخطف صدارة «روشن»    دربي حائل يسرق الأضواء.. والفيصلي يقابل الصفا    انتفاضة جديدة في النصر    استعراض مسببات حوادث المدينة المنورة    «التراث» تفتتح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    المنتدى السعودي للإعلام يفتح باب التسجيل في جائزته السنوية    جامعة الملك عبدالعزيز تحقق المركز ال32 عالميًا    «الأرصاد» ل«عكاظ»: أمطار غزيرة إلى متوسطة على مناطق عدة    لندن تتصدر حوادث سرقات الهواتف المحمولة عالمياً    16.8 % ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية في الربع الثالث    «العقاري»: إيداع 1.19 مليار ريال لمستفيدي «سكني» في نوفمبر    «التعليم»: السماح بنقل معلمي العقود المكانية داخل نطاق الإدارات    صفعة لتاريخ عمرو دياب.. معجب في مواجهة الهضبة «من يكسب» ؟    «الإحصاء» قرعت جرس الإنذار: 40 % ارتفاع معدلات السمنة.. و«طبيب أسرة» يحذر    5 فوائد رائعة لشاي الماتشا    «كل البيعة خربانة»    مشاكل اللاعب السعودي!!    في الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي ضيفًا على العين.. والنصر على الغرافة    في الجولة 11 من دوري يلو.. ديربي ساخن في حائل.. والنجمة يواجه الحزم    نهاية الطفرة الصينية !    السجل العقاري: بدء تسجيل 227,778 قطعة في الشرقية    السودان.. في زمن النسيان    لبنان.. بين فيليب حبيب وهوكشتاين !    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة    أمير نجران: القيادة حريصة على الاهتمام بقطاع التعليم    أمر ملكي بتعيين 125 عضواً بمرتبة مُلازم بالنيابة العامة    مصر: انهيار صخري ينهي حياة 5 بمحافظة الوادي الجديد    «واتساب» يغير طريقة إظهار شريط التفاعلات    ترحيب عربي بقرار المحكمة الجنائية الصادر باعتقال نتنياهو    تحت رعاية سمو ولي العهد .. المملكة تستضيف مؤتمر الاستثمار العالمي.. تسخير التحول الرقمي والنمو المستدام بتوسيع فرص الاستثمار    أسبوع الحرف اليدوية    مايك تايسون، وشجاعة السعي وراء ما تؤمن بأنه صحيح    ال«ثريد» من جديد    الأهل والأقارب أولاً    اطلعوا على مراحل طباعة المصحف الشريف.. ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة يزورون المواقع التاريخية    أمير المنطقة الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    محافظ جدة يطلع على خطط خدمة الاستثمار التعديني    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    انطلق بلا قيود    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. أمير الرياض يفتتح فعاليات المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة    مسؤولة سويدية تخاف من الموز    السلفية والسلفية المعاصرة    دمتم مترابطين مثل الجسد الواحد    الأمين العام لاتحاد اللجان الأولمبية يشيد بجهود لجنة الإعلام    شفاعة ⁧‫أمير الحدود الشمالية‬⁩ تُثمر عن عتق رقبة مواطن من القصاص    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    اكثر من مائة رياضيا يتنافسون في بطولة بادل بجازان    وزير الثقافة: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية بالمجالات كافة    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«عيّارين آخر الليل»..!
موروث «الثقافة الجنسية» لا يزال محصوراً في «التعدد» بعيداً عن «الرومانسية»..
نشر في الرياض يوم 12 - 04 - 2014

عندما يحل المساء ويرخي الليل سدوله، فان ذلك يعني نهاية تعب يوم كامل من الكد والتعب الذي قد استهلك طاقة الإنسان، ليعود بعدها المرء إلى منزله ويأوي إلى أهله وأبنائه ليستريح برهة من الزمن بعد صلاة المغرب، يتفقد فيها أحوال أهل بيته، فيأنس بالحديث معهم ويتخلل ذلك تناول طعام العشاء بحضور الزوجة والأبناء، ولا يأذن بانتهاء تلك الجلسة إلاّ سماع صوت المؤذن لصلاة العشاء، حيث يتجه الجميع إلى الصلاة في المسجد، بعدها البرنامج اليومي لا ينتهي، بل لابد من أن يختم بجلسة جميلة، حيث تعوّد كبار السن مساء كل يوم بأن يجتمعوا في منزل أحدهم لتناول القهوة وتجاذب أطراف الحديث في شتى المواضيع المسلية التي تبهج النفس وتعيد لها حيويتها ونشاطها، وكل مجموعة تسمى "شلّة"، تتعدد السوالف في هذه المجالس، وتتنوع من الفكاهة إلى مواقف التجربة إلى الخوض في هموم الحياة اليومية، ينبري العديد من الجلساء ممن حباهم الله حلو الحديث والمنطق والنكتة الحاضرة إلى الإمساك زمام الحديث الذي لا يمل ولا يود جلساؤه أن ينتهي، الذي لا يقطعه سوى الضحك أو التعليقات بالإعجاب. وشهدت هذه المجالس قديماً أحلى الجلسات التي لم يفسدها نتاج "التكنولوجيا" والتقدم العلمي والاختراعات كالتلفاز أو الأجهزة الذكية الموجودة اليوم، ولا حتى إنارة الكهرباء الحديثة، حيث يكتفي الجلساء بالتلذذ بمشاهدة لهيب النار الذي يضيء المجلس أو السراج شتاءً، وضوء القمر في الليالي المقمرة الذي يتسلل من خلال النوافذ، أو في سطح المنزل قريباً من غرفة "الروشن" اذا كان الوقت صيفاً.
«خواجة» مع أحد أبناء البادية المتحفز وزوجته تراقب الموقف «أرشيف الرياض»
هذه الجلسات لا تخلو من الإثارة وحب تمجيد الذات ونيل المديح واكتسابه من خلال التظاهر بالقوة الجسدية -الهياط-، وامتلاك روح الشباب الذي يرغب الجنس الآخر الارتباط به وحب الجلوس معه، البعض يُطلق على هذه الجلسات جلسات "العيّارين"، وهم الذين يحبون "العيارة" أي المزح ورواية القصص والحكايات والمواقف التي قد لا تصدق، إضافةً إلى حبهم إلى خوض التجارب وتجربة كل جديد ويحبون كل أمر مفيد، كما يتسمون بالأريحية وقبول الناس لهم، وغالباً لا تحلو الجلسات إلاّ بعد صلاة العشاء لعدة أسباب منها؛ أن الإنسان قد أنهى ارتباطه بالمشاغل اليومية من عمل يومي وقضاء حاجات البيت وتفرغ للجلسة غير مشغول البال، والأمر الآخر والأهم هو أن الوقت متسع بعد صلاة العشاء، فلا يحده شيء طالما المتعة موجودة، لذا أطلق على رواد هذه المجالس "عيّارين" آخر الليل، تعددت أحاديثهم وأمانيهم وقضوا ليالي من الأنس لا تنسى، وثّقتها العديد من القصص والمواقف والطرائف والأشعار التي طار بها الرواة ولا زالت تروى حتى يومنا هذا، غلبت على أحاديثهم علاقة الرجل بالمرأة وكيف إشباع رغباتهم بالقرب منها والأنس بها، فالكل منهم يزعم أنه قد أوتي من القوة والقدرة ما يجعله مطمعاً للنساء ومرغوباً فيه، بينما يتظاهر البعض الآخر بذلك ويخفي إخفاقه بالعديد من القصص التي هي من نسج الخيال.
تسري بدري عند ربعك يقولون «زوجته صفقت له» أو «جاكم القراد» أو «الدفع الرباعي»
جاكم القراد
يغلب الحديث في جلسات السمر ل"العيّارين" على قدرة الرجل في إرضاء الطرف الآخر وهو شريك الحياة، ويتبارون فيما بينهم في سرد ذلك بالتلميح لا بالتصريح، في حين أن كبار السن هم أكثر المتأثرين بهذه التعليقات، لذا تجدهم يوحون لجلسائهم بأنهم لا زالوا شباباً، ومن ضمن التعليقات التي تشهدها مجلس "العيّارين" أنه إذا همّ أحد الحضور بالانصراف مبكراً فانهم يقولون: "صفقت له"، أي أن زوجته في انتظاره وكأنها تصفق رغبةً في حضوره وسمع تصفيقها وهمّ بالذهاب اليها، كما يطلقون بعض الأوصاف تندراً على من اشتهر بقوته وإفراطه في هذا الشيء، حيث تسمع البعض منهم يقول اذا أقبل هذا الشخص: "جاكم الدفع الرباعي"!، تشبيهاً له بالسيارة ذات الدفع الرباعي التي لا يمكن أن تعلق في الرمال، أو "جاكم القراد"، كناية على الشخص الذي لا يكاد يفارق زوجته، مثل حشرة "القراد" التي تلتصق بالحيوانات كالبعير وتعيش على دمه فلا تفارقه.
موقف تحدٍ
وبما أن حُب المرأة مثار جدل للجلساء فقد كان هناك من الناس فئة مرهفة الحس مولعة بهذا الجمال الرباني من الجنس اللطيف، وقد حباهم الله المعرفة والمهارة في الوصف للجمال وللأحاسيس، ومن هؤلاء فئة الشعراء الذين وإن صبروا وكتموا ذلك في قلوبهم فإن ألسنتهم تفضحهم من خلال القصائد، فتبوح بما فيها من أسرار اللوعة والحب والهوى، ومن أشهر شعراء الغزل هو الشاعر الكبير "محمد القاضي" -المولود في مدينة عنيزة عام 1224ه وتوفي بها عام 1285ه- الذي ترك إرثاً كبيراً من هذه القصائد الجميلة، ومن أجمل هذه القصائد على الإطلاق هي قصيدة قالها في أحد جلساته مع أصدقائه في مجلس تناول القهوة وكانت نتاج موقف تحدٍ بين الشاعر وجلسائه في أن يأتي بقصيدة لا يتطرق فيها الى الغزل لا تصريحاً ولا تلميحاً، ولا تقل عن ثلاثين بيتاً، فإن هو فعل ذلك فإن العشاء عليهم من الغد، أمّا إن أخل بالشرط وذكر في قصيدته الغزل فقد خسر الرهان وعليه أن يبادر إلى إقامة وليمة عشاء لهم، فوافق الشاعر، ولما جاء وقت إلقاء القصيدة علم جلساؤه أنه سيكسب الرهان لا محالة، فهو من فطاحلة الشعراء، لذا دبروا له مكيدة، وذلك بأن يخرج له صاحب المنزل ابنته الصغيرة وهي تلبس أجمل ثيابها وحليها وتحضر الماء أثناء إلقاء القصيدة، وقد كانت تلك الصبية جميلة جداً!.
لمّا حان موعد إلقاء القصيدة للشاعر "القاضي" طلب جلساؤه أن ينشدهم القصيدة، فقال: "لهم إني قد نظمت قصيدة في القهوة"، قالوا: "توكل على الله"، فقال: "قصيدة تعد من أجمل ما قيل في وصف القهوة العربية الأصيلة وطريقة إعدادها ولجمالها نورد منها بعض الأبيات وهي:
يا مل قلب كل ما التم الأشفاق
من عام الاول به دواكيك وخفوق
كنه مع الدلال يجلب بالأسواق
وعامين عند معزل الوسط ماسوق
يجاهد جنود في سواهيج الاطراق
ويكشف له اسرار كتمها بصندوق
دنَّيت لك من غالي البن ما لاق
بالكف ناقيها عن العذف منسوق
احمس ثلاث يا نديمي على ساق
ريحه على جمر الغضى يفضح السوق
واياك والنية وبالك والاحراق
واصحا تصير بحمسة البن مطفوق
الى اصفر لونه ثم بشت بالاعراق
وغدت كما الياقوت يطرب لها الموق
وعطت بريح فاخر فاضح فاق
ريحه كما العنبر بالانفاس منشوق
دقه بنجرٍ يسمعه كل مشتاق
راع الهوى يطرب الى دق بخفوق
ولقم بدلة مولع كنها ساق
مصبوبة مربوبة تقل غرنوق
خله تفوح وراعى الكيف يشتاق
إلى طفح له جوهر صح له ذوق
أصغر قموره كالزمرد بالاشعاق
واكبارها الطافح كما صافي الموق
زله على وضحا بها خمسة ارناق
هيل ومسمار بالاسباب مسحوق
مع زعفران والشمطري إلى انساق
والعنبر الغالى على الطاق مطبوق
وفي أثناء إلقاء "القاضي" لقصيدته خرجت ابنة صاحب البيت الصغيرة كما خطط له وهي بكامل زينتها تحمل الماء فوضعته ثم ولت إلى داخل البيت، فغيّر الشاعر القصيدة وخرج من وصف القهوة إلى الغزل فقال على الفور:
يحتاج من خمر السكارى إلى فاق طفل تمز شفاه والعنق مفهوق
يحتاج من خمر السكارى إلى فاق
طفل تمز شفاه والعنق مفهوق
عبث يميل بحبته ما بعد ماق
وهو يزاهي باهر البدر بعشوق
بين اشفتيه الى غنج حق براق
عجل رفيفه بالطها يعطى اطبوق
سطر كتب من حبر عينه بالأوراق
خديه صادين ونونين من فوق
كن العرق بخدودها حمر الارناق
ينثر على الوجنات باللون مشعوق
بالعنق كن المسك والخد براق
والمشخص بصدره كما الشاخ مدقوق
يمشى برفق خايف مدمج الساق
يفصفم حجول ضامها الثقل من فوق
الى حصل ساعة وانت مشتاق
فاقطف زهر ما لاق والعمر ملحوق
وعندما انتهت القصيدة قالوا جلسائه: "لقد كسبنا الرهان وعليك الوليمة"، فأقر بذلك لكن صاحب المنزل قال: "بل الحق والوليمة علينا، فنحن الذين أخل بالرهان"، وأخبره بالقصة وقال: "أنت تستاهل يا أبو عبدالله ذبيحتين، الأولى عن هذه القصيدة العصماء، والثانية لأننا أخلينا بالرهن".
البحث في الأسواق عن الأدوية المُقوية للتظاهر أمام الأصدقاء ب «المرجلة»
أكل الكوارع
وفي ظل سعي العديد من الناس إلى ممارسة حياته الزوجية بشيء من الإثارة والمتعة واستمرارها تجده يصغي لكل صاحب تجربة في هذا المجال، ويحفظ الحديث الذي يدار في جلسات "العيّارين" والوصفات عن ظهر قلب، ويذهب إلى العطارين لتناول تلك الوصفات طمعاً في نيل تلك المتعة، إلاّ أن جل ذلك يكون غير نافع إن لم يكن ضاراً، ولعل كبار السن هم أكثر الناس وقوعاً في مصيدة تلك الوصفات الكاذبة التي توحي بنجاحها، بينما البعض ينصح جلساءه ويحذرهم من خوض هذه التجربة التي لا تستند إلى برهان طبي، بينما هو يرغب في تناول الأطعمة الطبيعية التي تزيد من "الباءة" كأكل الكوارع والحمام و"المقويات" الطبيعية كالعسل والفستق وغيرها، فيما يرى البعض بأن الراحة النفسية لها دور كبير في هذه الناحية ومحاولة تغيير نمط الحياة وروتينها الممل بتغيير البيئة المحيطة والبعد عن أماكن الإزعاج والسفر والخلوة مع النفس ومع من يُحب المرء.
يجتمعون وكل واحد يقول «أنا أنشط منك» و«تحداني أعرس» و«ألف بنت تتمناني»
ومع تقدم العلم الحديث واكتشاف العديد من العقاقير الطبية المقوية والتي تعرض في جميع الصيدليات وتباع دون وصفة طبية أقبل البعض ممن يشكون ضعفاً خاصةً من كبار السن على شرائها وكان لها أثر طيب في الاستمتاع بحياته الزوجية، ولجهل البعض منهم بمضارها على المدى البعيد ودون استشارة الطبيب، فقد حدث لهم مضاعفات وآثار جانبية وصاروا يعانون العديد من الأمراض بسببها، مما يستلزم استشارة الطبيب قبل استعمالها، ولا زال العديد من كبار السن في سباق مع الوهم بأنهم مازالوا بكامل قوتهم البدنية التي عهدتها زوجاتهم ويستطيعون أن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي ويمارسون الحيوية والنشاط، ومن أجل ذلك يصرفون تفكيرهم واهتماماتهم من أجل تحقيق تلك الغاية من خلال تتبع "المقويات" والمنشطات التي يتداولونها في مجالسهم، وتجربة كل جديد وخوض كل تجربة سعياً إلى ارضاء طموحهم اللامحدود.
سيدات يجلبن الماء من إحدى الآبار حيث لا يخلو الحديث بينهن عن الزواج
تعلّق بزوجته
ولشدة تعلق الكثير من الناس بممارسة حياته الطبيعية والأنس مع زوجته الحبيبة تحدث الكثير من القصص والمواقف الطريفة، ومنها أن هناك رجلاً ممن حباه الله القوة الجسدية ورغبة شديدة في قضاء وطره، وكان متزوجاً من امرأة واحدة وكان مغرماً بزوجته ولا يكاد يفارقها ليل نهار، ومن شدة ملازمته لها كالظل فإن ذلك قد أرهقها، ولما ضاق بها الحال اشتكته إلى القاضي فلما استدعاه وسمع منه ومن زوجته ذلك أمره بأن يريح زوجته ويتزوج بغيرها، فقال الزوج: "إني معدم الحال وأحب زوجتي ومن يرضى من النساء ويطيق ما تطيق فتتزوجني وتتحمل فاقتي وحيويتي وقدرتي"، فقرر عليه القاضي حتى لا يفرق بينه وبين زوجته أن يجعل له في اليوم والليلة خلوة مع زوجته خمس مرات في اليوم والليلة، فوافق على مضض ورضي هو وزوجته بالحكم، ولما ولّى إلى بيته استنفذ ما قرر منه من الخلوة خمس مرات قبل مغيب الشمس، فجاء إلى زوجته وطلب منها الخلوة ولكن كسلف من خلوات اليوم القادم!.
وضع حجراً في الماء وطلب من ابنه أن يخبره «إذا ماع» ودخل إلى زوجته..ولكن!
ذاب الحجر
وفي موقف آخر فقد كان هناك اثنان من الجلساء أحدهم مسن والآخر لا زال يتمتع ببقية الشباب، كانا كثير الاستعراض لقوتهما والتظاهر بالانسجام مع شريك عمره، وفي أحد الأيام عاد أحدهما وهو الشاب إلى بيته فأراد أهله وقد كان البيت خالياً وما هي إلاّ لحظات حتى حضر ابنه الصغير ذو السبعة أعوام من المدرسة فرأى والده أنه سيفسد عليه خلوته، فلاحت له فكرة تبعد فيها ابنه الصغير ليخلو له الجو، فقال لابنه الصغير بعد أن أحضر "طشت" وهو وعاء غسيل الملابس وقد ملأه بالماء ووضع فيه صخرة بقدر كف اليد صلبة: "اجلس يا بني بالقرب من باب البيت في الطريق بجانب البيت وانظر إلى الحجر وراقبه إلى أن يذوب، فاذا ذاب أدخل وأخبرني، فسمع الولد الصغير كلام أبيه وجلس يرقب الحجر ببراءته ودخل الرجل مع زوجته في غرفتهما، فجلس الطفل برهة يراقب الحجر ولا تكاد عينه تزيغ عنه فمر صديق ذلك الشاب المسن فسلم على الصغير وسأله عن سبب جلوسه في الطريق وأين والده؟، فأخبره بأن والده طلب منه أن يراقب هذا الحجر حتى يذوب بينما دخل إلى غرفته، ففهم ذلك المسن قصد أبيه فأراد بخبثه أن يفسد على صاحبه خلوته وقال للصغير: "لقد ذاب الحجر، فأسرع إلى والدك وأخبره، واطلب منه أن يخرج بسرعة ليرى ذلك"، فذهب الطفل سريعاً إلى والده وأخذ يطرق باب غرفته ويقول: "ذاب الحجر يا بوي أخرج بسرعة لتراه"، فغضب الرجل فقال له: "ماعت كبد أمك يا..."، فأخبره ابنه: "لقد مرّ صديقك فلان وهو الذي أخبرني بذلك"، فعلم أن صديقه المسن قد حاك له مقلباً بأن يفسد عليه الأمر فخرج وهو غضبان ومزاجه متعكر وصار ينهر ابنه ويوبخه بأن استمع إلى كلام صديقه، فالحجر لا يمكن أن يذوب بهذه السرعة وخرج من المنزل.
مجالس «العيّارين» ليلاً لا تخلو من طرائف الزواج «إرشيف الرياض»
زوج مسيار
وانتشر مؤخراً زواج "المسيار" وهو زواج شرعي إلاّ أنه غير معلن وفيه تنازل من طرف الزوجة وبرضاها لعدد من حقوقها كالعدل في المبيت وتوفير السكن وغيرها من الحقوق، حيث وجد فيه العديد من الناس ممن حباه الله القدرة المالية والجسدية متنفساً له، دون أن يغضب زوجته أو يسخط ربه، وقد صاحب ذلك الزواج عدد من المواقف والطرائف ومنها أن رجلاً تزوج "مسياراً" في بلدة قريبة من بلدته، لكنه لا يُعرف فيها، وكانت منطقة زراعية ويكثر فيها حفر الآبار، وكان يأتي إلى زوجته في نهاية الأسبوع ويبيت عندها في منزل أهلها وكان يصلي الفجر مع جماعة الحي وهو متلثم خوفاً من أن يعرفه أحد، وفي يوم من الأيام سأل مسن جاره الذي يصلي بجانبه: "من هذا الذي يصلي معنا في نهاية الأسبوع متلثماً؟"،، فأجابه على الفور: "إنه شخص يحفر بئراً بغير رخصة"، وهي كناية عن زواجه مسياراً بدون علم زوجته الأولى.
وفي قصة مشابهة فان أحد القضاة تزوج مسياراً على زوجته وصارت زوجته الأولى تشك في أمره وتزايدت شكوكها وفي كل فترة تسأله: "هل تزوجت؟"، وفي يوم من الأيام وجد حيلة جميلة فقد اتفق على أن تأتي زوجته بالمسيار إلى منزله سائلة مستفتية قائلة أنها دائمة الشك في زوجها هل تزوج عليها بأخرى، وبالفعل جاءت الزوجة مستفتية، فقال القاضي لها: "أن زوجتي كذلك تشك مثلك، وأنا أقول لها حتى تطمئن كل زوجة لي خارج هذه الغرفة فهي طالق فاصبري ولا تؤذي زوجك ولا تشكي"، فقبلت الزوجة الأولى رأس زوجها واطمأنت اليه وقالت: "لن أشك فيك بعد اليوم، وبالفعل نجحت خطة القاضي وتغلب على شكوك زوجته الأولى وعاش بسعادة غامرة".
علاقة الرجل بزوجته لا تخلو من الأحاديث اللافتة للآخرين
وفي قصة أخرى لمن تزوج مسياراً عندما خرج من زوجته الأولى وهو لابس ثوب "سادة" وتطيّب وغادر إلى عمله -كما تظن تلك الزوجة-، حيث ذهب إلى زوجته الثانية بمنزلها، وهي التي تحتفظ له ببعض من ملابسه، وقضى معها وقتاً جميلاً، ومريحاً بالنسبة له، وبعد أن أراد العودة لزوجته الأولى استبدل ثوبه من دون أن يدرك ب"ثوب كبك"، ووصل هناك، واكتشفت المرأة بذكاء تغيّر الثوب، وصارحته بالموضوع، وألحت عليه، وأجابها بعد نقاش طويل أنه فعلاً متزوج عليها مسياراً.
الجنس الناعم كان محوراً رئيساً في مجالس «العيّارين»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.