قال الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ان "المنطقة العربية تشهد متغيرات كبرى، حيث يعاني عدد من بلدانها صعوبات التحول نحو بناء نظم ديمقراطية جديدة تتفق مع العصر"، لافتا الى انها "تعاني ايضا من مخاطر الانزلاق نحو الحروب والنزاعات المسلحة ومن ازمات انسانية قاسية وانتهاكات لحقوق الانسان ". جاء ذلك أمس في عمان في خلال افتتاح رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور فعاليات المؤتمر الإقليمي الأول تحت عنوان "نحو شبكة للاستجابة للأزمات في المنطقة العربية"، بمشاركة د. سامي عبدالله الصالح سفير المملكة العربية السعودية، ومسؤولين عن الاستجابة للأزمات في عشرين دولة عربية لمناقشة سبل تعزيز البنية الإقليمية لإدارة الأزمات في المنطقة العربية. وبين العربي أن "الامانة العامة للجامعة وقعت اتفاقا مع الاتحاد الاوروبي لتنفيذ مشروع يهدف لتعزيز القدرات المؤسسية للجامعة وأجهزتها في مجال الانذار المبكر والتعامل مع الازمات"، مشيرا الى "قيام برنامج الاممالمتحدة الإنمائي بالإشراف على المشروع حيث تم افتتاحه فعليا في آذار العام الماضي". وأشار مدير عام قطاع الاستجابة للأزمات بالاتحاد الأوروبي الدكتور أجوستينو ميوتزو، الى ان "هذا المؤتمر يعد علامة بارزة في العلاقات بين الاتحاد ألأوروبي والأردن، وجامعة الدول العربية، فضلاُ على انه يمثل علامة فارقة في تطور ادارة الأزمات". وأكد نية الاتحاد الحفاظ على التزامه التام تجاه المنطقة والجامعة العربية حيث تجري دراسة ومناقشة برنامج جديد للتعاون مع قيادات الجامعة العربية، اضافة الى تعزيز آلية عربية للإنذار المبكر والاستجابة السريعة للأزمات في الاردن. وقالت الأمينِ العامِّ المساعِد للأُمَم المتحدة، والمديرِ الإقليميِّ للدُّوَل العربيّة في برنامج الأممالمتحدة الإنمائي الدكتورة سيما بحوث ان العديد من البلدان العربية شهدت ثورات وحراك بأشكال مختلفة، وعنفاً وفتنة مدنية، ونزاعات مسلحة، هددت استقرار المنطقة وأمنها وأمن شعوبها نساء ورجالاً وأطفالاً كما هددت التماسك الاجتماعي فيها بدرجة خطيرة. وأشارت بحوث إلى أن انشاء أول منصة لإدارة الأزمات بالأمانة العامة للجامعة العربية بتقنيات عالية وكوادر مدربة، على غرار مثيلتها في أمانة الاتحاد الأوروبي في بروكسل يعتبر نموذجا فريدا للتعاون بين ثلاث هيئات متعددة الأطراف، اضافة الى تأسيس نظام عربي للإنذار المبكر والاستجابة للأزمات بما من شأنه أن يعزز الاستجابة الفعالة وفي الوقت المناسب للكوارث الطبيعية وتلك التي يصنعها البشر، بما في ذلك جهود الوقاية والتخفيف والتعافي.بدوره اكد نائب رئيس المركز الوطني الأردني للأمن وإدارة الأزمات اللواء الركن المتقاعد الدكتور رضا البطوش، اهمية انشاء هذه الشبكة بالنظر الى ما تتعرض له المنطقة من ازمات، واصفا الوضع الراهن "باللحظة الاقليمية الصعبة "حيث واجهت المنطقة العربية، خلال السنوات الماضية.. وما تزال، أزماتٍ عميقةً وشاملةً، عصفت بالكثير من القواعد والمفاهيم والحسابات التقليديّة، الأمر الذي ضاعف من أهمّية تطوير عمليّة إدارة الأزمات، كمهمّة وطنيّة.