أقنع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وزير الخارجية الليبي موسى كوسا بالسماح لفريق "لتقييم الحاجات الإنسانية" بزيارة طرابلس، وعين وزير الخارجية الأردني السابق عبدالإله الخطيب موفدا خاصا له. وأعرب بان عن قلقه من استخدام نظام القذافي لقوة "غير متكافئة" ضد الثوار. وأوضح المتحدث باسم الأمين العام، مارتن نسركي أن الخطيب سيجري "مشاورات عاجلة" مع حكومة القذافي حول المعارك الدائرة مع الثوار والأزمة الإنسانية التي سببتها. وكان الاتحاد الأوروبي قرر إرسال بعثة لتقصي الحقائق في ليبيا، قبل انعقاد القمة الأوروبية الاستثنائية لمناقشة الأزمة الليبية الجمعة المقبل في بروكسل. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد كاترين اشتون إن البعثة الموجودة حاليا في طرابلس تتشكل من خبراء في مجال المعونات الإنسانية يرأسها الإيطالي أجوستينو ميوزو، لإعداد تقرير لتقديمه إلى زراء خارجية دول الاتحاد ال27 في اجتماعهم الخميس المقبل لتحديد بنود أجندة قمة الجمعة. وفي سياق متصل، تسببت الأزمة الليبية في انقسام بين أعضاء المفوضية الأوروبية، حيث ظهر لأول مرة صوت مؤيد للقذافي، ورافض للثورة الشعبية. إذ قال مفوض الصحة والسياسة الاستهلاكية المالطي جون دالي إن القذافي من حقه التصدي للمتمردين، ولا يجب لأي جهة خارجية التدخل ضده. وأثارت تصريحاته موجة غضب كبيرة بين غالبية أعضاء المفوضية، وأرجع بعضهم هذه التصريحات بسبب المصالح المالية التي تربطه بليبيا والعقيد القذافي، حيث يمتلك منزلا فاخرا وشركة للاستشارات في ليبيا، الأمر الذي دفع رئيس المفوضية جوزية مانويل بارسو إلى تكرار مطلبه بضرورة رحيل القذافي والاستجابة لمطالب الشعب. لكن تقريرا سياسيا هولنديا حذر من تكرار سيناريو نيبال في ليبيا. وأشار إلى أن نيبال شهدت انتفاضة شعبية عام 2008 لإنهاء النظام الملكي، ولكن منذ ذلك الحين والقتال دائر بين مختلف الشرائح السياسية على السلطة، الأمر الذي أدى إلى الوصول لدولة فاشلة. وأوضح التقرير أن نموذج نيبال سيناريو كلاسيكي من الممكن أن يحدث في ليبيا وفي أي بلد يتحول بصورة فجائية من النظام الاستبدادي إلى الديموقراطية دون استعداد لذلك.وأشار التقرير إلى مخاوف أيضا من وجود صراع خارجي على الثروات في ليبيا، على غرار الصين وتركيا، حيث تحاول كل منهما تعزيز مواقعها في المنطقة. كما أن الموقف الغربي سيتشكل تجاه ليبيا وفقا للمصالح النفطية وتأمين هذه المصالح. ولفت التقرير إلى تصاعد المخاوف الغربية من انجراف أوضاع النفط إلى منحنى خطير، فهناك تهديدات بأن يصل ليتر البنزين إلى 4 يوروات، الأمر الذي يهدد بكارثة اقتصادية رهيبة.