يشهد قطاع الإنشاءات في المملكة توجها جديدا نحو الاستفادة من التقنية والمعدات الذكية لتعزيز وتحقيق الوقت والجهد والمحافظة على البيئة، ونوه مختصون يعملون في مجال الإنشاءات والبناء بالنهضة التي يشهدها قطاع الإنشاءات بكافة أنشطته سواء المباني أو الطرق أو البنية التحتية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "يحفظه الله". وأكد المختصون أن مجال الإنشاءات يتطلب التطوير والاستفادة من التقنيات الحديثة والذكية لكسب الوقت والمسارعة في توفير الحاجات المتزايدة لمشاريع البناء والبنية التحتية من طرق وخدمات عامة، حيث أشار المهندس عبدالعزيز الرشيد المتخصص في المشاريع أن التسارع والتحدي الكبير للمشروعات الإنشائية يتطلب التوجه إلى الاستفادة من التقنيات والمعدات الذكية لتوفير الوقت والجهد والمال، حيث أشار إلى المعاناة التي تشهدها عملية الحفر وما ينجم منها من أحجار كبيرة يصعب التعامل معها أو الاستفادة منها على سبيل المثال. م. عبدالعزيز الرشيد وقال المهندس الرشيد إن من ضمن المعدات الذكية ما يسمى "القراضة" حيث تستطيع تلك المعدة الذكية من المحافظة على البيئة إذ يمكن استخدام التربة والحجر الموجود في نفس الموقع دون الاستعانة بتربة خارجية، وتقوم تلك المعدات بتكسير الصخر الكبيرة إلى قطع صغيرة بل حسب الطلب، مشددا على أن تلك المعدات الذكية تستطيع توفير تكلفة النقل والتحميل والازدحامات في الطرق، ونقل التربة التي يصعب التعامل معها في الموقع إلى المقالب العمومية، وإحضار بديل عنها دفان من مناطق قريبة من المدينة وتكون تربتها صالحة للدفان، وهذا يتطلب تكلفة مادية وجهدا ووقتا وازدحامات. وعن ما يقوم به البعض حاليا من استخدام المنخل الموجود في نفس الموقع وتأثيره، أشار الرشيد أن هذا يؤثر على البيئة حيث ينجم عنه غبار وأتربة، كما أنه يتطلب مساحة كبيرة وهذا بند واحد من مشروع البناء وما يسببه من مشاكل سواء على السكان والمكان، وعليه فإن تلك المعدات الذكية تقوم بإعادة استخدام الناتج من الأرض في الموقع بدون غبار أو الحاجة إلى مساحة كبيرة حيث تقوم تلك المعدات بتكسير الحجر الكبير وخلط التربة لتصبح صالحة إنشائيا سواء لاستخدامها ضمن البناء أو الدفان، بل وتمكن تلك المعدات الذكية من إنتاج حصى وفق مقاسات صغيرة أو كبيرة حسب الاحتياج وفي وقت وجيز، وهنا نعمل على تحسين ناتج الأرض وإعادة استخدامه من جديد سواء صخور أو غيرها. من جانبه، نوه المهندس عبدالعزيز العامر إلى الايجابيات والمزايا لاستخدام المعدات الذكية ومنها سهولة استخدامها في صناعة الإنشاءات والمحافظة على البيئة فنحن سنقلل من استخدام الكسارات داخل المشروع إضافة إلى التقليل من السكارات في المواقع القريبة من المدن فتلك المعدات يستفيد منها مشروعات المباني والمجمعات والطرق وخدمات البنى التحتية من خطوط الكهرباء والماء والصرف الصحي، بل وتساهم في نظافة الأحياء وتحد من مخلفات البناء كونها تتمكن من تحويل المواد من ضارة إلى نافعة وجعلها صالحة للاستخدام مثل "البلوك، البلاط، قطع الخرسانة، الدفان. وشدد المهندس العامر أننا بحاجة في هذا الوقت إلى إنتاج مشاريع سكنية ومدارس وبنية تحتية من مياه وكهرباء واتصالات وطرق بوقت وجيز وجودة، مستدركين أن الأسلوب المتبع حاليا في الإنشاءات غير مجد ولا ينفع وأنه يجب المسارعة في استخدام التطبيقات والأساليب الجديدة والذكية والتجارب العالمية تؤكد ذلك.