الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.. تعليقاً على صدور أمر خادم الحرمين الشريفين القاضي بتعيين سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد يحفظهم الله جميعاً فإنني أسجل تأييدي الكامل لهذا الأمر ومبايعتي لسموه الكريم، لما عرف عنه من كرم أخلاق، ورهف مشاعر، وتواضع جم، وعدل في معاملة الناس وهو الأهم وأساس الحكم، كما أننا نحسب سموه الكريم والله حسيبه أميناً فيما يوكل إليه من أعمال، وحليم في خلقه، لكظمه الغيظ، وعفوه عن المخطئ، وصبره على إساءة الغير لا قدر الله وقد عرف عن سمو الأمير مقرن حلمه الكبير مع الجميع وهو طبع الكرماء وعادة الأجواد، وترجمان الأوفياء. هل عرفتم لماذا مقرن بن عبدالعزيز؟ لكي تعرفوا أكثر اعلموا يرحمكم الله أن مقرن بن عبدالعزيز يتمتع بخلق عظيم وعبادة جليلة وعادة حميدة، لا يتصف بها إلا أسياد الأمة، وأشراف الخلق، وليس لهذا الخلق من جزاء بإذن الله إلا الجنة فقد قال سبحانه وتعالى: "تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين". إنه خلق التواضع فمقرن بن عبدالعزيز لين الجانب للصغير والكبير، هو صاحب الابتسامة الصادقة النزيهة الدائمة، وقد قيل قديماً: التواضع سلم الشرف. ولا أدل على ذلك من مواقفه يحفظه الله مع الجميع فقد زرته يوماً عندما كان أميراً لمنطقة حائل ونلت شرف إهدائه ديواني الشعري "رسائل بلا عنوان" وفي العام التالي زرته مجدداً وعندها أجلسني مقابلا لسموه، وتأملت الأوراق التي أمام سموه على المكتب فوجدت الديوان وقد توسطه ورقة بالداخل تفصل بين جنباته!!. سبحان من خلقك وأحسن خُلقك يا مقرن، كان سموه يهدف من هذا الفعل إلى إدخال السرور والغبطة على نفسي وكأنه منهمك في قراءة إهدائي المتواضع رغم قناعتي التامة بأن ديواني ليس أهلاً لاهتمامات سموه، بالفعل تواضع العظماء. والأدهى أنه في هذه الأثناء دخل أحد المراجعين الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة وكان يمشي ببطء على عكازين، فما كان من مقرن بن عبدالعزيز إلا أن وثب وخرج من مكتبه حتى وصل إلى الباب وسلم على الشاب وأجلسه وجلس بجانبه وأخذ أوراقه وأمر بإنهائها فوراً. ماذا بقي؟ بقي أن أذكر بأن سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز يتمتع بخصائص القائد الناجح في هذه المرحلة الهامة، ومن أهم هذه الخصائص: الذكاء الاجتماعي، فسموه ماهر في تواصله مع الآخرين يعرف كيف يتحدث معهم وكيف يوصل رسائله لهم بذكاء، وسموه مستمع جيد، ومحاور رائع، كما أن لسموه رؤية ثاقبة تؤهله لرؤية واستشراف المستقبل بكافة جوانبه، كما أن سموه غزير المعرفة، على درجة عالية من الثقافة والعلم ومتابعة الأحداث الهامة في هذه الجوانب. هذه عجالة لبعض أخلاق مقرن بن عبدالعزيز الإنسان الذي ملك قلوبنا باحترامه واستيعابه لنا، متمتعاً بروح الفكاهة والمرح لكسر الملل الناتج عن إعطاء الأوامر، ولتجديد الروح داخل الفريق وبالتالي تفجير الطاقات الوطنية لبناء هذا الوطن الغالي علينا جميعاً. أما أنت يا مقرن بن عبدالعزيز فلك منا الولاء والطاعة على كتاب الله الكريم وسنة نبيه الأمين، ولك منا الدعاء الصادق الخالص النابع من الأعماق أن يوفقك الله سبحانه وتعالى ويسدد خطاك أما أنت يا خادم الحرمين الشريفين فنسأل الله سبحانه أن يعينك على أداء أمانتك التي لا نشك للحظة اجتهادك التام على أدائها وفقاً لما أمر الله سبحانه وتعالى، فشكراً لك يا خادم الحرمين الشريفين وشكراً لولي عهدك الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولهيئة البيعة ممثلة برئيسها وأعضائها الذين نعلم تماماً بحرصكم على كل ما من شأنه حفظ أمن واستقرار وتنمية هذا البلد حتى بعد وفاة أي منكم لا قدر الله والله ولي التوفيق.