أعلن رئيس وزراء أوكرانيا، أرسيني ياتسينيوك أمس الثلاثاء، أن النزاع بين بلاده وروسيا يدخل مرحلة عسكرية. ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن ياتسينيوك، قوله في مقر وزارة الدفاع الأوكرانية، إن "النزاع ينتقل من المرحلة السياسية الى المرحلة العسكرية جراء خطأ من جانب روسيا". إلى ذلك لقي جندي أوكراني مصرعه وأصيب آخر أمس خلال مداهمة قاعدة عسكرية أوكرانية في شبه جزيرة القرم على البحر الأسود. وأفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع في القرم فلاديسلاف سيليزنيوف أنه خلال هجوم على وحدة عسكرية في سيمفيروبول قتل جندي أوكراني بعدما أصيب في عنقه وأصيب جندي آخر، مبينًا أن الجندي كان يتولى حراسة هذه الوحدة وتمت مصادرة أوراق جميع الجنود التابعين لهذه الوحدة وتم إبلاغهم أنهم معتقلون. كما أوضح قائد البحرية الأوكرانية سيرغي غايدوك أن محاولات مهاجمة الوحدات العسكرية باستخدام السلاح تكررت في الأيام الأخيرة في القرم. مساعدة روسية من جهته صرح النائب الاول لرئيس وزراء جمهورية القرم ان بلاده تسلمت بالفعل الدفعة الاولى من المساعدات المالية من روسيا. وقال روستام تيميرجالييف في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي الروسية "الدفعات الاولى وصلت بالفعل. نحتاج إلى هذا الدعم لان كييف توقفت عن تمويل جيشنا واجهزتنا الخاصة بانفاذ القانون. نتوقع أن نحصل على الدفعة الأولى من عائدات الضرائب في أواخر شهر مايو أو يونيو ثم لن نحتاج إلى الكثير من الدعم". وتابع أن من المتوقع أن تتحول القرم إلى استخدام العملة الوطنية الروسية (الروبل) في مطلع شهر ابريل المقبل. وتابع "للاسف يتعين علينا القول أنه لن تكون هناك فترة انتقالية عندما سوف يتم استخدام الروبل والهريفنيا على نحو متزامن.. السبب وراء ذلك هو ان البنك المركزي الاوكراني توقف عن امدادنا بالهريفنيا". بوتين أثناء إلقائه كلمته أمس (أ.ف.ب) عقوبات أميركية أما الرئيس الأميركي باراك أوباما فأعلن في وقت أمس، فرض عقوبات على 7 مسؤولين حكوميين روس، بالإضافة إلى قادة انفصاليين في القرم، والرئيس الأوكراني المعزول، فيكتور يانوكوفيتش، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على 21 مسؤولاً أوكرانياًوروسيا، على خلفية الأحداث في أوكرانيا، بما فيها انفصال شبه جزيرة القرم، قبل أن يبدي أوباما استعداده لفرض عقوبات إضافية على روسيا، في حال استمرار "تدخّلها" في أوكرانيا. يذكر أن القرم وجّهت أمس، طلباً رسمياً إلى روسيا للانضمام إليها بصفتها وحدة إدارية، وذلك بعد أن أعلنت اللجنة المشرفة على استفتاء أجري أمس في شبه الجزيرة أن 96.6% من المشاركين صوتوا لصالح انضمام القرم إلى روسيا. وكانت شبه جزيرة القرم إقليماً روسياً حتى العام 1954، عندما قرّر الزعيم السوفيتي، نيكيتا خروتشوف، الأوكراني الأصل، ضمّها إلى جمهورية أوكرانيا السوفياتية. خطاب بوتين ذكر بوتين في خطابه أمس أن كل الإجراءات القانونية التي اتخذها سكان القرم صحيحة وسبق لأهالي كوسوفا أن اتخذوا مثلها قبل انفصالهم عن روسيا الاتحادية. وقال في خطابه الذي وجهه للأمة من الكرملين إن أغلبية الروس وسكان القرم يؤيدون هذا الانضمام مضيفا: "الشعب وحده مصدر كل السلطة". ووصف بوتين استفتاء القرم بأنه "مقنع" وقال إنه تم بشكل ديمقراطي وبالتوافق مع القانون الدولي. ودافع بوتين عن تصرف بلاده في الخلاف على شبه جزيرة القرم ووجه اتهامات شديدة إلى أوكرانيا قائلا: "ليست هناك سلطة شرعية في أوكرانيا". كما رأى بوتين أن الانتقال الأخير للسلطة في أوكرانيا كان بمثابة انقلاب رافقه اغتيالات وإرهاب وأكد أن من بين القوى الممثلة في السلطة الحالية في أوكرانيا فاشيون وأعداء لروسيا وأعداء للسامية. كما رأى بوتين أن من بين الإجراءات الأولى للسلطة الحالية اضطهاد الأقلية في أوكرانيا. واضاف "في قلوب وعقول الناس، القرم كانت وتبقى جزءا لا يتجزأ من روسيا" وذلك بعد يومين على الاستفتاء في شبه الجزيرة الاوكرانية ايد خلاله الناخبون الانضمام الى روسيا. واضاف "هذه القناعة المستندة الى الحقيقة والعدالة، لا تتزعزع وتم تناقلها من جيل الى جيل ولم يتمكن الزمن او الظروف من تغييرها". وكان الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف قدم القرم لاوكرانيا في 1954 في قرار "ينتهك الاعراف الدستورية" التي كانت سائدة انذاك بحسب بوتين. واضاف بوتين "حين اصبحت القرم فجأة داخل دولة اخرى "بعد انهيار الاتحاد السوفياتي"، شعرت روسيا انذاك انها لم تسرق فقط، وإنما سلبت". وتابع الرئيس الروسي ان "سكان القرم وسيباستوبول توجهوا الى روسيا بطلب ضمان حقوق وحريات السكان المحليين، وعدم قبول ما حصل وما يحصل الان في كييف ودونيتسك وخاركوف". واضاف "لم يكن بوسعنا ترك القرم وسكانها في المحنة، والا لكان الامر خيانة بكل بساطة". واعتبر الرئيس الروسي ان الغربيين "تجاوزوا الخط الاحمر" في الازمة الاوكرانية. وقال ان "الغربيين تجاوزوا الخط الاحمر وتصرفوا بشكل غير مسؤول". كما ندد بشدة بالغربيين الذين اتهمهم باعتماد "شريعة الاقوى" و"تجاهل القانون الدولي". وقال الكرملين ان "جمهورية القرم تعتبر ملحقة باتحاد روسيا اعتبارا من تاريخ توقيع الاتفاق".