أعلن وزير النقل الماليزي هشام الدين حسين امس أن عملية البحث عن الطائرة المفقودة تغطي مساحة 24ر2 مليون ميل بحري مربع (68ر7 ملايين كيلو متر مربع). وقال في مؤتمر صحافي "هذه مساحة شاسعة" مضيفا "لذلك أنا سعيد للغاية بأن عددا كبيرا للغاية من الدول عرض المساعدة والدعم في عملية البحث والانقاذ". وقال ازهار الدين عبد الرحمن مدير إدارة الطيران المدني إن مساحة البحث تنقسم إلى الممر الجنوبي الذي يمتد من شرق سومطرة إلى جنوب المحيط الهندي والممر الشمالي الذي يمتد من لاوس إلى بحر قزوين. الى ذلك بدأت الصين امس اعمال البحث على اراضيها عن الطائرة الماليزية المفقودة التي اختفت قبل عشرة ايام وعلى متنها 239 شخصا فيما اعلنت استراليا ان عمليات البحث التي اطلقت في المحيط الهندي ستستغرق عدة اسابيع. وتشارك اكثر من 25 دولة في عمليات البحث عن الطائرة المفقودة في مناطق شاسعة في العالم: من شمال تايلاند الى آسيا الوسطى ضمن الممر الشمالي (الذي يغطي قسما من الصين) ومن اندونيسيا الى جنوب المحيط الهندي ضمن الممر الجنوبي. وفي المحيط الهندي تشمل منطقة البحث 600 الف كلم مربع حول نقطة تقع على بعد ثلاثة الاف كلم جنوب غرب مدينة بيرث على السواحل الغربية لاستراليا. وقال جون يونغ قائد العمليات لدى سلطة الامن البحري الاسترالية ان العملية "ستستغرق عدة اسابيع على الاقل". من جهة اخرى اعلنت الصين انها لم تعثر على اي عنصر من شأنه ان يثير الشكوك حول رعاياها ال 153 الذين كانوا على متن الطائرة الماليزية المفقودة. وقال السفير الصيني في ماليزيا هوانغ هويكانغ كما نقلت عنه امس وكالة انباء الصين الجديدة "لم نعثر على اي دليل على ضلوع ركاب صينيين في احتمال خطف الطائرة او تنفيذ اعتداء". يشار الى ان ثلثي ركاب طائرة البوينغ 777 التي كانت تقوم بالرحلة ام اتش 370 بين كوالالمبور وبكين، كانوا صينيين. وقد طلبت ماليزيا من حكومات الدول التي كان لديها رعايا بين الركاب ان تحقق في ملفاتهم. واعلنت بكين ايضا انها اطلقت عمليات بحث على اراضيها لان قسما منها يشمله الممر الجوي الشمالي الذي يركز المحققون عملياتهم عليه. وفيما يدخل التحقيق يومه الحادي عشر بدون العثور على اي اثر لطائرة البوينغ 777، تبدو المعلومات المؤكدة نادرة وفي بعض الاحيان متناقضة في هذه القضية التي تعتبر بين اكبر الغاز تاريخ الطيران الحديث. واقلعت الطائرة من كوالالمبور السبت 8 اذار/مارس عند الساعة 00,41 (16,41 ت.غ. الجمعة) وعلى متنها 239 شخصا متجهة الى بكين. واعلنت السلطات الماليزية ان اطفاء اجهزة الاتصال في الطائرة وتغيير مسارها بشكل مفاجىء يدفعان للاعتقاد بوجود "عمل متعمد". ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن محققين اميركيين القول ان هذا التغيير في المسار لم يتم يدويا وانما عبر شيفرة معلوماتية مبرمجة كما يبدو من قبل شخص في قمرة القيادة بفضل نظام ادارة الرحلة، البرنامج المعلوماتي الذي يستخدمه الطيارون. واصبح قائدا الطائرة محور التحقيق، الطيار ظاهري احمد شاه (53 عاما) ومساعده فريق عبد الحميد (27 عاما). واعلنت الخطوط الجوية الماليزية الاثنين ان اخر الكلمات التي صدرت من طائرة الركاب كانت على الارجح لمساعد قائد الطائرة فريق عبد الحميد. وكانت اخر كلمات صدرت من قمرة قيادة الطائرة "حسنا، عمتم مساء" وهذه الكلمات جاءت ردا على العاملين في برج المراقبة عند ابلاغ الطاقم بان الطائرة تستعد لمغادرة المجال الجوي الماليزي. وكان المحققون يريدون معرفة من قال هذه الكلمات بعد اطفاء اجهزة الاتصالات يدويا، لمعرفة من كان يقود الطائرة. وجهاز تحديد موقع الطائرة "ايه سي ايه آر اس" الذي يتيح تبادل معلومات بين الطائرة اثناء طيرانها والمركز التشغيلي لشركة طيران، اصدر اخر اشارة عند الساعة 1,07. ثم اصدر اشارة اخرى بعد نصف ساعة عند الساعة 1,37. واطفئت اجهزة الاتصال التي تنقل معلومات حول موقع الطائرة عمدا بعد دقيقتين فقط على الرسالة التي نسبت الى مساعد الطيار. لكن رئيس شركة الطيران الماليزية احمد جوهاري يحيى شكك في هذا التسلسل الزمني للاحداث قائلا ان انظمة الاتصال قد تكون اطفئت قبل او بعد كلمات مساعد الطيار. واذا كان جهاز تحديد موقع الطائرة اوقف ارسال اشارت تحديدا في الوقت نفسه مع جهاز الاتصال فان فرضية حصول عطل تقني شامل تعود الى الواجهة. وتتعرض السلطات الماليزية منذ البداية لانتقادات شديدة بسبب طريقة ادارتها هذه الازمة التي وصفت بانها فوضوية واصدار معلومات متناقضة. وفي هذا الاطار هدد اقرباء ركاب صينيين امس ببدء اضراب عن الطعام احتجاجا على نقص المعلومات. وتدافع الحكومة عن نفسها مؤكدة على الطابع "غير المسبوق" للقضية. واختفت الطائرة عن شاشات الرادرات المدنية عند الساعة 1,30 اي بعد 38 دقيقة على اقلاعها. والمعلومات التي جمعت منذ ذلك الحين تشير الى انها غيرت مسارها في منتصف الرحلة بين ماليزيا وفيتنام وواصلت التحليق على مدى سبع ساعات. ورصدت رادارات عسكرية ماليزية اشارة في تلك الليلة، وقالت لاحقا انها من الرحلة ام اتش 370. ولم يطلب قائدا الطائرة ان يتوجها معا على متن هذه الرحلة كما ان تفتيش منزليهما ودرس ماضيهما بتعمق لا يدفعان في الوقت الراهن الى توجيه اصابع الاتهام نحوهما، كما تفيد السلطات الماليزية.