صعَّد الجيش الاسرائيلي من وتيرة عدوانه على قطاع غزة، حيث شنت الطائرات الحربية مساء أمس الأول سلسلة من الغارات على مناطق متفرقة من محافظات قطاع غزة. وشنت المقاتلات الاسرائيلية نحو ثلاثين غارة جوية على القطاع كرد على اطلاق حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية اكثر من ستين صاروخا على جنوب اسرائيل، بينما طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس اسرائيل "بوقف التصعيد العسكري". ففي محافظة رفح، قصفت الطائرات الاسرائيلية من طراز اف "16"، بسبعة صواريخ موقعا لكتائب الشهيد عز الدين القسام في منطقة الحشاشين غرب المدينة، فيما قصفت موقعا آخر يتبع لسرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الاسلامي بأربعة صواريخ في المنطقة ذاتها. وفي محافظة خانيونس، قصفت طائرات من نوع "أف 16"، بصاروخين موقعا لسرايا القدس للمرة الثانية جنوب جامعة الأقصى غرب المدينة، فيما استهدفت موقعا آخر في منطقة المطاحن. أما في محافظة شمال غزة، استهدفت طائرات الاحتلال موقعا لسرايا القدس في بلدة بيت لاهيا، دون وقوع إصابات. وأكدت وزارة الصحة بغزة، عدم وجود أي إصابات جراء الغارات التي شنها الاحتلال على قطاع غزة. وطالب عباس أمس "بوقف التصعيد العسكري الاسرائيلي" في غزة بحسب ما افاد الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة. وقال ابو ردينة في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية (وفا) ان عباس "يطالب بوقف التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر" محذرا بان هذا التصعيد " يعرض المواطنين العزل إلى ويلات الحرب والدمار". وعقد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مشاورات حول قيادة العمليات مع وزير دفاعه موشيه يعالون ونائب رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت ورئيس جهاز الامن الداخلي (الشين بيت) يورام كوهين وحذر "اذا لم يكن ثمة هدوء في جنوب (اسرائيل) فستكون هناك ضجة في غزة، وهذا اقل ما يقال". وقامت اسرائيل باغلاق معبري كرم ابو سالم وايريز مع القطاع حتى اشعار آخر، باستثناء الحالات الانسانية. ورفض مستشار الامن الداخلي الاسرائيلي السابق ياكوف اميدرور خيار اعادة احتلال قطاع غزة الذي دعا اليه الاربعاء وزير الخارجية افيغدور ليبرمان. عدد من مقاتلي سرايا القدس يوفرون الحماية للمشاركين في تشييع زملائهم (أ.ف.ب) وقال اميدرور لاذاعة الجيش الاسرائيلي "الامر يعتمد على الجانب الآخر وحماس لم تشارك حتى الان وهذا امر جيد". واكد المراسل العسكري لصحيفة يديعوت احرونوت اليكس فيشمان بان "ما يثير الدهشة حول اطلاق الصواريخ البارحة ليس حقيقة اطلاقها الذي كان متوقعا ولكن حجمها". من جانبها، ذكرت القناة الاسرائيلية السابعة ان المقاومة الفلسطينية قصفت بستة صواريخ مدينتي عسقلان واسدود بالصواريخ، مشيرة الى ان قوات كبيرة من الجيش ونجمة داوود الحمراء وصلت للمكان. وقالت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي في بيان مقتضب "سرايا القدس ترد على العدوان برشقات من الصواريخ" بعد مقتل ثلاثة من عناصرها الثلاثاء في غارة جوية اسرائيلية جنوب قطاع غزة مشيرة الى انها اطلقت اكثر من 130 صاروخا وقذيفة. واضافت السرايا في بيان لها" انها سمّت العملية كسر الصمت وجاءت ردا على جرائم الاحتلال والتي كان آخرها اغتيال ثلاثة من سرايا القدس ". من جهته، هدد الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي رمضان عبدالله شلح اسرائيل بمزيد من الضربات اذا ما واصلت "عدوانها" على قطاع غزة . وقال شلح للتلفزيون الايراني أمس "أن المقاومة مستعدة لتوجيه المزيد من الضربات إذا واصل الكيان( اسرائيل) عدوانه (على قطاع غزة )". وأشار الى ان الصواريخ التي أطلقتها "سرايا القدس جاءت ردا على هجمات الكيان الاسرائيلي على قطاع غزة". وقال شلح ان اسرائيل " لم تلتزم بالهدنة التي وقعتها المقاومة الفلسطينية معه عقب حرب الثمانية أيام عام 2012" على غزة. وأضاف " ان المقاومة وقعت على الهدنة ولم توقع على الاستسلام".