ذكرت صحيفة هارتس في عددها الصادر أمس الجمعة نقلاً عن مصادر عسكرية اسرائيلية قولها ان الهدنة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية انتهت عمليا ولم تعد قائمة. وقالت المصادر للصحيفة: "الهدنة انتهت في ظل تواصل عمليات اطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل"، مؤكدة "ان جولة جديدة من القتال في الطريق بين جيش الاحتلال والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة". وأضافت المصادر "ان الصواريخ والقذائف الفلسطينية امطرت يوم الخميس بلدة (اسديروت) والمدن والبلدات الاخرى القريبة من قطاع غزة فيما يعتبر الفلسطينيون ان هذه العمليات تأتي فى اطار الرد على قتل اربعة من نشطائهم في مدينة بيت لحم الاربعاء الماضي. وزعمت المصادر "ان جيش الاحتلال الاسرائيلي امتنع يوم الخميس عن الرد على أي عملية اطلاق صاروخ او قذيفة هاون من القطاع نحو اسرائيل". وحسب المصادر "فلم يسفر انفجار الصواريخ والقذائف الفلسطينية التي اطلقت يوم امس عن وقوع أي خسائر مادية كبيرة كما انه لم يؤد الى أي اصابات في الارواح". وكانت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين قد أعلنت انها اطلقت 38صاروخا وقذيفة نحو البلدات والمواقع الاسرائيلية القريبة من قطاع غزة فيما اطلقت فصائل اخرى عددا آخر من الصواريخ. ومن جهتها أغارت طائرات الحرب الاسرائيلية مرتين مساء الخميس على شمال قطاع غزة مطلقة عدة صواريخ زعمت انها استهدفت منصات ومجموعات مسلحة فلسطينية كانت تعد لاطلاق مزيد من الصواريخ الفلسطينية نحو اسرائيل. واسفرت احدى هذه العمليات عن اصابة اثنين من المدنيين الفلسطينيين بجراح في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة بعد انفجار صاروخ اسرائيلي بالقرب منهم. وبحسب المسؤولين في وزارة الحرب الاسرائيلية "ان حركة حماس لم يكن لها صلة بعمليات اطلاق الصواريخ التي استهدفت البلدات الاسرائيلية يوم الخميس لكنها في نفس الوقت لا تبذل أي جهود لمنع حركة الجهاد الاسلامي من الاستمرار في اطلاقها". واكد هؤلاء "انه من غير الواضح فيما اذا كانت حركة حماس سوف تختار في المستقبل المواجهة مع الفصائل التي تطلق الصواريخ نحو اسرائيل لمنع أي تصعيد من الاخيرة في قطاع غزة". وتوقع هؤلاء "انه في المستقبل القريب سيكون هناك مواجهات مباشرة بين الجيش الاسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة خاصة بعد ان اعتبر مكتب رئيس الحكومة الاسرئيلية ايهود اولمرت امس ان حركة (حماس) التي تسيطر هنا مسؤولة عن اطلاق الصواريخ نحو اسرائيل". من جهتها اكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها ترقب محاولات إسرائيلية لشن عدوان جديد على قطاع غزة، من خلال التحليق المستمر لطائرات التجسس والحربية والمروحية، بالإضافة إلى التصريحات المتواصلة لقادة الاحتلال باستمرار المحرقة في القطاع وظهور بوادر جرائم جديدة في الضفة الغربية استمرارا لهذه المحرقة. وحذر أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في تصريح له وزع على وسائل الإعلام قائلاً: "من شن أي عدوان أو جريمة جديدة في القطاع سوف تدفع إلى رد وصفه ب "العنيف" وقصف البلدات والمواقع الإسرائيلية المحاذية للقطاع الصواريخ والقذائف موضحا " لن يسلم الاحتلال من ضرباتنا في الضفة الغربية وفي أرضنا عام 1948". وأضاف البيان "إن الاحتلال غير معني بأي تهدئة سواء بالضفة الغربية أو في قطاع غزة، وهو يحاول استباق أي جهود تهدئة بمزيد من الجرائم والمجازر التي لم يكن آخرها اغتيال أربعة من المقاومين في بيت لحم قبل يومين". وقال "إن التفاوض مع الاحتلال في ظل هذا الوضع وطمأنه الاحتلال بالعودة القريبة للمفاوضات ب"العبثية" وتنكر لمعاناة الشعب الفلسطيني" مؤكدا "سنرد على جرائم الاحتلال بالطريقة المناسبة وفي المكان والوقت المناسبين". وكان عضو الكنيست الاسرائيلي عن حزب العمل ونائب وزير الحرب الاسرائيلي السابق "افرايم سنية" قد طالب بتصفية حركة حماس عسكريا في قطاع غزة نظرا لخطرها الوجودي على دولة اسرائيل . وقال سنية في تصريحات ادلى بها لاذاعة الجيش الاسرائيلي: "لا مكان للتفاوض مع حركة حماس فهي تشكل كيانا خطرا على وجود اسرائيل وان من يتحدثون عن امكانية الحل السياسي معها واهمون ولا يتصورون خطرها مطلقا". واضاف ان " اسرائيل لا يمكن لها ان تتعايش مع كيان ايراني على بعد ثلاثة كيلومترات من اشدروت و 10كيلومترات من عسقلان والحل الوحيد هو عملية عسكرية كبرى يتم من خلالها استئصال حماس في قطاع غزة تماما والبدء بعهد جديد في المنطقة". واكد على أنه لا تهدئة مع حماس وان جيشه سينفذ خلال الايام القادمة عمليات في المنطقة الجنوبية من قطاع غزة ولا يمكن ان يسمح لحماس بالتسلح وتشكيل خطر دائم على دولة اسرائيل". ويذكر ان سنية يعتبر من صقور حزب العمل ومن احد كبار المقربين من وزير الحرب الاسرائيلي باراك. وكان وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك قد أعلن الاربعاء الماضي قائلاً " ليس هناك تهدئة بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية حماس"، موضحا ان استمرار العمليات الاسرائيلية قد يؤدي الى تصعيد. وقال باراك للاذاعة العامة الاسرائيلية "نواصل حملتنا ضد اطلاق الصواريخ من قطاع غزة وسنضع حدا لذلك لكن هذا لن يتم بين ليلة وضحاها، ليس هناك تهدئة". واضاف ان "السلطة الفلسطينية لا تتولى الأمن، الجيش الاسرائيلي هو الذي يتولى الأمن وليس هناك رغبة من الجانب الفلسطيني للتحرك ومكافحة الارهاب". وتابع باراك "عمليات اخرى تنتظرنا في المستقبل القريب واستمرار حملتنا ضد غزة قد يؤدي الى تصعيد على جبهات أخرى".