(إن الاهتمام بالتاريخ هو جزء مهم من ذاكرة الوطن وتراثه، خاصة أن المملكة العربية السعودية هي قبلة المسلمين، ومهوى أفئدتهم. وعلى أرضها إرثٌ حضاري مهم، يتوجب علينا المحافظة عليه، وخدمته؛ فتاريخ الوطن هو تاريخ الجميع). الأمير سلمان بن عبد العزيز. إن هذه الكلمات المضيئة تبثُّ الوعي في عقول الشباب والناشئة، بقيمة التراث الحضاري للمملكة، وتبيِّن لهم أنه إرث عام للمسلمين كافة. ومن منطلق هذه العمومية فإن على أبناء المملكة خصوصية الحفاظ عليه، بحكم موقعه في أرضهم، وتحت أيدي رجال المملكة الذين ُعرفوا على مرِّ التاريخ بالحفاظ على مقدرات المسلمين. ولعل مما يأتي في الإطار هذا، ما تباشره دارة الملك عبد العزيز من خطوات ثابتة ومهمة من أجل التحضير لمشروعها الحضاري الرائد الحيوي المهم، الذي يحمل في طياته تاريخ الوطن وذاكرته، ويستهدف باستراتيجياته وبرامجه رفعته وشموخه. إنه المشروع الذي سمته الدارة (توثيق الحياة الاجتماعية). لقد حشدت الدارة للمشروع أهل التميز العلمي، والتأهيل العالي، والمعرفة الواسعة، والخبرة العميقة من الباحثين. ورحب هؤلاء الباحثون بالمشروع، وأكدوا استعدادهم لرصد جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بالمملكة، رصداً علمياً دقيقاً، يأخذ بأحدث أساليب الرصد، وتوثيقها وفق أدقِّ مناهج التوثيق، ويقف خلف هذا المشروع المهم، عقل كبير، وموسوعة تاريخية وثقافية، ورجل وطني غيور. ذلكم هو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز الذي كان خلف تقدم الدارة واضطراد نجاحاتها علمياً وبحثياً. ونظمت دارة الملك عبد العزيز ورش عمل شارك فيها باحثون وخبراء سعوديون وأجانب، من أجل الوصول بنوعية هذا التوثيق إلى أعلى درجات الكفاءة، والكفاية العلميتين. يُدير هذا المشروع ويشرف على تنفيذه ومتابعته البروفسيور سليمان العقيل أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود. ودارة الملك عبدالعزيز مؤسسة عريقة مشهود لها – من خلال تجارب كثيرة – بخبرتها ودرايتها في رصد وتوثيق العديد من الأحداث التاريخية وغيرها. وقد ظلت تسعى جاهدة لخدمة تراث الوطن وتاريخه. وما مشروعها هذا التاريخي العلمي الموسوم ب(توثيق الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في المملكة العربية السعودية) إلا خير دليل على جهدها الرامي إلى حفظ وتوثيق التراث الاجتماعي،؛ بغرض تعريف الأجيال الناشئة بذلك التراث العريق وربطها به. ولذا فإن هذا العمل العملاق ليس بغريب على دارة الملك عبد العزيز، التي تحظى بقيادة الأمير سلمان، ذلكم الرجل الهمام الغيور على الوطن وأبنائه، غيرةً تجعله، يعمل بلا كلل ولا ملل، ويبذل كل جهده ووقته، ويستنفد كل وسعه وطاقته من أجل الحفاظ على تراث وطن واسع بحكم المساحة، وكبير بحكم المكانة العالمية، وراسخ بحكم التاريخ، وفاعل بحكم المشاركة الدولية. هذا هو الأمير سلمان، ومن حوله رجال الدارة الأكفاء المخلصون، بقيادة أمينها العام الدكتور فهد السماري بجهوده الواضحة ومتابعته الدؤوبة والمستمرة لجميع مناحي المشروع، ونخبة من الباحثين والباحثات المتميزين. وبالتوفيق والسداد إن شاء الله للأمير الهُمام، وللمشروع وللدارةَ، ولفريق الباحثين والعاملين ولكل من ينبض قلبهُ بحب الوطن وأهله أجمعين. آخر الأغاريد: كلّهم أبطال يابلدي ملوكك من موحدنا لعبدالله الهُمام الإمام أعطى الإمام أعطى الإمام المسيرة واحدة والنهج واحد والكلام الأولي هوّ الكلام طاعة الله والنبي ونهج الصحابة والتفاني بخدمة البيت الحرام