لا يزال دوي انفجارات الأعمال الإرهابية التي حدثت في مجمع المحيا السكني ومجمع درة الجداول، ومجمع الحمراء ومجمع شركة فينيل يؤرق منام كل آمن ومستأمن في مملكة الأمن والأمان، فقد استباحت عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي لنفسها قتل الأبرياء من أطفال ونساء ورجال من خلال إقدامهم على تفجير عدد من المجمعات بمدينة الرياض والتي يقطنها العديد من الأسر العربية والأجنبية المسلمة (فلسطينية، وسورية، ولبنانية، وهندية، وباكستانية، وتركية)، الا أن عطش أعضاء تنظيم القاعدة للدماء اعمى عيونهم عن كل هذه الحقائق وأبوا إلا ان ينفذوا أجنداتهم الدنيئة على أراضي مملكتنا الحبيبة، وتأتي هذه الأحكام تزامناً مع موافقة خادم الحرمين الشريفين" حفظه الله" في وقت سابق على العديد من الأنظمة المرعية والتي تحمي أمن الوطن والمواطن والمستأمن، حيث تم إصدار نظام جرائم الإرهاب وتمويله والذي اعتبره العديد من الحقوقيين والمختصين النظام الزاجر والرادع لكل من تسول له نفسه العبث بأمن المملكة، كما أصدر -حفظه الله- أمره بتجريم المشاركة في أعمال قتالية خارج المملكة، أو الانتماء للتيارات أو الجماعات الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً ، أو تأييدها أو تبني فكرها أو منهجها بأي صورة كانت، وأمر -حفظه الله- بمعاقبة كل من اقدم على ذلك بالسجن مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، ولا تزيد على عشرين سنة. القتلة أباحوا لأنفسهم ما حرم الله تفاصيل تفجير مجمع المحيا شرع قائد تنظيم القاعدة في ذلك الوقت الهالك عبدالعزيز المقرن بالبدء في تنفيذ الأعمال الإرهابية داخل المملكة لتحقيق أهداف التنظيم بعد توليه قيادته في منتصف عام 1424ه فكلف أتباعه بالبحث وجمع المعلومات عن المواقع المستهدفة، حيث وقع الاختيار على العديد من الأماكن والتي كان منها مجمع المحيا السكني، وقد تم الاحتفاء وتصوير الانتحاريين في الفيلم المسمى (بدر الرياض) وبعد الاحتفاء بهما وتهيأتهما تم اعداد خطة لأجل اقتحام المجمع، ففي مساء السبت الموافق 14/9/1424ه غدر عناصر تنظيم القاعدة بحراس أمن المجمع والعسكريين العاملين في حراسته بإطلاقهم وابل من الطلقات النارية والتي تصل اليهم من اتجاه الجبل القريب من المجمع المقابل للبوابة الرئيسية للسكن، وفي ذات الوقت اقتحمت سيارة من نوع تويوتا (شاص) مفخخة تحمل شعار ولون قوات الطوارئ الخاصة ويستقلها عنصران إرهابيان انتحاريان يرتديان الزي العسكري، وكان أمامهما سيارة من نوع مكسيما يستقلها ثلاثة من عناصر التنظيم مهمتهم كانت اطلاق النار على البوابة الرئيسية لتسهيل مهمة دخول الانتحاريين بسيارتهم (الشاص) المفخخة، وكانت هناك سيارة أخرى يستقلها اثنان من الهالكين مهمتها اطلاق قذائف الار بي جي من الجبل الموازي لبوابة المجمع، وبعد دخول (الشاص) المفخخ إلى المجمع تم تفجيره من قبل الانتحاريين مما الحق بالمجمع والقاطنين به أضرارًا جسيمة وعديدة. وقد قامت عناصر التنظيم بتشريك الجيب الشاص في أحد أوكارهم وبتوجيه مباشر من الهالك المقرن، وتم شراء سيارة الجيب الشاص المستخدم في التفجير من قبل (المدان الأول) في الخلية المكونة من خمسة متهمين، والتي أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة أحكامها الابتدائية ضدهم بالأمس. أحد المقتولين في الاعتداء الإرهابي الوفيات والجرحى توفي على أثر الحادثة 16 شخصاً منهم 5 أطفال و 6 نساء من جنسيات متعددة (سودانية، ولبنانية، ومصرية، وهندية، وأريتيرية، وسريلانكية)، وإصابة عدد 132 شخصاً من مختلف الجنسيات والأعمال الغالبية العظمى منهم مسلمون وعرب وأجانب من ذوي أصول عربية، وتدمرت العديد من الفلل السكنية بالمجمع وكذلك عدد كبير من السيارات. وتقدر الكمية التقريبية للمادة المتفجرة التي تم وضعها في السيارة المفخخة حوالي 300 كيلو جرام؛ وهي عبارة عن خليط من مادة ال (تي أن تي) و(نترات الألمونيوم)، وهي من المواد شديدة الانفجار. الأحكام الرادعة والزاجرة وبالأمس أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة أحكامها الرادعة والحازمة والزاجرة ضد خمسة مدانين شكلوا خلية إرهابية سعت لزعزعة الأمن وبث الرعب وسفك الدماء، وقررت المحكمة الحكم بقتل ثلاثة متهمين وسجن البقية الآخرين ليكونوا عبرة لغيرهم، وليعلم كل من ستسول له نفسه بأن قضاء المملكة شريك في حفظ أمن واستقرار البلاد وسيضرب بيد من حديد كل غاشم ومعتدٍ على أمن واستقرار البلاد، كما شهدت جلسة النطق بالحكم التي كانت علنية بحضور مراسلي وسائل الإعلام وذوي المتهمين، شهدت استهتار المدان الثاني الذي قال إنه ليس راضيًا عن المحكمة ولا يعترف بها، بينما قال المتهم الثالث بأنه قانع بالحكم ولا يرغب بالاستئناف.