شرفت في عام 1427ه مع جمع من أبناء المملكة بحضور مراسم منح الأمير سلطان بن عبدالعزيز (رحمه الله) درجة الدكتوراه الفخرية في الحقوق من جامعة واسيدا العريقة باليابان. وقال الأمير سلطان حينها: "أؤكد لكم الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة منذ نشأتها للعلم بصفته من أهم الاسس التي تقوم عليها الحياة وتعمر الارض وتتطور الشعوب وتتنوع الثقافات. واننا في المملكة نولي العلاقات الثقافية أهمية كبيرة كونها أحد الاطر الاساسية للتقريب بين الشعوب وللفهم المشترك بين الحضارات والثقافات المتعايشة". ومنذ ذلك التاريخ والأنظار العلمية تتجه الى تفعيل التعاون العلمي مع اليابان بعد زيادة اعداد المبتعثين في برنامج خادم الحرمين الشريفين. وكانت الخطوات متئدة وبطيئة على مستوى التعاون العلمي بين المؤسسات الأكاديمية في البلدين. وتبعها إقامة أسبوع علمي سعودي في اليابان بجهد مميز من وزارة التعليم العالي. ولكن بعد زيارة سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز لليابان الأسبوع الماضي وفي حفل منحه درجة الدكتوراه الفخرية في الحقوق وضع النقاط على الحروف لفتح باب التعاون ودعوة اليابانيين الى بلادنا. فقال سموه:"إن العلم والمعرفة هما الأساس الذي تقوم عليه نهضة الأمم، وهما عماد الاقتصادات الحديثة. بلادنا تبعد عنكم آلاف الكيلومترات. صحيح أننا اقتربنا من بعضنا البعض بفضل التقنية المدهشة، التي كان لكم يد في ازدهارها بالطبع، إلا أنني أدعوكم للاقتراب منا أكثر. الاقتراب من ثقافتنا الإسلامية والعربية، فلدينا الكثير مما نود اطلاعكم عليه، لتكتشفوا الكثير من المبادئ والتعاليم والقيم التي نشترك فيها معاً. نحتاج لمن هم في علمكم، وإلى مثلكم لفهم ثقافتنا. فنحن نعاني من تصورات خاطئة تضعنا أحياناً في قوالب جاهزة. نفخر بطلابنا السعوديين الذين يدرسون في معاهد وجامعات اليابان. ونشجعهم والآلاف من زملائهم الذين يدرسون خارج المملكة العربية السعودية ضمن برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي. لقد أعددناهم ليكونوا نافذتنا على العالم، وسفراء لنا لتقديم بلادنا بصورتها الحقيقية". ماذا أعدت مؤسساتنا العلمية من الجامعات السعودية عند تلبية الجامعات اليابانية لدعوة سمو ولي العهد؟ أتمنى أيضا أن لا ننتظر تلبيتهم للدعوة فقط وانما العمل المؤسسي لتنفيذها، فهي لا تصب في تصحيح الصورة النمطية عنا وانما تفتح آفاقا من التعاون العلمي الذي نطمح الى تحقيقه. فالانفتاح على اليابان كما لمسته عند مشاركتي الأولى في رحلة سمو الأمير سلطان (يرحمه الله) وعند تقديمي لورقة علمية في الأسبوع العلمي السعودي باليابان أن هناك رغبة لدى الاكاديمي الياباني للقدوم للمملكة والتخطيط لمشاريع بحثية مشتركة. بل وجدت هناك بعض الحرص على تعلم اللغة العربية او الدخول في الدين الإسلامي ما يسهل علينا التخطيط لدعوة الأمير سلمان. فجامعة واسيدا تعاونت بشكل ملحوظ مع السفير السعودي السابق فيصل طراد والسفير الحالي الدكتور عبدالعزيز تركستاني وهو من خريجيها. وبالتالي لتكن نقطة البداية القرب من هذه الجامعة التي سبق ان أسست مع جامعات يابانية المركز الياباني - الأمريكي وكذلك استضافتها للمركز الأوربي. ونحن هنا امام خبرات كبيرة لتأسيس مركز إسلامي او عربي او سعودي مع اليابان في هذه الجامعة. ولكن أي جامعة سعودية ستبدأ الخطوة الأولى؟ واذا كنا سنفكر كثيرا في التخطيط لبرامج حالمة فلنبدأ معهم على الأقل ببرامج تعزيز اللغة العربية في اليابان او مع برنامجها الخاص للعلوم الرياضية. ولكن ما يهمنا هنا هو نقل التقنية في كل مجال من مجالات الحياة. فقد لمست لدى شبابنا الدارس في اليابان حماسا قل نظيره للمشاركة في كل جهد لتعزيز التقارب السعودي - الياباني ونقل التقنية. اتمنى ان اسمع عن جامعة سعودية تتلقف دعوة سمو ولي العهد وتؤسس لبرنامج سعودي - ياباني مشترك مع جامعة واسيدا، فهي حقا جامعة ترغب بالانفتاح علينا ومعرفتنا عن قرب. فمتى سنفعل ذلك؟ ومعروف أن من جاور العلماء استبصر.