قال مصدر حكوميّ رفيع ل"الرياض" أمس "إنّ التفجيرات الإرهابية التي تضرب لبنان قد تستمرّ لفترة طويلة بفعل الأزمة السورية التي لا يبدو أن أفق حلّها قريب". وأشار المصدر الى أنّ " التعويل الأكبر لحماية الاستقرار يقع على الجيش اللبناني ومن هنا استهدافه من قبل المجموعات الإرهابية ومن هنا ضرورة الإسراع بتجهيزه وتسليحه لكي يستطيع القيام بمهامّه وخصوصا حماية الحدود". وكان التفجير الانتحاري الذي استهدف حاجزا للجيش اللبناني في الهرمل (البقاع) مساء السبت أعاد الى الواجهة التهديدات التي توجّه للجيش من قبل بعض التنظيمات المتطرفة. من جهة أخرى قال مصدر دبلوماسي أوروبي معلقا على استهداف الجيش ل"الرياض" أمس "إن الجيش اللبناني يحظى بدعم دولي كبير في مهمة مكافحة الإرهاب، وقريبا ستجتمع المجموعة الدولية الخاصة في لبنان في باريس لتدارس كيفية زيادة الدعم للجيش في ضوء الهبة السعودية له بقيمة 3 مليارات دولار والتي ستساعد الجيش كثيرا في إعادة تأهيل ثكناته وفي تجهيزه بالعتاد والأسلحة، على أمل أن تحذو دول أخرى حذو المملكة العربية السعودية في هذا الإطار". من جهته، قال وزير الدّاخلية والبلديات نهاد المشنوق معلقا على التفجير الانتحاري "نحن والجيش واحد لا يتجزأ ويفترض بالقوى السياسية المعنية المساهمة سياسياً باقفال معابر الموت داخل الأراضي اللبنانية سواء المفتوحة في اتجاه سورية والأخرى العائدة من هناك، وثانيا اعادة النظر بموقفها من الحرب الدائرة في سورية". وأضاف المشنوق: "ان هذا العمل الارهابي الجبان لن يثنينا عن متابعة جهودنا التي انطلقنا بها في مكافحة الارهاب والارهابيين الذين يعملون على ضرب لبنان واشعال الفتنة وهز الاستقرار الامني والاجتماعي والاقتصادي والوطني في الاجمال". وتكشفت صباح أمس الأضرار الهائلة للتفجير الانتحاري الذي وقع مساء السبت؛ فقد دمّر قسم من مدينة الملاهي المجاورة ومن المقاهي المنتشرة على ضفاف نهر العاصي، وشوهدت سيارات محترقة ومتناثرة في محيط الموقع ولمسافة مئات الامتار حتى ان اجزاء من جثث الضحايا تم جمعها من الضفة المقابلة لنهر العاصي. وباشر الصليب الاحمر والقيادة العسكرية باكرا التفتيش عن الاشلاء فيما عملت الادلة الجنائية على جمع الادلة وقام الجيش باعادة ترتيب الموقع العسكري بعد استقدام غرف جاهزة، كما طوق مكان الجريمة واستحدث مكانا فرعيا للعبور الى الهرمل. ووصل العدد النهائي للضحايا الى ثلاثة وهم الضابط ايلي خوري والجندي حمزة الفيتروني وشهيد مدني هو محمد أيوب، فيما وصل عدد الجرحى الى 17 بين عسكري ومدني.