قالت مصادر أمنية إن تفجيرين انتحاريين هزا أمس الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانيةبيروت وهي معقل لحزب الله مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الاقل وإصابة نحو 100 آخرين في هجوم استهدف المستشارية الثقافية الإيرانية. وذكرت مصادر أمنية أن مهاجمين انتحاريين احدهما في سيارة والاخر يركب دراجة نارية نفذا الهجوم. واستخدم مفجرون انتحاريون نفس الاسلوب في مهاجمة السفارة الإيرانية في بيروت في نوفمبر الماضي. وأعلنت كتائب عبدالله عزام المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن التفجيرين في رسالة على حسابها على تويتر قالت فيها ان المستشارية الثقافية الإيرانية كانت مستهدفة في الهجوم. جندي لبناني يبعد المتجمهرين عن موقع الانفجارين «رويترز» وقالت في بيان "يتبنى اخوانكم في كتائب عبدالله عزام سرايا الحسين بن علي... غزوة المستشارية الايرانية في بيروت ردا على قتال حزب ايران الى جانب النظام المجرم في سورية واستمرار اعتقال الشباب المسلم في لبنان". وتحطمت في الهجوم نوافذ دار قريب للايتام. وكان الاطفال يطلون من المبنى ويصرخون "قنبلة.. قنبلة" وكان بعضهم يبكي. وقال رجل يعمل في متجر للحلوى مواجه ان الانفجار هز المنطقة كلها. وقال "سمعنا انفجارا ثم الاخر". وتناثرت اشلاء الجثث في المكان. وكان من بين المصابين عدد من الاطفال. والضاحية الجنوبية معقل حزب الله الذي يقاتل الى جانب قوات الرئيس السوري بشار الاسد وتوعد متشددون سنة بمهاجمة حزب الله في الأراضي اللبنانية لتدخله في سوريا ومساعدته الرئيس السوري في حربه ضد مقاتلي المعارضة وأغلبهم من السنة. ووقع الهجوم أيضا قرب السفارة الكويتية وثكنة تابعة للجيش اللبناني. كما يعيش في المنطقة عدد من السياسيين اللبنانيين وهي ليست بعيدة عن مطار بيروت الدولي. وأظهرت تغطية تلفزيونية سيارات الاطفاء وجنودا لبنانيين يؤمنون الشارع بينما كانت سيارات الاسعاف تهرع الى المنطقة. وتضرر من الانفجارين عدد من السيارات احداها انقلبت على ظهرها. وأكدت سفارة دولة الكويت لدى لبنان أمس سلامة الدبلوماسيين والمواطنين الكويتيين في بيروت بعد الانفجار. من جهته، استنكر رئيس الحكومة اللبنانية ، تمام سلام ، التفجير المزدوج قرب المستشارية الثقافية الإيرانية في بيروت، وقال سلام في تصريح له إن "الانفجار رسالة بإصرار قوى الارهاب على المضي في مخططها في نشر الموت العبثي في الربوع اللبنانية". وأضاف سلام "وسط الاجواء الايجابية التي رافقت ولادة الحكومة وتركت ارتياحا لدى اللبنانيين، وجه الإرهاب ضربة جديدة في رسالة تعكس اصرار قوى الشر على إلحاق الأذية بلبنان وابنائه وذر بذور الفتنة بين ابنائه". وهذا الانفجار هو الأول منذ تشكيل الحكومة اللبنانية منذ أربعة أيام . ومن ناحيته، أعرب رئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي إدانته للتفجيرين الإرهابيين وقال في بيان له: "مرة جديدة يعيش لبنان أحداثًا أمنية مؤلمة وتفجيرات ارهابية تستهدف اللبنانيين في أرواحهم وممتلكاتهم مما يستدعي من الجميع أقصى درجات التضامن والتعاون لتمرير هذه المرحلة الخطرة". كما دان رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري الهجوم وقال في بيان أصدره مكتبه الإعلامي: "إذا كان الهدف من العملية الإرهابية توجيه رسالة إلى اللبنانيين بأن لبنان لن يكون بمنأى عن الإرهاب بعد تشكيل الحكومة فإننا نؤكد أكثر من وقت آخر وحدة الموقف اللبناني في مواجهة الإرهاب وكل المحاولات المشبوهة والمدانة لإثارة الفتن وضرب الجهود القائمة لحماية الاستقرار". إلى ذلك، تعهد وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق بان تتخذ الحكومة الجديدة الاجراءات الأمنية والسياسية لوقف مسلسل تفجير السيارات ودعا الى اغلاق ما وصفه ب"معابر الموت" التي تدخل من خلالها السيارات المفخخة الى لبنان . وقال المشنوق في تصريح خلال تفقده مكان الانفجار المزدوج ان الذي يفخخ السيارات "مجرم والذي يسهل له مجرم". وأضاف "هناك معابر لبنانية للسيارات المسروقة من لبنان ترسل الى سورية لتفخخ لذلك يجب انهاء بؤر الموت وهناك من يسهل لها وهذا التسهيل لا يقل مسؤولية وإرهابا". وأشار الى ان الحكومة ستتخذ كل الاجراءات الامنية والسياسية لوقف هذا المسلسل.