للألوان دلالاتها وسحرها. وأذكر قراءة ديوان الشاعر العروي ( لم السفر ) وكيف أن الشاعر وظف الألوان توظيفاً مبتكراً متفرداً ينم عن فلسفة عميقة ومخزون ثقافي . ولم يكن استخدام اللون حصراً على المبصرين؛ بل إن الشعراء (العميان) كالبردوني وغيره ممن توقف الباحثون أمام استخدامهم للون في أشعارهم كمافعل الدكتور الفيفي. وعودة للألوان وذاكرة الإنسان فقد ارتبطت القيم المعنوية لدينا باللون،ولهذا، هل يمكن أن تتخيل ظلماً أبيض ،أو فرحاً أسود أو كذباً أخضر، قد يرد البياض مدحاً للكذب (الأبيض) بمنطلقاته الخيرة كالكذب لإصلاح اثنين أوالكذب على الزوج وقد يكون صفة مدح للقلوب ويكون ذماً عندما يصف العقول!! كما ارتبط الزيف باللون الأصفر ولهذا يقال ابتسامة صفراء وضحكة صفراء وكتب صفراء، فيما ربطوا اللون الأحمر بالإثارة ، ويبقى السؤال : هل لكل هذه الألوان مشترك موحد في ذاكرة الإنسان أم أنها (تتلون) حسب الثقافات المتمايزة لدى الشعوب، سؤال يتطلع ليزرع (الاخضرار) في (البياض ) ببذور (سوداء) تتوق إلى المعاني (الحمراء) المتطلعة إلى أملها (الوردي)المنبثق عن الصحاري (الصفراء )وصولاً إلى نجومية (زرقاء)!! الحرف للعروي: ومجِّدِ «اللغة السمراء» إن هوًى …تضمه «الكتب الصفراء» ما غلبا