لعل الحالة التي تعيشها رياضتنا بشكل عام وما ترتب عنها من نتائج أثقل الحمل عليها ورجع بها إلى الوراء خطوات كثيرة جعلها لا تحتمل المزيد. فما يشهده الشارع الرياضي وحدة الغليان والاحتقان الذي نتحسسه الآن ما هو إلا نتاج لترسبات عقود من الزمن كان التعصب فيه يطغى على الميول في بيئة رياضية غاب عنها الفكر ومارس فيه الكثير من الرياضيين دورا سلبيا وساهم الإعلام فيها بدور كبير عصف بالروح والأخلاق والتنافس مما جعل رياضتنا مليئة بالإثارة غير المقبولة والتأجيج وتصفية الحسابات خرجنا فيها كثيرا عن المألوف، فكان الهجوم ومازال يمس الجميع حيث تعرض الكثير للإساءة الصريحة والعلنية والمباشرة دون احساس بالمسؤولية أو مراعاة للحياء بشكل عام دون حسيب أو رقيب. أي إعلام يساهم أو يتغاضى عن حدث يخدش الكرامة ويطعن في الكيان قبل الأشخاص لدرجة الدفاع عن الخطأ وتشويه الصورة وتقليب الحقيقة والتبرير غير المقنع بسبب سياسته أو توجهه بينما بنفس الحدث وفي موقع آخر وبحدة أقل نجده يستشعر المسؤولية ويتغير التوجه ويقدر حجم الواقعة فنجده يستنفر كل طاقاته وإمكانياته لخدمة ما أصبح الآن يعتبر عنصرية ويشكل فرقه في المجتمع في وقت كانت تمر مرور الكرام، هنا علينا لزاما تغيير منهجيتنا ومراجعة حساباتنا وتذكر سنين عصفت برياضتنا قسمت به المدرج إلى فريقين. في الحقيقة إنه نوع من الإعلام الذي يعاني والموجه يظهر وجهاً ويخفي وجوهاً وضع نفسه تحت ضغوط وأعطى مساحة من غير ضوابط باركه الكثير من المحسوبين على رياضتنا والمتعصبين وأصحاب المصالح وغاب عنه الكثير من العقلاء، دخلنا معه في نفق مظلم هدم الكثير من المبادئ والقيم. هنا نقف بقوة أمام كل فوضى وعبث في مجتمعنا الرياضي ولا نرضى بالتعرض أو التشكيك أو التجريح لكيان أو شخص ونطالب كل من كان له يد بأي شكل من الأشكال الاعتذار ونطالب أيضاً بالتصدي والتعامل بحزم معه أي كان مصدره وحجمه وفي مقابل ذلك نشر الوعي والثقافة ومحاربة التعصب والتخلص منه فما أجملها عندما تكون رقابة ذاتية يحكم فيها الشخص عقله قبل عواطفه ويحرك ضميره قبل ايجاد أي وثيقة احترام أو ميثاق شرف أو تفعيل دور الرقابة والمحاسبة.