لفت تحقيق صحفي اجري مؤخراً انظار المستوقين والمتبضعين محذراً اياهم من بعض المواقع الالكترونية للتسوق عبر الانترنت والتي تشير الى ان المتسوق يمكنه التوفير من خلال الشراء إذ يؤكد التحقيق ان هذه المواقع ليست تماماً كما يتم الترويج لها، فقد يوفر المتسوق بعض المال ولكنه سيجد نفسه رازحاً تحت اكداس مكدسة من فواتير بطاقات الائتمان. وقد ادلى تود مارك من الخدمات الاستشارية الائتمانية للمستهلكين بتصريحات صحفية خاطب فيها المستهلكين قائلاً: «مخطئ ان ظننت انك سوف توفر آلاف الدولارات من خلال التوقيع على سندات الشراء سوف لن يحدث شيء من هذا وقد ينتهي بك الامر الى ان تنوء تحت جبال من الديون اذا لم تتوخ الحرص كما ينبغي». واضاف يقول: «ان من السخف ان تعتقد انه يمكنك دفع مصاريف التعليم الجامعي لاطفالك من خلال التسوق، ومع هذا فإن بعض هذه المواقع الالكترونية تريد ان تقنعك بذلك». يذكر ان احد المواقع يتيح فرصة التسوق عبر الانترنت في مراكز تجارية معينة وحسم نسبة مئوية صغيرة من ثمن المشتريات وتحويلها الى حساب للادخار. ويدرج موقع آخر قائمة بنحو مئتي محل تجاري للبيع بالتجزئة (القطاعي) حيث تقوم هذه المحلات بايداع المبالغ في مشروع ادخار للتعليم الجامعي بينما يتيح احد المواقع الاخرى فرصة الادخار لاي نفقات تعليمية ولكن بتكلفة 25 دولاراً في السنة. وتتولى بعض المواقع وضع مدخراتك في حساب مشترك، او صندوق تمويل متبادل بينما يعيد اليك البعض الآخر المبالغ النقدية التي اودعتها في خطة للتعليم». ويصف مارك هذه المواقع بقوله: «انها مجرد تشكيلات من برامج الولاء للمستهلكين والامر شبيه تماماً بالحصول على اميال من السفر الجوي عن كل دولار انفقته او استرجاع الغاز على بطاقات الغاز، فهي تشجعك على التسوق في محلات معينة من محلات البيع بالتجزئة تقوم بمكافئتك بارجاع نسبة مئوية من قيمة المشتريات وتكون في العادة نسبة 1٪. ويشار الى ان هذه البرامج ليست فقط للتسوق عبرالانترنت وانما يمكن ايضاً الحصول على حسميات على المشتريات التي تتم بواسطة بطاقات الائتمان في المحلات التجارية كما يشير مارك والذي يقر بأن الفكرة تبدو بارعة وهي بالفعل كذلك ولكن اذا كنت متسوقاً مقتصداً ذكياً متقداً ولماحاً. ويضيف مارك قائلاً: «ينبغي عليك ان تتحلى بعادات وسلوكيات مالية وشرائية حميدة تتجلى في مواظبتك على سداد بطاقات الائتمان الخاصة بك فور حلول موعد استحقاقها وان يكون السداد كاملاً وفي كل شهر. وللاسف فإن معظم الأمريكيين لايتقيدون بذلك. ومن هنا يتضح ان الفكرة سخيفة ومخيفة. ولمعرفة السبب، ماعليك إلا ان تجري العمليات الحسابية التالية: ان متوسط انفاق المواطن الأمريكي العادي يبلغ 54 دولاراً في اليوم. وعند ضرب ذلك في نسبة 1٪ وهي النسبة التي قالوا لك انك سوف توفرها سيصبح لدينا اجمالي كلي يبلغ 54 سنتاً هذه ليست طريقتي للادخار والتوفير - ولكن، هذا هو مربط الفرس، دعنا نفترض انك تستخدم احدى بطاقات الائتمان الخاصة بهم فيتقاضون منك سعر فائدة بنسب 15٪ فإذا انفقت مبلغ خمسين دولاراً ولم تقم بالسداد في نهاية الشهر سيبلغ سعر الفائدة عن الخمسين دولار المذكورة اعلاه مامقداره 7,50 دولارات وعليه اذا انفقت خمسين دولاراً فإن هذا سوف يكلفك 7,5 دولارات وسوف توفر 7,5 دولارات ومن الواضح اذاً ان هذه ليست فكرة جيدة اذا كنت انت مثل معظم مستخدمي بطاقات الائتمان من الامريكيين ويكون لديك رصيد من شهر لآخر. وقال مارك ان هنالك ايضاً حداً للمبلغ الذي يمكنك توفيره، ضرب امثلة لذلك بقوله «ان احد المواقع لديه سقف بمبلغ ثلاثين الف دولار ولا مجال للحصول على نسبة مئوية عن اي شيء يتجاوز هذا الحد، لا ادري ما الامر بالنسبة لك ولأنني اجد من العسير علي ان اوفر مبلغ ثلاثين الف دولار على بطاقة ائتمان خلال عام واحد». واستطرد قائلاً: «ولكن دعنا نفترض انه بوسعك توفير المبلغ المتقدم ذكره. سوف تحصل على 300 دولار وذلك بنسبة 1٪ فكر في هذا: تنفق ثلاثين الف دولار لتحصل على ثلاثمائة دولار على هيئة توفير ألا تتفق معي على انها طريقة سخيفة لتوفير هذا المبلغ الزهيد». ومضى يقول: بدلاً عن الذهاب الى مركز تجاري للتسويق واعتقاد انك توفر بانفاق مئة دولار ضع هذه الدولارات في حساب ادخار. وتذكر: انك سوف لن تستطيع اطلاقاً التحلل من غلبة الدين كما لا يمكنك اطلاقاً التوفير من خلال الانفاق».