شدد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على أن سورية هي للسوريين، ويتعين على الأجانب الذين يقاتلون في صفوف المعارضة المُسلحة مغادرتها. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده امس بتونس في أعقاب محادثات مع نظيره التونسي منجي الحامدي إن بلاده "لا تسمح لأي أجنبي بالدخول إلى سورية عبر أراضيها". وأضاف أن السلطات التركية تعمل على منع عمليات عبور الأجانب إلى التراب السوري، بمن فيهم التونسيون لأن سورية للسوريين". وأعلن أغلو استعداد أنقرة التعاون استخباراتيا مع تونس حول ملف المقاتلين التونسيين في سورية الذين يدخلون هذا البلد عبر تركيا بهدف ما يعتبرونه "جهادا" ضد قوات نظام بشار الاسد. وأفاد أوغلو انه بحث "هذا الموضوع" مع الحامدي قائلا "نحن جاهزون لتقديم التعاون ليس فقط للحكومة التونسية بل لجميع الحكومات" في دول أخرى يقاتل مواطنوها في سورية. وتتهم دمشقتركيا بتسهيل عبور المقاتلين الأجانب إلى الأراضي السورية، كما تتهم الأحزاب التونسية ومنظمات المجتمع المدني في تونس السلطات التركية بتسهيل عبور التونسيين إلى سورية للقتال في صفوف "جبهة النصرة". وتقول الأحزاب التونسية ان هناك عددا من الشبكات الناشطة في تونس تعمل على تجنيد الشباب للقتال في سورية، حيث يتم تسفيرهم مباشرة إلى تركيا، ثم إلى الأراضي السورية، أو إلى ليبيا ثم يُنقلون بحرا إلى تركيا للالتحاق بالمقاتلين في سورية. وتعترف السلطات التونسية الرسمية بوجود مثل هذه الشبكات، حيث أعلن وزير الداخلية لطفي بن جدو قبل نحو أسبوع أن السلطات الأمنية في بلاده تمكنت خلال العام الماضي من منع أكثر من 8 آلاف شاب وشابة من مغادرة تونس باتجاه سورية للقتال في صفوف المعارضة المسلحة. وأضاف أنه تم خلال العام الماضي أيضا تفكيك العديد من الشبكات الناشطة في تسفير الشباب التونسي إلى سورية، حيث تم اعتقال 293 شخصا لهم علاقة بهذه الشبكات. وبحسب المعهد البريطاني للدفاع "آي.اتش.اس جينز" ، فإن عدد المقاتلين الأجانب في سورية يُقدر بأكثر من 100 ألف من 82 دولة، منهم أكثر من 5 آلاف تونسي، لقي نحو ألفي شاب منهم مصرعهم خلال العمليات العسكرية الجارية.