نجح نجوم النصر في تحويل أمنيات جماهيرهم الغفيرة إلى واقع فعلي بعد أن أبلوا هذا الموسم بلاءً حسناً فقدموا مستويات فنية رفيعة، وحققوا نتائج كبيرة أسهمت في تحقيقهم لقب كأس سمو ولي العهد من أمام الهلال في منازلة نهائية مثيرة أظهرت كثير من فنون الكرة، وجمالياتها من الجانبين، ومن بعدها الفوز على الفيصلي وتوسيع الفارق بينه وأقرب منافسيه صاحب المركز الثاني الهلال إلى تسع نقاط والاقتراب أكثر من أي وقت مضى من تحقيق لقب الدوري بعيد غياب لسنوات قاربت العقدين. حينما يأتي الحديث عن نجومية النصر فإننا نتحدث عن العمل التكاملي الذي ظهر من الأطراف كافة، فعلى الجانب الإداري كانت إدارة النصر موفقة جداً في عملها المنظم، والمنبثق من رؤية ثاقبة إذ سارعت لتوفير متطلبات الفريق، واحتياجاته على مستوى اللاعبين المميزين من مختلف الأندية، سواء من أصحاب الخبرة كالقائد حسين عبدالغني، ومحمد نور، وعبده عطيف، أو من اللاعبين الشبان البارزين الذين كان لهم بصمة واضحة ومشاركة فاعلة كالنجم البارع يحيى الشهري، وعوض خميس، وخالد الغامدي، وعبدالرحيم جيزاوي، وعمر هوساوي الذين قدموا مع النصر أداء مثالياً للغاية أسهم في تميز النصر وتفوقه في جوانب عدة. العمل الإداري استوعبت الإدارة أخطاء المواسم الفائتة سواء في التعاقدات العشوائية أو المشادات الإعلامية مع بعض الأطراف وتفرغت للعمل المنظم دون سواه الذي من خلاله استطاعت صناعة فريق متكامل يضم أسماء لامعة في سماء كرة القدم تضع المدرب في حيرة من أمره قبل أي مباراة يخوضها الفريق، نتيجة كم الأسماء الكبيرة المتوافرة لديه، حتى إنه أضحى يقوم بعملية تدوير واضحة الهدف منها عدم إرهاق اللاعبين جراء ضغط المباريات، وتداخل المسابقات فضلاً عن رغبته في إشراك أكبر عدد ممكن من الأسماء حتى لا يغيب البعض عن أجواء المباريات فيفتقد حساسيتها مع الوقت. جماهير النصر وعشاقه سجلوا إعجابهم البالغ بعمل إدارة النادي وصفقوا لها كثيراً حين أحسنت العمل، وأجادت التعامل بعد أن كانت تنتقدها بشدة في المواسم الماضية، كما كان الدور الإداري واضحاً على نفسيات اللاعبين وتقاربهم بعضهم مع بعض فباتوا يؤدون أدوارهم داخل الملعب وخارجه بمنهجية واحدة يغلب عليها التكاتف والروح القتالية العالية التي تتجلى بوضوح وتساهم في قيادة النصر للانتصارات حتى في حال التعثر أو التأخر الذي حدث في بعض المباريات كلقاء العروبة، والفتح، وقبلها الأهلي. الجهاز الفني لم يكن المدرب القدير الأرجواني كارينيو مدرباً للفريق الأول فحسب بل من الواضح أنه كان الأخ الأكبر للاعبين داخل الملعب وخارجه، الذي يقودهم بعمل فني متميز، ويحفزهم لروح قتالية عالية جعلتهم يحفرون الميدان طولاً وعرضاً من دون كلل أو ملل فكان كارينيو قريباً من اللاعبين يتحدث إليهم ويستمع لهم، ويبادلهم التهاني، والتحيات، ويحتضنهم بعد المباريات، والانتصارات، ويمازحهم وقت المرح فكان مع أبنائه اللاعبين نموذجاً للروح المثالية التي يجب أن تكون بين الجهاز الفني، وعناصر الفريق فضلاً عن إجادته الفائقة، وحسن قراءاته للمنافسين، وتمكنه من التعامل مع المباريات وفقاً لظروفها، وإمكانات الفريق المقابل حتى شاهدناه يغير في منهجيته، وطريقته بين الفينة والأخرى، معتمداً على حاجة الفريق، ومستفيداً من توافر كم كبير من الأسماء البارزة في كل مركز لا يؤثر فيه غياب بعض العناصر لأي ظرف أو عدم توهجها في أي وقت. اللاعبون كانت لهم كلمة واضحة وقوية طوال هذا الموسم فلم يمنعهم الإرهاق من تتابع المباريات، وتداخل المسابقات من التوهج بل كانوا عند حسن الظن فتفاعلوا مع العمل الإداري الكبير الذي هيأته إدارة النادي، وترجموا التخطيط الرائع للجهاز الفني لمدربهم القدير فكانت المحصلة عطاءً لافتاً على مستوى الأداء الفني ونتائج متميزة أسهمت في تحقيق لقب كأس سمو ولي العهد، والتربع على صدارة الدوري بعيداً عن أقرب المنافسين. ومن الواضح ومن خلال أحاديث اللاعبين الإعلامية بعد تحقيق لقب الكأس واتساع فارق النقاط في الدوري بأن لديهم رغبة ملحة في مواصلة العطاء وتحقيق المزيد من المكاسب والمنجزات فلم ينسهم الاحتفال بالكأس من العناية بلقب الدوري الذي بات قريباً منهم بشكل كبير، وكان هذا هو حديث جميع اللاعبين ليؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الفريق بأكمله لديه رغبة ملحة في التهام كثير من البطولات إن لم يكن جل بطولات الموسم الحالي، وأجزم تماماً بأن لديهم الإمكانات الكبيرة، والثقة العالية بالنفس التي تؤهلهم للتطلع لذلك وربما تحقيقه قريباً وهي لغة جميلة تكشف شخصية البطل. سر الانتصارات اتفق كثيرون على أن الجماهير هي السر الأبرز، والأكبر في عودة النصر ليس على مستوى البطولات فحسب، بل وعودته كفريق قوي يحسب له الجميع ألف حساب وذلك في ظل الدعم الجماهيري الغفير الذي تابع الفريق في منازلاته كافة سواء داخل الرياض أو خارجها في المناطق الأخرى وتشكيل لوحات فنية جمالية على مدرجات الملاعب وكان بحق اللاعب رقم واحد الذي ساهم في إعادة النصر لمنصات التتويج، والمنافسة على الألقاب.