من حق الجماهير النصراوية ان تفرح وتتغنى بنصرها، فقد عاد "فارس نجد" إلى قوته وجلس مجدداً على عرش بطولاته التي ظل يبحث عنها طويلاً؛ النصر حاول في المواسم الماضية لكنه لم يوفق، وفي الموسم الماضي لامس الذهب غير أن نده التقليدي رفض ذلك، ومع كل هذه الصدمات لم يفقد النصر الامل، والعمل داخل البيت النصراوي لم يتوقف، بل الجميع ادارة ولاعبين وجماهير كانوا اكثر اصرارا على ان تبزغ شمس نصرهم من جديد بعد ان عادت الثقة بين الجماهير واللاعبين في الموسم الماضي بفضل العمل والتخطيط الاداري الناجح، وقدرة المدرب كارينيو على توظيف لاعبيه وبالتالي إعادة هيبة النصر داخل الملعب حينما عمل على الانضباط التكتيكي وفقا لقدرات لاعبيه مع ايجاد فريقين جاهزين واصل بهما الدوري بروح عالية، وإن قل اداؤه عندما اقترب من خط النهاية لكنه حافظ على سير انتصاراته وتمسكه بالصدارة التي باتت الهدف الاكبر والعمل الأهم لديهم بعد ان حققوا المهم بنيل كأس سمو ولي العهد حفظه الله. لم يكن فوز النصر على الهلال بهدفين مقابل هدف فوزاً عادياً، بل يعد انجازا محسوباً بعد ان كان الهلال يشكل عقدة للنصر في السنوات الاخيرة بفوزه المتواصل وابتعاد النصر عن الفوز عليه، لكن همة لاعبي النصر وروحهم العالية من خلال احتراقهم داخل الملعب ومن خلفهم ادارة تعمل وتدفع، ومدرب يعرف ماذا يريد ولديه هدف واحد رسم خريطة النصر من جديد لطريق البطولات كان التفوق واضحا والنصر حليف النصر!! نجح الجهاز الفني للنصر بقيادة "الداهية" كارينيو في الوصول للهدف المحدد الذي لعب من اجله، واثبت كارينيو انه مدرب قدير وصاحب فكر تدريبي عال ليس لأنه حقق البطولة بل لأنه واصل قيادته للنصر من دون تخبط وبمستوى تصاعدي منذ الموسم الماضي، فخسارته للنهائي في الموسم الماضي لم تفقده هدفه بل دفعته لمراجعة ما وقع فيه من اخطاء واستفاد من الدرس ليعود بالنصر هذا الموسم بروح وأداء مختلف اصبح حديث الجميع، وبعيدا عن الاداء في المباراة وتلقي شباك النصر هدفا مبكراً فإن ذلك لم يفقد "فارس نجد" اعصابه ويخطئ لقراءته المباراة، فقد عرف كيف يلاعب الهلال ويمتص هدفه وينقض عليه ليقلب الطاولة ويفرح في النهاية وهذا السيناريو تكرر مع النصر في اكثر من مباراة هذا الموسم، بتحويل الخسارة إلى انتصار غال وثمين وفي الكأس كان التركيز عاليا والانضباط حاضرا والأخطاء قليلة. دفع كارينيو بقوته الدفاعية المعتادة في المباريات المهمة وأمام الفرق الكبيرة باعتماده على الرباعي عبدالغني ومحمد حسين وهوساوي والغامدي، فيما كان الهجوم بوجود السهلاوي وايلتون، فالاول قادر على اختراق أي دفاع والآخر خطر في كل كراته وإن كان قد أضاع ثلاث فرص لا تضيع، ووراء هذه المنظومة وسط محنك بوجود شراحيلي وغالب اللذين تحملا عبء المباراة ليتفرغ عبدالغني للدور الهجومي بإرسال الكرات الطويلة والعكسية التي كانت طريق النصر للقب. بعيدا عن الفوز فإن دفاع النصر استطاع ان يلغي خطورة الشمراني ونفيز ويشكل قاطعا بينهما وإن نجح نفيز في كرتين لكنه لم يستثمرهما بالشكل المطلوب وهو ما يؤكد تراجعه في الجولات الاخيرة من الدوري بعد أن بدأ المنافسون بمراقبته وعدم وجود مساعد له ليحل مشكلة الضغط والمراقبة التي بات يتعرض لها.