بات النصر اليوم على مشارف الجمع بين بطولة الدوري السعودي وكأس ولي العهد التي فاز بلقبها السبت قبل الماضي من أمام غريمه التقليدي (الهلال)، فارق التسع نقاط بعد نهاية الجولة 21 وقبل خمس جولات فقط من نهاية البطولة يمثل دعما كبيرا لضمان اللقب الذي غاب عن جماهيره منذ العام 1415ه، موسم استثنائي للنصراويين في كل شيء، كل الرياضيين يتحدثون عن النصر؛ نجومه، مدربه، إدارته وجماهيره التي سجلت حضورا لافتا إن على صعيد كثافة التواجد في المدرجات، أو على صعيد الدعم المعنوي الكبير للاعبين ورسم لوحات فنية أشاد بها نجوم الأندية الأخرى قبل النصراويين أنفسهم. عاطفية الجماهير المتعارف عليها؛ تلك التي تغضب عند الخسائر والانكسارات، وتفرح مع الانتصارات والبطولات لا يمكن أن تدعم وتساند من لا يستحق الدعم؛ ولا أن تعمل على إحباط لاعبين وإداريين يقدمون خدمات واضحة للكيان الذي أحبوه، أسوق هذه المقدمة مسترجعا اللوحات الجميلة التي حملت شعار النصر مرة، والقلوب بألوان (العالمي) في أخرى، فضلا عن لوحة الشمس الرائعة في نهائي الكأس التي تمثل اعتزازا بلقب (جماهير الشمس) أحد أجمل ما أُطلق على جماهير النصر ليسجل (الأصفر) تفوقا على صعيد مناصريه لا يقل عن التألق الذي برز هذا الموسم إداريا وفنيا. اللوحات الجميلة التي يرسمها مجلس جماهير يتم اختيارها بعناية فائقة، ظلت طوال الفترة الماضية منحصرة على الكيان وشعاره ولم تخصص لوحة للإشادة برئيس النادي الأمير فيصل بن تركي إلا في المباراة الأخيرة أمام الفيصلي التي أعقبت الفوز بكأس ولي العهد لتقول للرئيس عبر لوحة (كحيلان) شكرا على صناعتك هذا الفريق القوي البطل الذي أعاد النصر لمنصات التتويج رافعا كأس الذهب بعد طول غياب. قبل أن تبدأ إدارة النصر مشوار صناعة هذا الفريق المشرف قبل خمس سنوات لم تترك هذه الجماهير العاشقة الواعية فريقها يوما حتى وهو يدخل المنافسات بأدوات ضعيفة، كانت غير راضية عما تقدمه الإدارات المتعاقبة، ولا على أعضاء الشرف الذين تركوا نصرهم يحارب امبراطوريات مالية، ولا على المدربين الذين لا يكملون عقودهم إما لعدم كفاءتهم، أو لافتقادهم الأدوات التي تساعدهم في ترجمة خططهم، فضلا عن اللاعبين الذين ارتدوا شعار الفريق وغيبوا حضور النصر مع المنتخب الوطني لضعف إمكاناتهم؛ لكنها كانت تحضر وتساند للقيام بواجبها على أمل أن يتبدل الحال. جماهير النصر هي التي أغرت الأمير فيصل بن تركي للتقدم لرئاسة النادي، جاء في أوضاع صعبة للغاية من أجلها، وهي اليوم تقدم له رسالة شكر عبر لوحة تاريخية، تقول له شكرا على هذا الفريق أعاد صناعة التاريخ الرياضي في كرة القدم السعودية.