لم أتردد في كتابة موضوع من قبل مثل ترددي في كتابة هذه القراءة ومرد ذلك كوني قارئاً لم يقرأ كل ما في الصفحة، فلم أشاهد إلا عدداً قليلاً من المباريات التي يكون الهلال طرفاً فيها، ولكنني حرصت على مشاهدة النهائي بين النصر والأهلي. الهلال بالنسبة لي قصة عشق طفولي كبر وترعرع حتى امتلأت به ساحة الشعور، ولربما لولاه لما صرت عاشقاً لكرة القدم، أبدأ بالهلال ليس لأنه الفريق المفضل بالنسبة لي فحسب، بل لأنه البطل الأول في الموسم حين حقق كأس ولي العهد، ول"الزعيم" مع هذا الكأس قصة، فلاعبوه في كل عام يبذلون الجهد ويبدعون ليحافظوا عليها دائماً إلا أن عليهم أن يستمروا على وتيرة الجهد والبذل لتبقى هذه الكأس ملكاً لهم وإن هم قصروا أو تأخروا في ذلك فإنها ستسحب منهم لتذهب لغيرهم، أما في الدوري فقد أضاع "بنو هلال" ما كان يمكن أن يبقى في مباراة واحدة، كذلك هو الحال في كأس الملك حين أضاعوها في مباراة واحدة ولم يبق من كؤوس الشرب للجماهير الزرقاء المتعطشة لشرب البطولات إلا كأس آسيا. ليس عطش الهلاليين مثل عطش غيرهم فهم يحققون في كل عام بطولة أو أكثر، ولكن آسيا وكأسها تمثل لهم ولرئيسهم عطشاً لا ترويه أي بطولة أخرى ولنادي القرن وزعيم آسيا أقول: يااللي تحسب المجد كأس وبطولة تاخذه في عامٍ وتفقده في عام زعيم نصف الأرض ما أحدٍ يطوله المجد مجده لا حكت عنه الايام العام حول وكل عامٍ وحوله والقرن في عرف العوارف مية عام وكاسك يبو متعب لزومٍ نطوله وتشوفنا ياسيد الدار قدام أما ثاني الأبطال فهو "ليث العاصمة" المتجدد المنافس الحقيقي ل"الزعيم" في الاعوام الأخيرة إذ إنه لا يكاد يمر عام دون أن يحقق بطولة هو الآخر، بل إنه مسح الصورة القديمة حين كان البعض يصفونه بذي النفس القصير أو بطل الشوط الواحد وقد تميز بثبات المستوى طيلة مباريات الدوري ولم يتغير أو يتذبذب إلا في مباراتيه الأخيرتين أمام النصر. ثالث الأبطال للموسم الرياضي هو "الراقي" "وقلعة الكؤوس" الذي عاد من بعد طول غياب ومن طول الغيبات جاب الغنايم كما يقول أهل نجد فقد عاد العام الماضي وحقق الكأس الأغلى واستمر مستواه في التصاعد لينافس على بطولة الدوري ولولا مباراة واحدة فقط لكان هو البطل شأنه شأن "الزعيم"، إذ ظهر كفريق منظم واستطاع مع مدربه أن يحقق كأس الأبطال للمرة الثانية على التوالي ول"الليث" و"الراقي" أقول: الليث والراقي خذوها غنايم هذا خذا غالي وذا ماخذٍ أغلى غنايمٍ ما جت بغير العزايم لولا العزايم ما رقى أحدٍ للأعلى ولولا البساله والطعن والجزايم ما أشتاق لك ياعنتره قلب عبلا بين البطل والدرع قطع الخرايم وبين البطل والكاس هزلا وجزلا واللي يبي وصل البطولات دايم يبذل لها ما يجعل الوصل سهلا هذا عن الثلاثة الذين حضروا واحتفلوا بالبطولات أما البقية الذين تخلفوا فسأتحدث عن اثنين منهم فقط وهما "العالمي" و"المارد الحساوي" الفتح فالفريقان أبليا في كأس الأبطال والدوري ما أهلهما للوصول لمراحل متأخرة من الكأس فالفتح كان قاب قوسين من تحقيق مجدٍ كبير لو أنه تجاوز النصر في المباراتين مع الأخذ في الاعتبار أنه ظلم من قبل حكم المباراة، أما "فارس نجد" فقد قدم أمام الشباب مباراتين ظهر خلالهما فريقاً جيداً ومنظماً لكنه أمام الفتح كان أقل عطاءً وكذلك كان حاله في النهائي الكبير فلم يقدم ما يشفع له بالمنافسة وظهر على لاعبيه التخوف وعدم الثقة وكأنهم لم يصدقوا أنهم عادوا للمنصات وعلى أبواب مجدٍ جديد بعد الغيبة الطويلة والسبات العميق، وكان من البديهي جداً أن يكون الأهلى هو المرشح الأقوى فهو الحصان الجامح الذي كاد أن ينتزع بطولة الدوري مع أن الأهلاويين لم يكونوا أمام النصر في المستوى ذاته الذي قدموه أمام الهلال في الرياض وكانت الفرصة مواتية للنصر ليظفر بالكأس التي انتظرها عشاقه طويلاً، ولكنه لم يفعل إذ ترجل الفارس في اللحظات الأخيرة وهو يرى النصر يلوح في أفقه القريب، ولكن على الرغم من الإخفاق الذي زاده سوءاً حالة الطرد فإن النصر على الأقل وصل للنهائي بعد اعوام وعلى مسيريه ولاعبيه أن يدركوا أن "جمهور الشمس" لا يريدها أن تغيب أو تحتجب مرة أخرى، بل أن تشرق في كل عام وتدفىء النفوس وتملأ العيون المتلهفة لصفار الذهب بالذهب وله أقول: قولوا لفارس نجد كبوه وعدت والشمس تطلع لو هو الليل طول وكان الليالي مثلما تجيب ودت وكانه زمان أول عليهم تحول باكر أيلامن المضامير جدت يصير فيها العالمي مركزاً أول *دبلن – جمهورية أيرلندا