دشن صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب مساء امس الأول القناة التوثيقية لنادي جدة الأدبي الثقافي على اليوتيوب بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة. وقد عبر سموه في الكلمة التي ألقاها في احتفالية مرور 40 عاماً على تأسيس النادي كأول ناد أدبي في المملكة عن سعادته بحضور هذه المناسبة العزيزة على البلاد عموماً ورواد الثقافة والأدب خصوصاً التي قال فيها: إن نادي جدة الأدبي الثقافي هو بمثابة النادي الأول تأسيساً بين أندية المملكة الأدبية الثقافية عندما وضع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- اللبنة الأولى في عام 1395ه وهذا تم بفضل الله أولاً ثم بفضل قيادة هذا البلد - حفظهم الله - الحريصين على كل ما فيه الخير للبلاد والعباد، وبين سموه أن السعي الجاد لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- ومباركته لخطوة إنشاء النادي الثقافي بجدة بمحافظة جدة، ثم اتساع هذه الخطوة لتشمل بقية مناطق المملكة، كان في الواقع من منطلق قناعة حقيقية وإيمان من سموه رحمه الله، بأن الأدب والثقافة والفكر، هي ركائز ذات قيمة وأهمية ومكانة في سيرة الأمم التي تنشد التطور والنهوض ومواكبة ركب الحضارة فتواجد المثقف والأديب والمفكر السعودي في المحافل الدولية وكان نتاجهم الأدبي والثقافي والفكري ثري ومتميز. د. خوجة: الاحتفال بهذه المناسبة يزيد من عبء المسؤولية والالتزام الأدبي على كل أديب ورأى سمو الرئيس العام لرعاية الشباب أن التحديات التي تواجه الشباب في هذه الحقبة تختلف عن التحديات التي واجهتها الأجيال السابقة، مشيرًا سموه إلى أن تحدي العولمة وآلياتها التي تعني هيمنة قطب أو أقطاب على العالم وتصدير ثقافتها من خلال فرضها تحت شعارات عدة من أهم التحديات التي تؤثر على سلوك الأفراد وتزداد يوماً بعد يوم إلى جانب التحديات التي تنبثق من خلال المجتمع المسلم منطلقة بالشباب أنفسهم وتتمثل في العوامل المحيطة التي تؤثر على ثقافة الشباب وتوجهاتهم الفكرية والسلوكية التي تعمل على إحداث اضطراب في مسار وسلوك الشباب والتزامه بخصائصه الإسلامية التي شرف الله بها هذه الأمة المسلمة. وقال سموه: إن الثقافة حياة ونبض للوعي وصقل للفكر، ومن هذا المنطلق فإن الأندية الأدبية قادرة على مسايرة العالم الجديد بحيث تؤسس مناشطها وبرامجها على مفاهيم التعاون والتكامل وأساليب الحوار والتفاهم والبناء المتكافئ، لا أن يبنى على مفاهيم الصراع والعداء والاستعلاء وإلغاء الآخر ويؤكد ذلك ويدعمه حقيقة أن المشكلات والقضايا الكبرى التي تواجه هذا العالم الجديد هي بالضرورة ذات طابع عالمي وأبعاد كونية ولا يملك جانبًا واحدًا - مهما أولى من العلم والتقدم والتطور - أن يواجهها منفرداً وإننا جميعاً سنعمل على إيجاد شراكة بين الأندية الأدبية والرياضة لأن الفكر هو إكمال لرياضة الجسم، وبمشاركتكم فلابد أن نكون شركاء متضامنين في مواجهة مشكلات ملحة مثل الإرهاب والتطرف أياً كان نوع هذا التطرف والفكر الدخيل وقضايا البيئة والمخدرات والأمراض والجهل". الأمير نواف بن فيصل يسجل كلمة وأعرب سموه في ختام كلمته عن شكره لمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة على دعوته الكريمة لحضور حفل النادي الأدبي الثقافي بجدة ، مستذكرًا سموه الأديب والمثقف الراحل الأستاذ عزيز ضياء، الذي أضاء لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى، فكرة إنشاء الأندية الأدبية بالمملكة، فله الدعاء بالمغفرة وأن يتقبل عمله الصالح هذا في ميزان حسناته. كما شكر سموه جميع الأدباء والمثقفين المخلصين في بلادنا الذين أسهموا بنتاج تضمه المكتبات في الداخل والخارج، وكذلك أعضاء مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بمحافظة جدة على خطوتهم المباركة بتكريم مؤسس الأندية الأدبية في الوطن الحبيب، متمنياً من الله العلي القدير أن تتكلل جهود العاملين بهذا النادي العريق لما فيه خير وصالح شباب الأمة ويعزز مكانتها. وقد قام سموه يرافقه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة بقص شريط الخيمة الثقافية وتجولا في جناح الأستاذين محمّد حسن عوّاد وضياء عزيز ضياء، واطلعا على محتوياته، كما اطلعا على جناح الفنون التشكيلية وورش الخط العربي والمقتنيات والوثائق والصور التي تمثل أهم مراحل تاريخ مسيرة النادي. جانب من الحضور ثم شدى احد المجسين بمجس حجازي من كلمات الدكتور عبدالاله جدع عقب ذلك أقيم حفل خطابي بمناسبة احتفال نادي جدة الأدبي الثقافي بمرور 40 عاماً على تأسيسه كأول ناد أدبي في المملكة ، تضمن كلمة لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة استعرض فيها مراحل النادي الأدبي الثقافي بجدة منذ نشأته حتى الآن، مؤكدًا أن الدولة لم تأل جهدًا منذ بواكيرها في دعم المشهد الثقافي مادياً ومعنوياً ومن ذلك الدعم السخي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - للأندية الأدبية بواقع عشرة ملايين ريال لكل نادي وقال : إن الدولة حرسها الله لم تترك وسيلة إلا وحاورتها ولم تدع مناسبة إقليمية أو دولية إلا وكان لها الحضور اللائق من خلال مثقفيها الذين شكلوا وعلى مر تاريخ هذه البلاد العزيزة هذه الكوكبة الطليعية على مستوى الوطن العربي". وأوضح معاليه أن الاحتفال بمرور أربعين عاماً على إنشاء أول ناد أدبي بالمملكة يزيد من عبء المسؤولية الأدبية والالتزام الأدبي على كل أديب فالمركاز الذي كان يحتضنهم في المقاهي آنذاك أسمى منتدى أدبيا ومجلسا من مجالس العلم يغشاه مريدو الثقافة والأدب فدور المثقفين ليس في إنتاج الأدب والثقافة وحسب بل الأهم من ذلك إنتاج المؤسسات والجمعيات الوطنية والأهلية. وعرج معاليه على الرعيل الأول من الأدباء والمثقفين الكبار وجهودهم في ذلك، مبينا أن نادي جدة الأدبي الثقافي كان وما يزال صاحب سبق في تعزيز دور الهوية الثقافية والأدبية في تنمية الوحدة والانتماء الوطني ليصبح بذلك ملاذًا مفتوحاً لجميع مثقفي ومثقفات هذه المدينة الحالمة وتشجيع المواهب الأدبية وتنميتها لتوثيق أواصر الصلات مع الأدباء والمثقفين ودعم نتاجهم الأدبي والثقافي. وأفاد الدكتور خوجة أن النادي أسهم طوال مسيرته الأربعينية في إصدار كم كبير من الكتب والمطبوعات بجانب الدوريات المتخصصة وكذلك الانشطة المنبرية المنتظمة كالمحاضرات والندوات والأمسيات والملتقيات. ونوه معاليه بالجهود التي بذلها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- في إنشاء الأندية الأدبية في مختلف مناطق المملكة، معربا عن شكره وتقديره لكل من أعطى من وقته وماله وجهده وعمره لكي تقوم هذه الأندية الأدبية بالأدوار المنوطة بها وأن تكون هذه الاحتفالية سنة طيبة يحتذى بها في تكريم من لهم الحضور الفاعل في المشهد الثقافي والأدبي في المملكة. وفي كلمة لرئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله عويقل السلمي رحب فيها بسمو الرئيس العام لرعاية الشباب ووزير الثقافة والإعلام والحضور وقال السلمي بدأت في بواكير ربيع ألف وثلاثمئة وخمسة وتسعين للهجرة وقبل أربعين عاما وشهر من اليوم فيوم ذاك ولد هذا النادي وانبعثت فكرة ولادته من رأس أديب شاب وأمير مسؤول هو صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- ففي حديثه مع الأديبين محمد حسن عواد وعزيز ضياء في الرياض دار الحوار عن همّ الأدب وطموح الأدباء،فكان حديثا بين ثلاثة يجمعهم هم الاضطلاع بدور ريادي لمملكة ودولة تستحق أن تكون رائدة على المستوى الثقافي والفكري والأدبي .. قال العواد: "كان الأمير فيصل يتحدث معنا في مكتبه في الرئاسة العامة ثم انتقلنا من مكتبه إلى قصر والده في طريق الدرعية، وفيما بين المكانين تمت الفكرة السعيدة بتأسيس هذا النادي في جدة " .. ثم أردف قائلاً: " كان الإحساس بوجود أندية أدبية يبرز في ألفاظ سموه ومشاعره وافكاره حماساً ملتهباً وإيماناً متدفقاً، وقبل أن تغرب شمس ذلك اليوم وخطاب سموه الرسمي يحمل الموافقة على إنشاء النادي الأدبي بجدة موجها لي ولضياء .. يزفه لنا بأمنياته للنادي ومؤسسيه بالتوفيق" انتهى. وحينها أيها السادة والسيدات تيقّظت طبيعة الأدباء التطلّعية والطليعيّة من رقادها ونضحت جفنها الوسنان بأنداء الأدب في معاقل الأدب وبدأت تنتعش في غصون الإدب الذابلة أوراق الإبداع الغضة، وبدأت الإرادة لدى الأدباء تروّض أجنحتها لتحمل للناس رسالة الأدب السامية من خلال كيانات مؤسسية.. ولكي يرتشف الجميع من نمير الأدب العذب جاءت الموافقة لخمسة أندية أخرى هي: "الرياض ومكة والمدينة والطائف وجازان". وقال السلمي إذا كانت جدة عروساً تعيش أفراحها الدائمة بلا كلل أو ملل فلا أحسبها تخلع عن جيدها قلائد الجمال وأوشحة الإبداع، بل ربما لها الحق (كعروس) كما يُقال:أن يستخفها نزق الشباب لتستعلي وتشمخ بأنفها على البحر الأحمر؛ لتكون عروسا لكل البحار، فهي بأدبائها تستحق ذلك، وهذا النادي العريق هو أحد معالم الإبداع فيها.. يحج إليه الأدباء ويقصده النقاد والشعراء، ويولد في جنباته الإبداع .. لقد كان هذا النادي هو الهدية الثقافية من الدولة رعاها الله لهذه العروس .. طوّق به جيدها أمير الشباب الراحل ليبلور من خلال النادي معنى الشباب ويجسد الصلة بين الرياضة والثقافة، لأنهما في ميدان واحد وهدف واحد. وفعلا كان النادي ومازال وسيظل منبراً يستظل من يأوى إليه من هجير الأمية بوارف عبارات أمراء البيان، ويستدفئ من أرجفة زمهرير الغثاء بدفء الكلم الهادف والفكر المتقد .. ويستضيء من أغبشه تشوّف المستجلب بنور الحرف الأصيل الذي تردد صداه على منبره .. ويمتاح كل سائر في مهامه اللهاث وراء الجمال من معين أنغام المبدعين بين جنباته. والأدب في أفضل صوره أمل راقص بنغمات أجمل الحروف. بل إن الأدب هو الروح، وحينما تلتقي مع تعابير الروح تسود أصالة الطبع ويسمو الفكر. وقال عويقل إذا كان النادي الأدبي الثقافي بجدة يحتفل اليوم بالزمن فإنه يسابق الزمن أيضا وهو منه بين المصلي والمجلي ليحقق أهدافه ورسالته .. وقد فعل شيئا.. وربما لا يسمح المقام برصد المنجزات تفصيلا .. ولكن في العرض المرئي بعد قليل مايضيء ذلك وهذ العطاء شاركت فيه المرأة جنبا إلى جنب فالنادي فتح أبوابه لها مبكرا وكانت أول عضوية يمنحها للمرأة قبل ثلاثين عاما للأستاذة الأديبةّ اعتدال عطيوي. وقال السلمي علينا أن نقرّ أن طموح أدباء جدة لا يحدّ وتطلعاتهم تتجاوز ما أنجز ولكن حسب الإدارات المتعاقبة أنها عملت وقدمت وأسست واجتهدت .. وإذا كانا نحتفل اليوم بأربعين عاما من العطاء فهو احتفال ببلوغ الأشد لنتخذ من هذه اللحظة محطة تزوّد لاستشراف المستقبل والنظرة الفاحصة لمنجزات النادي التاريخية تقييما وتقويما ولنبني مسار القادم على هدى من وحي الماضي متجهين للجيل الشاب فهم أحق الناس بالتوجيه الثقافي الصحيح في عالم ومعطيات ظاهرها براق وباطنها قاتل هدام .. عالم يقذف بما يجوّف الأعماق والهوية ويطمس معالم الانتماء بموجات لا يقوى على الصمود أمامها إلا سبّاح ماهر بمحيط الفكر والأدب والثقافة. واختتم كلمته قائلا إذا كان الإيجاز بلاغة فبلاغة تحملكم أجمل وأكمل ، لذا أود أن أختم كلمتي بالشكر لقيادة هذا البلد أولا وأخيرا ولسمو أمير المنطقة الشاب الطموح الأمير مشعل بن عبدالله الذي نطمح أنه سيتمم مابناه معنا وفينا ولنا الأمير المبدع خالد الفيصل .. والشكر موصول لسمو محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد. أما رؤساء وأعضاء إدارات النادي عبر تاريخه المديد فالامتنان والعرفان لهم بالفضل ليس مني فحسب بل من كل شاب غشى هذا النادي وكل مبدع تبناه ورعى موهبته فلهم الفضل ابتداء من العواد وضياء فالقرشي فأبو مدين فالقحطاني .. ولا أملك لمن غادر منهم الحياة إلا الدعاء ولمن معنا اليوم إلا خالص الشكر وطول البقاء .. كما أشكر معالي وزيرنا المحبوب الشاعر عبدالعزيز محيي الدين خوجة على دوام تواصله ودعمه وسؤاله عن النادي ثم رعايته هذا الاحتفال والشكر لمعالي النائب الدكتور عبدالله الجاسر وكذا لسعادة وكيلنا الغالي الخلوق الدكتور ناصر الحجيلان والشكر موصول لمديري الإدارات العامة للأندية عبر تاريخها الطويل ابتداء من العقيلان رحمه الله إلى الأمير سعود بن محمد .. ولا يفوتني أن أشكر زملائي أعضاء المجلس وأعضاء الجمعية العمومية والأستاذ محمد علي قدس الذي أمدنا بكثير من الوثائق والمقتنيات وأشكر كل من وقف مع النادي من رجال أعمال وأدباء وكتاب وإعلاميين. أما أنت أيها الأمير الشاب وأمير الشباب الأمير نواف بن فيصل بن فهد فأنا على يقين أن روح الشباب تنبجس فوارة من روح إخلاصك وسمو هدفك ولطافة خلقك فلك التحية لتشريفنا ولا أملك إلا إعلان عجزي بقول الشاعر: لو كان شعري يواتيني نظمت لكم عقدا من الشعر لكن لا يواتيني... ثم ألقى الأديب عبدالفتاح أبو مدين كلمة عبر فيها عن سعادته برعاية معالي وزير الثقافة والإعلام لاحتفالات النادي الأدبي الثقافي بجدة بمناسبة مرور 40 عاماً على إنشائه، منوها بجهود صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز يوم أن كان رحمه الله معنياً بالأندية الأدبية ونشاطاتها المختلفة وقال: إن نادينا يحتفي في ليلة مباركة بمشيئة الله بمناسبة مضي أربعة عقود ربيعية على تكوينه ولله المنّة والثناء والجميل وذلك من خلال إدارة طموحة جادة لتحقيق المزيد من الانجاز الثقافي الذي يرقى بطموحات ثلة متعاونة مباركة أعانهم الله ووفقهم إلى سواء السبيل وفي ختام الحفل تسلم صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن عبدالعزيز درعاً تذكارياً بهذه المناسبة من وزير الثقافة والإعلام تخليدًا لذكرى والده صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله وجهوده البارزة في إنشاء الأندية بالمملكة. كما كرم الدكتور عبدالعزيز خوجة رواد مؤسسين نادي جدة ورؤساء مجلس ادارتها السابقين فيما تسلم معاليه هدية تذكارية بهذه المناسبة من رئيس النادي الثقافي بجدة. ثم اهدى نادي جدة الادبي العضوية الفخرية لسمو الامير نواف بن فيصل.