أكد رئيس تحرير الزميلة جريدة اليوم للإعلام والنشر الأستاذ عبدالوهاب بن محمد الفايز، بأن جريدة "الرياض" أخذت قصب السبق في إعطاء مساحة للأطباء للتحدث عن الأمراض المزمنة والمنتشرة وتقديم النصائح الطبية للمواطن وإلقاء الضوء على أنواع العلاجات لكثير من الأمراض وذلك قبل عقود من الزمن. وقال خلال استضافته مساء أمس الأول في ديوانية الأطباء التي يقيمها شهريا الشيخ عبدالعزيز التركي في الخبر بحضور نخبة من الأطباء بالمنطقة الشرقية، إن "الرياض" أفردت كذلك صفحات لندوة الثلاثاء والتي ما تزال مستمرة حتى الآن ومتميزة في الطرح والرؤى. الفايز: الإثارة في الإعلام يجب أن تكون ضمن الحقائق الواقعية وعرج الفايز على تجربته مع الأطباء إبان وجوده في جريدة "الرياض" في العام 94، مشيرا إلى أن ندوة الثلاثاء والتي كانت تعنى بكثير من الجوانب في المملكة ومنها الجانب الطبي بدأت في 1975م وقد توقفت بالجريدة لمدة خمس سنوات ثم استأنفت مسيرتها في النشر. ولفت الفايز خلال محاضرة عن "السلطة الرابعة وتأثيرها في الرأي العام ودور وسائل الإعلام في التأثير على المتلقين بالرسائل الإيجابية والهادفة"، إلى أن وسائل الإعلام أصبحت متعددة ومتشعبة وباتت بيئتها معقدة وأصبح هناك نقلة نوعية بسبب التوسع في نشر المعلومات وتضاعف الثروة المعلوماتية ما أدى إلى تصاعدها في النصف الثاني من القرن العشرين، وتابع أن ما يهمنا في هذه هو ما يتعلق بالأطباء والجوانب الطبية وكيف نستثمر وسائل الإعلام وأدوات التواصل للتشارك مع القطاعات الطبية والتغيير إلى الأفضل وأن نكون أداة للتغيير في المجتمع، مشددا انه يجب علينا أن نتشارك المعرفة وننتقل من دائرة التأثير الصغيرة إلى دائرة التأثير الكبيرة، مؤكدا على دور الصحافة الوطني والأخلاقي في تحملها للكثير من القضايا وعرضها على الرأي العام. الصورة الحسنة لمهنة الطب يجب استثمارها إعلاميًا وقال لقد اجتمعنا مع الأطباء من كلية الطب بجامعة الملك سعود وتعاونا مع 25 طبيبا وعقدنا الكثير من الندوات الطبية التي أفردت لها صفحات متخصصة في جريدة "الرياض" وكان من القضايا التي ناقشناها في ذلك الوقت مرض التهاب الكبد الوبائي والذي كان منتشرات بكثرة في ذلك العهد، كما كنا نحضر العديد من المحاور ونسجل الندوات وننشرها تباعا على مدى ثلاثة أسابيع ووفق دورات منتظمة خصصناها لهذا الشأن، كما لقينا تجاوبا كبيرا في ذلك الوقت مع حملة التطعيم لهذا المرض خلقت نوعا من الحراك والوعي في هذا الجانب، إضافة إلى استحداثنا لصفحة لمقالات الأطباء وآرائهم يتناوبون عليها لمدة ستة أشهر بناء على خطة مسبقة وتوزيع للمهام في هذه الصفحة وراعينا فيها مواعيد وتفرغ الأطباء خلقت نوعا من الحراك والوعي في هذا الجانب، كما تطرقنا في ندواتنا مع الأطباء إلى أمراض الدم الوراثية وأعددنا مشروعا وطنيا لذلك تم الرفع به إلى مجلس الوزراء وتم اعتماد تنظيم وطني بخصوص هذا المرض وما كان ذلك ليتأتى إلا باستخدام سلطة الرأي العام للتأثير على المجتمع والدفع به إلى اتخاذ مثل هذا القرار. عبد الوهاب الفايز متحدثا للأطباء في الديوانية وبين أنه لابد للإعلام أن ينتقل من التلقي إلى الاستجابة والتفكير الإيجابي المبادر واستثمار القوة التأثيرية لوسائل الإعلام وعرض الحقائق التي تبين الأمور ولا تؤدي إلى الإثارة والإرباك وإذا كان هناك إثارة فلابد أن تكون ضمن الحقائق الواقعية، مطالبا بالتخصص في الإعلام الطبي وذلك لنحمي أنفسنا مهنيا فدور الإعلام أن يتواصل مع القطاعات بشكل عام بكل حيادية وتجرد والبعد عن الإثارة المبتذلة لابد لنا من أخذ زمام المبادرة في القضايا الطبية لامتلاك الأطباء صورة ذهنية ايجابية عند المتلقي يجب استثمارها وتطوير العلاقة هذه العلاقة، بناء على الصورة الحسنة لهذه المهنة مما يسهل مرور الرسالة في التعامل بين الطرفين. وتطرق الفايز إلى النزعة السلبية في الطرح من وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة وتأثيره على أداءها وطالب بأخذ عينات من المواد الإعلامية وإخضاعها لتحليل المضمون مما يحتم علينا المزيد من الجهد في هذا الجانب لتكون الصفحات الورقية أداة من أدوات التكامل لنقل الرسائل التوعوية، مشيرا إلى توجه دار اليوم لعقد اتفاقية مع جامعة الدمام من خلال تبني الدار لكرسي علمي يهتم بالأبحاث الطبية بدعم مباشر من اليوم، وذلك لدعم البحوث الطبية وقضايا الصحة العامة، عن طريق ورش العمل وتفعيل الدورات والندوات السنوية عن طريق مشروع مفتوح وإتاحة الفرصة للجميع للمساهمة في هذا المشروع الحيوي والفعال، وقال انه يجب علينا الانتقال من الدائرة المهنية للإعلام إلى الدائرة الأخلاقية المهنية وهو جزء من العلم ورسالة الصحافة السامية، إضافة إلى احتياجنا للاهتمام بالرسالة الإعلامية الموجهة الى الرأي العام وعدم انتهاك قواعد وسلوكيات المهنة ووضع ضوابط لها تحاسب المتجاوزين، وقال ان هيئة الصحفيين هي المخولة بذلك ولابد أن تعنى بتوفير دورات للإعلاميين تتعلق بإدارة الوقت وضغوط العمل ودورات في المواثيق الصحفية وأخلاقيات الإعلام ورسالته الهادفة. وفي نهاية اللقاء كرم الشيخ عبدالعزيز التركي ضيف الديوانية عبدالوهاب الفايز وقدم له درعا تذكاريا من الديوانية.