استعرض وزراء الصحة والعدل والثقافة والإعلام، رؤاهم وآلياتهم العملية لمواجهة الأخطاء الطبية وسبل الحد منها ووضع أسس مهنية مدروسة للتعامل معها بطريقة علمية منهجية بعيدة عن الإثارة واللامهنية، خلال ندوة نظمتها وزارة الصحة في الرياض امس بفندق انتركونتيننتال تحت عنوان " الأخطاء الطبية وآلية التعامل معها. وقال وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة في كلمة خلال الندوة إن الأخطاء الطبية تحتل حيزا كبيرا من اهتمام المواطنين ووسائل الإعلام والجهات ذات العلاقة حرصا من الجميع على الحد منها ومنع تكرارها . وأضاف لما كانت الأخطاء الطبية تشكل قضية عالمية فقد أوجبت قيام الهيئات العلمية العالمية بوضع أسس مهنية مدروسة للتعامل معها وإرساء قواعد لحماية المرضى والممارسين الصحيين من حدوثها وآثارها السلبية. من جانبه أكد وزير العدل الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى حرص وزارة العدل على المشاركة في هذا اللقاء لتسهم في وضع النقاط على الحروف من الناحية القضائية في شقها المتعلق بوسائل الإعلام. وقال " تناول وسائل الإعلام لموضوع الأخطاء الطبية ونقد يحتاج لمراجعة ووضع الأمور في نصابها الصحيح. واشار العيسى إلى أن هناك قضايا وحوارات تتعلق بشأن التعويضات في قضايا الأخطاء الطبية وآلية الفصل في القضايا الطبية ستشملها هذه الندوة في مناقشاتها إن شاء الله وتثمر عن توصيات نافعة للجميع . من جهته قال وزير الثقافة والإعلام الدكتورعبدالعزيز خوجة من واقع مسؤوليتنا عن جميع وسائل الإعلام ومتابعة ما ينشر ويقال ويبث تجد وزارة الثقافة والإعلام لزاما عليها التأكد من إتباع المنهجية الصحيحة وإعطاء كل ذي حق حقه ومع حرصنا على تقديم الدعم والتسهيلات وضمان حيز من الحرية المعقولة لكل إعلامي فهي في الوقت نفسه لا تقبل أن يترك الباب مفتوحا لنشر ما يمكن أن يسيء لهذا البلد أو رجالاته . وأكد وزير الثقافة والإعلام أنه مع النشر والبث الهادف البناء ويدعم الوصول إلى الحقيقة والتعريف بها وناشد خوجة الإعلاميين أن يكون البحث عن الحقيقة ديدنهم وتوعية المواطن هدفهم في طرح إعلامي مستنير يحقق مطلب الشاكي في التعريف بمشكلته ومطلب من ضده الشكوى في إيضاح ما يرى أنه الحقيقة وخلال الندوة، استعرض وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد خشيم ورقة عمل وزارة الصحة من خلال إحصائيات عن الأخطاء الطبية والقرارات الصادرة عن الهيئات الصحية الشرعية بالمملكة للأعوام الخمسة الماضية منها القرارات التي بها إدانة للحق الخاص أو إدانة للحق العام إذ بلغ مجموع القرارات الصادرة عام 1430 ( 670 ) فيما بلغ عدد القرارات الصادر بها إدانة للحق الخاص ( 51 ) وبالحق العام ( 130 ) من خلال 18 هيئة صحية شرعية . وأبرزت ورقة وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للإعلام الداخلي عبدالرحمن الهزاع دور وسائل الإعلام حول العالم في التأثير على الرأي العام وتغيير اتجاهاته إزاء أي قضية أو مشروع. ورأى أن دور الإعلام يأتي - ضمن هذه الندوة - مكملا لدور كل من وزارة الصحة ووزارة العدل في التعامل مع الأخطاء الطبية وبما يحقق الأهداف المنشودة حيث يتركز دور الإعلام في أمرين أساسيين هما الأخبار والتوعية . وقال : وزارة الثقافة والإعلام وفي إطار ما لديها من أنظمة ولوائح تنفيذية تسعى جاهدة إلى التأكد من أن الوسائل التابعة لها أو التي تشرف عليها تتعامل مع الأخطاء الطبية في إطار مهني متوازن وبما يحافظ على أخلاقيات المهنة ويوصل المعلومة الصحيحة إلى الجمهور دون مغالاة أو تأليب . ولفت إلى أن الأخطاء الطبية ليست حكرا على المملكة فقط وإنما هي مشكلة عالمية تعاني منها أكثر الدول تقدما ومن بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا حيث يقدر عدد ضحايا الأخطاء الطبية بعشرات الآلاف فيما لم يشفع لهذه الدول توفر الكوادر الطبية وحداثة الأجهزة والمنشآت في أن لا يحدث فيها أخطاء طبية .