أكدت مديرة الموارد البشرية بمركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير بالدمام فايزة العومي أن تنمية الحرف اليدوية تعمل على خفض واردات السوق المحلي من الخارج، كما تؤدي إلى رفع مستوى إنتاجية الأسر المنتجة، مشيرة إلى أن واردات المملكة من الصناعات اليدوية والحرفية تقدر بنحو 1.5 مليار ريال سنويا بحسب آخر الإحصاءات الرسمية صدرت، وهو ما يتطلب التركيز على العمل المحلي وخفض نسبة الواردات من الخارج. وأوضحت العومي أن الأشغال والحرف اليدوية تؤثر في السياحة الداخلية من حيث زيادة القيمة السياحية وجذب السياح للمنطقة، ناهيك عن توفير الفرص للأسر المنتجة في للتسويق لمنتجاتها، والتي كانت تقتصر سابقا على المعارض والطلبات المنزلية، مما تسبب في ضيق دائرة عملهم ومحدوديتها، على الرغم من أن الاستثمار في هذا المجال كبير وواعد ويسهم في توفير فرص العمل، إضافة إلى أنه يؤدي إلى ثراء اقتصادي وتنمية متوازية تحقق تنوعا اقتصاديا وثقافيا ينعكس على الحياة الاجتماعية. وأضافت أن الأشغال اليدوية تشكل عامل جذب لدى الكثير من السياح سواء من داخل المملكة أو خارجها باعتبارها نادرة، كما يهتم بها فئة من الناس كمطلب مهم في حياتهم، مما يستلزم جودة المنتج وإضافة حس جمالي يتناسب مع تطورات العصر، منوهة بوجود تنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار للمشاركة في العديد من المعارض والمهرجانات، حيث شاركت الأسر المنتجة التابعة لمركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير في مهرجان الساحل الشرقي ومهرجان "عيش.. جوك" الذي أقيم مؤخرا بمحافظة الخبر. وأبانت أن المهن الحرفية ترتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ الدول، باعتبارها ميراث ثقافي تتوارثه الأجيال، وهو ما يشكل رصيدا حضاريا يختزل إبداعات الشعوب والحضارات، ويعبر عن مستوى التفوق في مضمار الإنتاج الفني والصناعي، مما يسهم في كبح جماح البطالة، وتوفير فرص عمل لحرف شعبية تحتاج إلى الكثير من الأيدي العاملة. وقالت العومي، إن أهمية القطع التراثية والمشغولات اليدوية تنعكس على التميز والإبداع، حيث أن الحرف والأسر الموجودة في المهرجانات تمثل اللبنة الحقيقية لاستمرار التراث، داعية إلى دعم هذه الفئة المنتجة التي تساهم في إحياء التراث واستمراريته، وتقديرهم على ما يبذلونه من جهود، مؤكدة أن المركز يسعى إلى توفير المواصلات لهذه الأسر لمساعدتها على الوصول إلى المهرجانات على مستوى المملكة، وهو ما يلعب دورا بارزا في دعم السياحة الداخلية ورفع مستوى العمل الحرفي الشعبي، من خلال تقديم كل منطقة لتراثها وأصالتها، بحيث تتحدث معروضاتها عن حضارة المملكة، وتترجم عادات وتقاليد كل منطقة. فيما أجمعن مشرفات الأشغال اليدوية بالمركز أن تنمية الحرف اليدوية يحول المبدع إلى مستثمر، كما يقلل من الرغبة في الحصول على وظيفة، ويخفض معدلات البطالة، والأهم هو تأثيره على السياحة الداخلية عبر المشاركة المستمرة والتبادل المعرفي بين المراكز والجمعيات المهتمة بهذا الشأن، واعتبرن السوق الحرفي فرصة لاستثمار طاقات الشباب، وكشف إبداعاتهم، بحيث يمكن لأحدهم أن يحول حرفته إلى (مهنة تدرُّ عليه ذهبا).