كشف مركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير في الدمام، أن دورات وورش التدريب الصناعي المنفذة في المركز تخرِّج إلى سوق العمل سنوياً أكثر من 60 فتاة مؤهلة، فيما يخطط المركز الآن إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للتدريب وتأهيل كوادر نسائية للعمل في المدن الصناعية النسائية، وفي مقدمها المدينة الصناعية النسائية الأولى في الأحساء. وقالت مسؤولة التدريب في مركز التدريب والتأهيل شيخة عفيف في حديثها إلى «الحياة»: «إن المركز يعمل سنوياً على وضع خطة للتوسع في التدريب الصناعي، إذ يعقد سنوياً نحو ست ورش عمل مع دورات تدريبية مدة كل ورشة أربعة أشهر، بحيث تتمكن المستفيدة من التعرف على كيفية العمل في المصانع، ومعرفة الرموز وعلامات التشغيل، وكل ما يتعلق في العملية الصناعية وإدارة خطوط الإنتاج»، مشيرة إلى أنه تم «إدخال برنامج صناعي حديث للعمل من طريق بطاقة التشغيل، وهو برنامج معتمد عالمياً، للتعرف على خطوات العمل الصناعي، بجودة ودقة عالية، ضمن مواصفات ومقاييس المنتج المطلوب». وأضافت عفيف: «لا يمكن أن نخرّج المتدربات إلا بعد اجتياز مراحل العمل الصناعي كافة، ومراعاة السرعة والدقة في العمل». وحول التوظيف أوضحت أنه «يوجد لدينا تنسيق مع مصانع عدة، في شأن التدريب المنتهي بالتوظيف»، مؤكدة أن الخطة المستقبلية «تُعنى بزيادة فرص التدريب وإنشاء مصنع حكومي تحت مظلة المركز، يخدم الوزارات، مثل «الصحة» و«التربية والتعليم»، لتوظيف المتدربات فيه». منوهة إلى أن «التوجه الاستثماري في القطاع الصناعي سيسهم في زيادة فرص التوظيف للمرأة في المصانع، التي يبلغ عددها 4718 مصنعاً حتى العام 2012 في المملكة». بدورها، ذكرت مديرة مركز «الأميرة جواهر لمشاعل الخير» بدرية العثمان، أن «حجم الاستثمار الصناعي في المملكة إجمالاً يصل إلى نحو 345 بليون ريال (92 بليون دولار)، فيما نسبة الاستثمار النسائي في هذا القطاع محدودة جداً، ولا تتجاوز 4 في المئة من الحجم الكلي»، مضيفة: «بدأ التحرك فعلياً لإفساح المجال لها في المجالات العملية التنموية كافة، بدءاً من تطوير مخرجات التعليم، كما تم فتح مجال التدريب المهني أمامها، لاسيما في الأعمال الحرفية التي تعتبر نواة الصناعة في أي بلد في العالم». وذكرت العثمان في حديثها إلى «الحياة» أنه «لا يخلو عالم الأعمال والصناعة من تجارب نسائية سعودية أثبتت نجاحها وتميزها على رغم كل العوائق التي كانت قائمة حتى وقت قريب جداً»، لافتة إلى أن «الصناعة تخلق وطناً حقيقياً، وفرصاً وظيفية حقيقة، وقدرة على تغيير الواقع في طريقة عملية». وأضافت: «نتطلع إلى الواقع الفعلي، ونعمل على تأهيل الفتيات، والتوجه الآن نحو الاستثمار الصناعي»، مشيرة إلى توجه لإنشاء «مصانع تعمل فيها النساء بصورة أوسع من الوقت الجاري، إلا أن دورنا هو التأهيل والتدريب مع تحقيق الجودة العالية، بما يضمن قوة الأداء وتحقيق مطالب السوق المحلية». وأوضحت مشرفات الأشغال اليدوية والحرفية في مركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير في الدمام، أن «تنمية الحرف اليدوية خفضت واردات السوق المحلية من الخارج، كما أدت إلى رفع مستوى إنتاجية الأسر المنتجة. وقدّرن واردات المملكة من الصناعات اليدوية والحرفية بنحو 1.5 بليون ريال سنوياً، بحسب آخر الإحصاءات الرسمية. داعيات إلى «التركيز على العمل المحلي، وخفض نسبة الواردات من الخارج». وقالت مديرة الموارد البشرية في المركز فايزة العومي: «إن الأشغال والحرف اليدوية تؤثر في السياحة الداخلية لناحية زيادة القيمة السياحية وجذب السياح إلى المنطقة، وتوفير الفرص للأسر المنتجة في التسويق لمنتجاتها، التي تقتصر سابقاً على المعارض والطلبات المنزلية، ما تسبب في ضيق دائرة عملهم ومحدوديتها، على رغم أن الاستثمار في هذا المجال كبير وواعد. ويسهم في توفير فرص العمل، كما يؤدي إلى ثراء اقتصادي وتنمية متوازية تحقق تنوعاً اقتصادياً وثقافياً، ينعكس على الحياة الاجتماعية». وذكرت العومي في حديثها إلى «الحياة» أن «الأشغال اليدوية تشكل عامل جذب لدى الكثير من السياح سواء من داخل المملكة أم خارجها، باعتبارها نادرة، كما يهتم بها فئة من الناس كمطلب مهم في حياتهم، ما يستلزم جودة المنتج وإضافة حس جمالي يتناسب مع تطورات العصر».