علاقة حميمة هي تلك التي تربط بين القمر والشعر من خلال عامل هام بينها وهو الشاعر، وكثيراً مايكون للقمر حضور لدى الشعراء في قصائدهم العاطفية على وجه الخصوص. القمر وهو ذاك الجميل تأتي صورته في القصيدة جميلة دائماً، ويكون هاجس الشعراء عندما يتناولون الحب والهيام ويصفونه في قصائدهم بكل جماليات الحدث الذي يكتبون عنه ومن أجله. قديماً استلهم الشعراء القمر في قصائدهم وقل مايكون هناك قصائد لا يكون القمر فيها حاضراً بصفته المحرك الأساسي لمشاعرهم وملهمهم في أحداثهم العاطفية وعلى أنهم أخذوا من الطبيعة الكثير في قصائدهم وأغنياتهم وأهازيجهم، إلا أن القمر ينفرد بخاصية المناجاة والمسامرة لدى أغلب الشعراء. العلاقة الرابطة بين القمر والشعر ليست بالعلاقة القريبة، بل انها نشأت منذ زمن طويل، حيث كان الشاعر العربي يناجي القمر وينثر على ضوئه آهاته وآلامه وآماله عله يجد عنده حلولاً لمعاناته وألمه مثلاً، ومن هنا كانت الطبيعة البشرية بما فيها من أنواع وألوان تسهم بشكلٍ كبير في فكر الفرد ورؤيته وخصوصاً الشعراء والفنانين وغيرهم من أصحاب المواهب المتعددة. في الشعر العاطفي نجد أن الشاعر يستلهم في مفرداته القمر إذا قال قصيدته ولعل مجالس الشعراء قديماً في بيئتهم دائماً يُذكر فيها القمر خصوصاً في الشعر العاطفي الوصفي للمحبوبة التي يصفها الشعراء بالقمر وهي في نظرهم شبيهة له، وهذه بلاشك معاناة ومدح في نفس الوقت لمعرفتهم أساساً بأن القمر هو أجمل شيء بضيائه وروعته وبهائه وجماليات صورته التي تنبعث في نصف كل شهر، ولذلك كان الليل بالنسبة لهم مقراً ومتسعاً رحيباً لنثر آهاتهم ومعاناتهم من العشق والهيام وكثيراً ماقرأنا نصوصاً شعرية أغرقها شعراؤها بذكر القمر في وصفهم من خلال الضوء والجمال. يبقى (القمر) مبدعاً ووضاء من على ضفاف الحب ومن على شرفات المساء عندما يحاكي الوجد بأغنيات العشق. أخيراً: في ناظري تاه المسا والقمر غاب ليلٍ بلا (قمرى) بعين حزيني دمعي وأنا والهم في درب الأغراب وماحدٍ يحس بلوعة الحزن فيني