المكان بطبيعته، يشكل بعداً هاماً لدى الشاعر الذي يظل مرتبطا به دائماً حيث ذكراه وهيامه وأحزانه وأفراحه.. وكثيراً ما كان للمكان أهمية لدى أغلب الشعراء خصوصاً الشعراء القدامى الذين جعلوا منه حياتهم. يقول الشاعر الأمير خالد الفيصل: في نفس المكان مرتني الذكرى وأنا واقف في نفس المكان في غير الزمان في ذا ضحكت أيّام لكنّي بكيت في ذا حلمت أحلام لكنّي صحيت.. لدى الشاعر هنا خاصية وتميز وحب للمكان لكونه يشكل له ذكرى وذاكره جسدها في هذه الصورة العذبة، وهذا دليل واضح على أن للمكان لدى الشعراء أهمية كبيرة وكثيراً ما يستخدمونه في مفردات نصوصهم الشعرية. الهيام قديماً كثيراً ما كان يتكئ على ذكرى المكان ويشكل أهميه كبيرة عند الشاعر الهائم، الذي يظل يستلهم هيامه من طبيعته وبيئته تلك التي تنبعث منها رائحة الورود ويغفى ليلها على ضوء القمر وهمس الشعر الذي يداعب قلب الشاعر. يبدع الشاعر ليصف ويجسد معاناته من الحب والهيام ويصور آهاته من البعد والفراق لحبيبته التي طالما رآها في ذلك المكان بين الأزهار وتحت ظل الأشجار التي تعطر أرجاء المكان برائحتها الزكية. هو المكان ذلك الذي يستفز الشاعر ليبدع في صياغة نصه الشعري ويتألم وقديماً كان للعشق أمكنة تم فيها لقاء الأحبة وسطر فيها الشعراء أعذب عبارات الهيام بقصائد العشق. أخيراً: أعانق للشفق صورة على وجه الغروب تطيح هي لي صورة الذكرى تلازمني وتطرالي سهرت الليل يتعبني على شانك ظلام وريح كله فدوة عيونك أنا لك ياهوى بالي