عندما تنظر الى الحرمين الشريفين مهوى افئدة الناس وقدسيتهما للأمة الاسلامية يمنحك التفكير بعمق تساؤلا جميلا ماذا لو كانت هناك في ارض مكةالمكرمة اشرف بقاع الأرض على وجه الخليقة جامعة تحمل اسم (جامعة الحرمين الشريفين) تتخصص في تعليم الشريعة وأصول الدين والأحكام الشرعية وما يصدر عن هيئة كبار العلماء والمجمع الفقهي ودراسات الحضارة الاسلامية والسيرة النبوية والرسل وتفسير علوم القرآن والعقيدة واللغة العربية والانجليزية والفرنسية لحملها على الدعوة الاسلامية , والتوسع في العلوم الاسلامية التاريخية المعاصرة , وتدرّس فيها ايضا لغة الحوار وفنونه مع الاخر على اساس قول الحق تعالى (وجادلهم بالتي هي احسن ) وقوله تعالى (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) صدق الله العظيم، وهذه قاعدة رسم الوطن فيها سلوكيات الاسلام الحنيف وهي دستور لخطوات ملك الامة خادم الحرمين في الحوار مع الآخر عالميا . هذه النظرة الشمولية البعيدة , نبعت من فكر رجل عرف بقيمته كوطني من الطراز الاول وهو رجل التطوير والتجديد في سلك القضاء والعدل معالي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى وزير العدل ورئيس المجلس الاعلى للقضاء , حاورته مصادفة وكان بحق رجلا يفكر بعمق وينظر للوطن بنظرة قادته الذي تعلم منهم الهمم والكفاح والإخلاص وحب الوطن حفظ الله الوطن من كل سوء . جامعة الحرمين الشريفين في رحاب ارض مكةالمكرمة التي هي رؤية وأمل وطن متى ما وجدت التفكير بعمق وهو ليس بمستغرب على ولاة الامر حفظهم الله في مثل هذه الرؤية , ان ينظر الى هذه الفكرة بعمق لكي تكون هذه الجامعة كما يراها معاليه في أطهر بقاع الارض (مكةالمكرمة) لحمل اسمها قدسية المكان وهيبة وطن وهي ذات رسالة عظيمة شرفها الله بهذا المسمى , التي يتأمل منها ان تخرج العلماء الصالحين والمتعمقين في العلوم الاسلامية الشرعية ليكونوا علماء يطلق عليهم (مشيخة الحرمين الشريفين) لا سيما ونحن نمتلك قامات علمية في علوم الشريعة الاسلامية , هم في افقهم الشرعي وبعد نظرهم المقصدي اهل لهذه الريادة في هذا الوطن الغالي وفي طليعتهم سماحة الوالد الحاضن المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ ليحمل اولئك الخريجون رسالة الوطن والأمة الاسلامية بفكر متجدد ومتأصل في ثوابت الدين , وهم كذلك يرجى منهم ان يكونوا دعاة سلام ووسطية لجذب العالم لدين التسامح والتصافح بعيدا عن كل مسببات الاختلاف والتنافر. واقع الامر الذي تحدث به معالي الوزير العيسى دلالة على الفكر العميق من تأسيس هذه الجامعة التي سيكون لها صدى وتأثير ليس على الوطن فحسب بل على الامة الاسلامية التي ينظر الى هذه الدولة وحكامها وشعبها قوة اسلامية في رعاية وعناية فائقة بالحرمين الشريفين مكةالمكرمة والمدينة المنورة وبدستور الامة القرآن الكريم والسنة النبوية ومناشطهما. الجامعة ستعتني بتدريس فقهاء وعلماء للوطن وللعالم الاسلامي اجمع لهم هيبتهم وقدرهم على قدر ما يحمله هذا الاسم وموقعه. مكةالمكرمة ومسجد رسول الله يستحقان هذه الجامعة وان تحتضن قدسيتهما تنوير ابناء الوطن كافة ليكونوا من خيار الناس علما وقدرا ومعرفة , كما ان هذه الجامعة فيما لو انشئت بعد دراسة مستفيضة وتخطيط مزدهر يكون لخريجيها قيمة عربية وإسلامية , لأنهم من هذه الجامعة التي تحتوي الحرمين الشريفين دراسة وعناية . لك يا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهدك الامين حفظكم الله السؤدد من الرأي , والرجاحة من الفكر , فبكم يعتز الوطن وبكم يسود الفكر , وطن انتم تقودونه ورجال فكر ينظرون الى الواقع بعناية وحصافة فلا خوف عليه بإذن الله. دمت يا وطني ,,