أقدم تحياتي وتبريكاتي للمواطنين الهنود المقيمين في المملكة العربية السعودية بمناسبة يوم جمهورية الهند الخامس والستين، قد مرت (64) سنة على استقلال الهند، واختارت البلاد الدستور الشامل والمتقدم الذي يعتبر نوراً من الإرشاد ومصدر التعليمات لصانعي القوانين، قام هذا الدستور المرن بتعزيز وتقديس القيم والمبادئ الذي تابعها المؤسس للهند وعمل كمحافظ وحامٍ الحقوق لجميع الهنود. وإن العلاقات مع المملكة العربية السعودية تنمو بصورة مستمرة منذ استقلالها. ويتعامل عامة الناس مع بعضهم بعضاً عن طريق النشاطات التجارية منذ قرون وهم يسدون احتياجاتهم فيما بينهم. التقاليد والثقافات واللغة شاهدة على العلاقات التاريخية بين البلدين، علماً أن بعد استقلال الهند عام 1947، أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1948م ومنذ ذلك الوقت، يتمتع البلدان بالعلاقات الودية بينهما على مستوي عال، وفي الأعوام الأخيرة، زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في 2006 كانت زيارة تاريخية من ناحية العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، إعلان دلهي الذي تم التوقيع عليه عام 2006 وفر روية وخطة للطريق في مجال التعاون الثنائي كما زيارة رئيس وزراء الهند الدكتور مان موهان سينغ لمدينة الرياض في عام 2010 وتوقيع إعلان الرياض قام بتعزيز العلاقات وخلق عصر الشراكة الإستراتيجية بما فيه مجاملات الدفاع والأمن والاقتصاد والسياسة ومنذ ذلك الوقت قامت الدولة بالتقدم الهام في كل من هذه المجالات. لو أقوم بالقاء النظر إلى العلاقات الهندية-السعودية في عام 2013 فانني أرى هذا العام عاما تاريخيا للهنود المقيمين في المملكة العربية السعودية، أنا أحس بالافتخار حيث 1.4 مليون من العمال الهنود استفادوا من التسهيلات المعلنة من قبل السلطات السعودية خلال المهلة التصحيحية أعلنتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لتصحيح أوضاعهم، أكثر من 140000 هندي غادر المملكة العربية السعودية بشكل قانونين بدون دفع أي غرامة أو الحظر على عودتهم مرة أخري. أقدم الشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الأساس الإنساني الذي اختارته المملكة في تنفيذ برنامج النطاقات كما أقدم الشكر والتقدير لوزراء الخارجية والداخلية والعمل لدعمهم الاستثنائي والتعاون مع الجالية الهندية. أود أن اذكر الشراكة الدائمة التي قامت بها السفارة مع أعضاء الجالية الهندية والذين مع هيئة المدارس الجالية الهندية والشركاء من وسائل الإعلام قدموا خدمات قيمة من اجل تقديم المساعدة والتعاون لمواطنهم، وبفضل التعاون الكبير والجهود التي بذلها المتطوعون، قد استطاعت هذه البعثة مساعدة الجالية الهندية في الاستفادة القصوى من المهلة التصحيحية في غضون الفترة الزمنية المحددة، وهذه المساهمة أبرزت القيم الهندية المفضلة السامية المتمثلة في "الوحدة في التنوع"، عندما تم غض النظر عن كافة العوائق المتمثلة في الطبقة والمنطقة والديانة واللغة لتحقيق هدف أسمى، الأمر الذي يثبت ويؤكد لماذا لا يزال الهنود يعتبرون أكثر الجاليات المفضلة والمحببة في المملكة. قد وقعت الهند والمملكة العربية السعودية اتفاقية التعاون في مجال استقدام العمالة المنزلية في أوائل هذا الشهر بهدف تبسيط وتنظيم عملية الاستقدام لحماية حقوق صاحب العمل والعمالة المنزلية وتنظيم العلاقات التعاقدية فيما بينهم. ونتوقع إتمام عقد عمل موحد قريبا مما يحدد، ضمن الأشياء الأخرى، الحد الأدنى من الأجور وساعات العمل والإجازات المدفوعة وآلية تسوية النزاع، إن هذا في الحقيقة، خطوة أولى نحو اتفاق شامل حول التعاون في مجال العمل، مغطيا جميع شرائح العمال الهنود في المملكة. إن المملكة العربية السعودية تعتبر رابع أكبر شريك تجاري للهند إذ بلغ حجم التجارة 43.7 مليار دولار في العام 2012-2013م، والأعداد في السنة المالية الحالية ليست أقل جاذبية فيما يتعلق بالتجارة الثنائية والتي تجاوزت حتى الآن 25 مليار دولار من أبريل-أكتوبر 2013م. ولا يزال الجانبان يتبادلان وفودا تجارية لتشجيع التجارة، وقد تم منح الشركات الهندية مشاريع كبيرة في المملكة في العام 2013م. كما إن الشركة السعودية العملاقة "سابك" أقامت مركزا للأبحاث والتطوير في بنغالور باستثمار يتجاوز 100 مليون دولار، وسوف نشهد في السنوات المقبلة مساعي إضافية بهدف تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والتي تشكل جزءا جوهريا من الشراكة الاستراتيجية. كما إن البلدين قاما بإنشاء آلية مؤسساتية للتعاون بما في ذلك إجتماع اللجنة المشتركة ومجلس الأعمال السعودية - الهندية والمؤتمر الصناعي بين الهند والخليج وما إلى ذلك. وأطلق السفارة الهندية الشبكة الهندية - السعودية للأعمال (SIBN) لتسهيل أعمال التجارة والاستثمار، كما إن السفارة سوف تنظم فعاليات حول القطاعات المختلفة لتسليط الضوء على فرص استثمارية عديدة في الهند والتي أيضا سوف تمثل ملتقى لتبادل الأفكار والتجارب. إنني أعبر في النهاية عن ثقتي بأن الهند والمملكة العربية السعودية، وبقيادتيهما الحكيمتين تمضيان قدما نحو طريق يتسم بالتقدم والرؤية الأمامية الثاقبة، الأمر الذي يعكس الإرادة الجماعية لشعبي البلدين ويعود بالنفع عليهما وكذلك يبشر بالخير لصالح السلام والرفاهية والتنمية في المنطقة بأسرها وخارج المنطقة أيضاً. *سفير جمهورية الهند لدى المملكة