بمناسبة العيد الحادي والستين المبارك لجمهورية الهند، أتقدم بتحياتي الودّية و تمنياتي الطيبة إلى كافة المواطنين الهنود المقيمين في المملكة العربية السعودية. وقد تضاعفت سعادتي بهذه المناسبة لأنني بدأتُ فترتي الثانية كسفير لدى المملكة عشية يوم الجمهورية. إن العلاقات بين الهند والمملكة العربية السعودية قد أصبحت اليوم أقوى عبر القرون بسبب مشاعر الاحترام المتبادل والمودة بين شعبينا. وقيادات كل البلدين، وأظهرت أيضا الالتزام الثابت لعمل المزيد من تعزيز أواصر الصداقة التاريخية بيننا. ويتذكر الهنود باعتزاز زيارة رسمية قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الى الهند في يناير 2006 عندما وصف الهند ب "منزله الثاني"، ووقع "إعلان دلهي" التاريخي الذي يعد خارطة الطريق المفصلة لعلاقاتنا الثنائية. والتبادل المنتظم للزيارات على المستوى العالي من قبل كل الجانبين قد عزز مزيداً من علاقاتنا الثنائية القوية. وقام وزير المالية الهندي السيد/براناب موكارجي بزيارة المملكة في شهر أكتوبر عام 2009 ليشارك في رئاسة اجتماع اللجنة الهندية السعودية المشتركة الثامن. كما قام كل من وزير الدولة للسياحة السيد سلطان أحمد، ووزير الدولة للسكك الحديدية السيد إي. أحمد بزيارة المملكة العربية السعودية في العام الماضي. والزيارات من الجانب السعودي شملت زيارة صاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، المدير العام للاستخبارات العامة، في يناير 2009، والزيارة التي قام بها وزير التجارة السعودي، السيد عبدالله احمد زينل علي رضا في أغسطس 2009 مبعوثاً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز. وعلاقاتنا الاقتصادية الثنائية القوية تنعكس في نمو مستقر للتجارة الثنائية التي وصلت إلى 23 مليار دولار في عام 2008م، وزيارة عدة وفود من رجال الأعمال خلال السنة. والمملكة العربية السعودية لا تزال تلعب دورا هاما في تأمين الطاقة لنا كونها مصدر 25% من وارداتنا من النفط الخام. والنمو غير المسبوق في الاستثمار الهندي في المملكة العربية السعودية على مدى السنوات الأخيرة، بعد أن تجاوز 2 مليار دولار، أيضاً يسلط الضوء على علاقاتنا التجارية الهامة. علما بأن الهند حاليا خامس أكبر شريك تجاري للمملكة العربية السعودية و هي رابع أكبر سوق للصادرات السعودية. إن اجتماع اللجنة الهندية السعودية المشتركة الثامن المنعقد في الرياض يوم 31 أكتوبر 2009 تناول عدة قضايا ثنائية بما فيها التعاون في مجال التجارة والصناعة والعلوم والتكنولوجيا، والهيدروكربونات والزراعة والثقافة والأمن والسياحة والشؤون القنصلية. واتفق البلدان على مواصلة تحرير نظام التأشيرات لتسهيل المزيد من التبادل لتسهيل أكبر تبادل بين المجتمعات التجارية فيما بين البلدين. وتشهد الهند والمملكة العربية السعودية مرحلة جديدة ودينامية في العلاقات الثنائية بينهما،وهناك زيادة في التعاون في مجالات التكنولوجيا الجديدة مثل خدمات المعلومات، والتكنولوجيا الحيوية، وتكنولوجيا النانو، وتكنولوجيا الفضاء. وتعتبر الهند واحدة من أكبر القوى البشرية العلمية والتقنية في العالم وكما هو معروف لتفوقها في الصناعات المبنية على المعرفة. وتطوير الاقتصاد المعرفي يعد المسعى الأكبر المشترك. وأود أن أشكر الديسبورا الهندية في المملكة لدورها في تعزيز علاقاتنا الثنائية. وإنه من دواعي الراحة والطمأنينة أن الجالية الهندية في المملكة العربية السعودية، قد سجلت زيادة كبيرة لتصل إلى 1.8 مليون في الوقت الحاضر. والجالية الهندية لا تزال اكبر جالية من الوافدين في المملكة، وتحظى بالتقدير في المجتمع السعودي للعمل الجاد والالتزام بالقانون. ومساهمتها في نمو الاقتصاد السعودي، وقد تم الاعتراف بها من قبل القيادة السعودية. ولقد قمنا مؤخراً بتعزيز شعبة رعاية الجالية في السفارة لتقديم أفضل خدمات للهنود المقيمين في المملكة. ومما لا ريب فيه أن إقامة صندوق رعاية الجالية الهندية في العام الماضي سيكون عونا كبيرا في معالجة المشاكل التي تواجهها الجالية الهندية. وقد ظهر الإرهاب بوصفه واحدا من أكبر التحديات التي تواجهها البشرية في القرن الحادي والعشرين، وتحتاج إلى بذل الجهود الدولية المنسقة لمكافحة هذا الخطر العالمي. علما بأن الهند والمملكة العربية السعودية قد عانتا من جراء الإرهاب ومتحدتان في حربهما ضد الإرهاب. وكما يقوم البلدان حاليا بالتفاوض على اتفاقيتين لتعزيز التعاون الأمني القائم. وأنا لواثق بأننا سنكون قادرين على هزيمة الإرهاب مع عزمنا المشترك لتنسيق الإجراءات. إن الهند كانت ولا تزال تدعم دائما الحق غير القابل للتصرف للشعب الفلسطيني لوطنهم. ونحن نقدر تقديراً بالغاً الجهود الأخيرة التي بذلتها المملكة العربية السعودية لاستئناف عملية السلام بالشرق الاوسط. وتدعم الهند كافة الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق سلام شامل ودائم وتقدر مبادرة السلام العربية التي اقترحتها المملكة العربية السعودية كإطار بنّاء لتحقيق السلام الأوسع في المنطقة. وأختتم مع ثقتي بأن العلاقات بين الهند والمملكة العربية السعودية ستستمر في الازدهار في الفترة المقبلة مع المشاركة النشطة من جانب الشعوب وحكومتي البلدين. * سفير جمهورية الهند