على الرغم من الظلال التي القتها التجاذبات حول دعوة ايران في اللحظة الاخيرة الى المؤتمر الدولي حول سورية والتي كادت تهدد انعقاد جنيف-2 اليوم تواصلت التحضيرات على قدم وساق في مدينة مونترو السويسرية الواقعة على ضفاف بحيرة ليمان. وقبل ساعات من اعلان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون سحب الدعوة التي كان وجهها الى ايران لحضور المؤتمر، كان اسم ايران بالانكليزية مكتوبا بالاسود على لوحة صغيرة بيضاء على طاولة الى جانب اسماء الحكومة والمعارضة السوريتين و42 دولة اخرى ومنظمة مدعوة. في فندق "لو بوتي باليه" (القصر الصغير)، كان تقنيون ينشطون في اجراء تجارب صوتية على مكبرات الصوت في القاعة الكبيرة التي ستحصل فيها الاجتماعات، ويتحققون من امدادات الكابلات الكهربائية، بينما موظفون للامم المتحدة يتنقلون بينهم ويعطون التوجيهات الاخيرة. في القاعة الواقعة في الطابق السفلي من الفندق الفخم، تمتد طاولات مستطيلة عليها اسماء الدول بحسب التسلسل الابجدي بالانكليزية: من جهة الاردن واليابان وايطاليا والعراق وايران واندونيسيا والهند والفاتيكان واليونان والمانيا وفرنسا ومصر والدنمارك والصين وكندا والبرازيل وبلجيكا والبحرين واستراليا والجزائر. وفي الجهة المقابلة، الكويت ولبنان ولوكسمبورغ والمكسيك والمغرب وهولندا والنروج وقطر وجمهورية كوريا (الجنوبية) والسعودية وجنوب افريقيا واسبانيا والسويد وسويسرا وتركيا والامارات العربية المتحدة وبريطانيا. بالاضافة الى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والاتحاد الاوروبي. وفي عمق القاعة طاولة تربط بين الجهتين سيجلس عليها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي الخاص الى سورية الاخضر الابراهيمي وممثل الاممالمتحدة في جنيف. عند طرفي الطاولة، سيجلس رئيس الوفد الروسي من جهة والى يمينه طاولة الحكومة السورية، ورئيس الوفد الاميركي من جهة اخرى، والى يمينه وفد المعارضة السورية. وحول إلغاء مشاركة إيران، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس إن سحب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة دعوته لإيران لحضور محادثات السلام السورية خطأ إلا أنه أضاف أنه لا يعتبره كارثة. وقال لافروف إن المعارضة السورية أرغمت الأطراف الأخرى على الإذعان لمطالبها قبل حضور مؤتمر جنيف 2 للسلام عندما قالت إنها لن تحضر إذا وجهت الدعوة لإيران بالحضور مشيرا إلى أن هذا الارتباك لا يعزز مكانة الأممالمتحدة. وقال في مؤتمر صحفي في موسكو "بالطبع هذا خطأ. وقد قلت ذلك من قبل. لكنه ليس كارثة. إنه على أي حال مجرد حدث يقع في يوم واحد ودعي إليه نحو 40 وزير خارجية من دول مختلفة منها دول من مناطق بعيدة مثل أمريكا اللاتينية وشرق اسيا وبالطبع وحتى على الرغم من الطابع الشكلي لمثل هذه الاجتماعات يثير غياب إيران عن قائمة الأربعين دولة هذه كل أنواع الشكوك". وقال إن موسكو متمسكة بموقفها القائل بأن جميع الأطراف المعنية يجب أن تشارك في المؤتمر الذي يهدف إلى انهاء الحرب الأهلية الدائرة في سورية منذ نحو ثلاث سنوات.