نددت ايران الثلاثاء بالاممالمتحدة التي سحبت دعوتها لها للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 حول سوريا معتبرة ان الامين العام بان كي مون رضخ لضغوط خارجية، كما توقعت ان تكون فرص نجاح المؤتمر قليلة، وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف كما نقلت عنه وكالة الانباء الطلابية ايسنا "نأسف لقيام الامين العام بان كي مون بسحب دعوته تحت الضغط"، وجاء رد الفعل الايراني بعدما سحب الامين العام للامم المتحدة دعوة ايران لحضور مؤتمر جنيف-2 بعد اقل من 24 ساعة على توجيهها الذي ادى الى استياء المعارضة السورية ودول غربية داعمة لها. واضاف ظريف "من المؤسف ان بان كي مون لا يتحلى بالشجاعة اللازمة لاعلان الاسباب الحقيقية لسحب الدعوة" مضيفا "هذا السلوك لا يليق بكرامة الامين العام للامم المتحدة"، وقال ظريف "لقد اوضحت في عدة مكالمات هاتفية مع الامين العام ان ايران لا تقبل اية شروط مسبقة لحضور المحادثات"، وكانت دول داعمة للمعارضة السورية، ابرزها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية، اعترضت على دعوة ايران ابرز الحلفاء الاقليميين للنظام السوري، معللة ذلك برفضها لبيان جنيف-1 ومبدأ تشكيل حكومة انتقالية، وترفض ايران اي شرط مسبق يتعلق بموافقتها على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا كما نص عليه اتفاق جنيف-1 الذي تم التوصل اليه في يونيو 2012. لكن ظريف حاول التقليل من شأن عدم دعوة ايران قائلا ان طهران "لم تكن حريصة جدا على الحضور اساسا"، وتابع ظريف انه لو قررت ايران الحضور، لكان اوفد نائبه لان "الوقت المناسب لدعوة وزير خارجية قد مضى"، وايران تدعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد في النزاع الذي ادى الى مقتل اكثر من 130 الف شخص منذ اندلاعه في العام 2011، وهي متهمة بتقديم دعم عسكري ومالي لنظام دمشق. من جهته، اعتبر نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي الثلاثاء ان فرص وقف النزاع في سوريا خلال مؤتمر جنيف-2 "ليست كبيرة" بدون مشاركة ايران، وقال عراقجي ردا على اسئلة التلفزيون الرسمي الايراني "الجميع يعرف انه بدون ايران، فرص التوصل الى حل فعلي في سوريا ليست كبيرة"، وتابع "من الواضح انه لا يمكن التوصل الى حل شامل للمسالة السورية اذا لم يتم اشراك جميع الاطراف النافذة في العملية"، وقال عراقجي "كنا على استعداد للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 ولعب دورنا، لكننا لا نقبل بشرط مسبق يحد اي حل بمعطيات معينة". واضاف "لن نشارك في المفاوضات وسننتظر لنرى كيف سيتمكن (المشاركون) من التوصل الى اتفاق من طرف واحد"، من جهته اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء ان قرار الاممالمتحدة سحب دعوة ايران لحضور مؤتمر جنيف-2 يشكل "خطأ"، وقال لافروف "بالتاكيد هذا خطأ ، لقد شددنا على الدوام على ان كل الاطراف الخارجية يجب ان تكون ممثلة". واضاف "لكن لم تحصل كارثة" معتبرا ان المؤتمر المرتقب ان يبدأ الاربعاء في مونترو "حدث ليوم واحد في 22 يناير دعي اليه 40 وزير خارجية من مختلف الدول وبينها من المناطق النائية في العالم"، وعبر عن اسفه لان كل هذه المسالة "لم تساهم في تعزيز سلطة الاممالمتحدة"، وانتقد لافروف التفسيرات التي قدمها بان كي مون لتغيير موقفه وسحب الدعوة، وكانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا اشترطت ان تدعم ايران اولا مبادىء الانتقال الديموقراطي في سوريا من اجل حضور المؤتمر.