أظهر المؤتمر الصحافي الثلاثي الذي عقده أمس وزيرا خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف ومبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سورية السفير الأخضر الابراهيمي خلافاً حول مشاركة إيران في مؤتمر جنيف2 المقرر عقده في 22 كانون الثاني (يناير) الجاري في مدينة مونترو السويسرية. إذ رأى لافروف أنه ينبغي على الدول المؤثرة على الوضع في سورية مثل إيران والسعودية أن تشارك في مؤتمر جنيف «بعيداً من المواقف الأيديولوجية المرتبطة بمشاركة ايران»، في حين أكد كيري أن رفضه مشاركة إيران في المؤتمر السوري ليس قضية أيديولوجية بل يأتي في إطار براغماتي وعملي كون طهران رفضت الاعتراف بهدف مؤتمر جنيف وهو تطبيق «جنيف1». وجدّد كيري في المؤتمر الصحافي الذي عُقد في باريس بعد يوم من التئام اجتماع 11 دولة من «أصدقاء سورية»، دعوة طهران إلى «الموافقة على هدف (مؤتمر) جنيف وهو بيان مؤتمر جنيف (الأول)» في إشارة إلى البيان الذي صدر في صيف العام 2012 والذي دعا إلى قيام هيئة حكم انتقالية «كاملة الصلاحيات التنفيذية» في سورية ومن خلال اتفاق مشترك بين الحكومة السورية والمعارضة. ولفت كيري أيضاً إلى أن إيران «تدعم حزباً إرهابياً وهو «حزب الله» يرتكب جرائم في بلده وخارج أراضي بلده ويشارك في الحرب على الأرض في سورية، وإيران (أيضاً) لها قوات على الأرض في سورية»، في إشارة إلى التقارير عن مقاتلين وخبراء ومستشارين عسكريين إيرانيين ضمن صفوف قوات الأسد. وكان كيري قال أول من امس في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية القطري خالد العطية، في باريس، إن «حزب الله» يقوم أيضاً بنشاطات في لبنان تؤدي إلى زعزعة استقراره. وكان لافتاً أن كيري دعا في كلامه أمس وأول من أمس إيران إلى وقف دعم «حزب الله» بأي شكل من أشكال الدعم سواء باللجوء أو المال أو السلاح، وإلى الاعتراف بالتأثير السلبي ل «حزب الله» على أمن المنطقة واستقرارها. وكان وزير الخارجية القطري خالد العطية قال في مؤتمره الصحافي المشترك مع كيري حول موضوع إيران «إن في استطاعة إيران أن تعمل الكثير قبل مؤتمر جنيف: أن تضغط على «حزب الله» وتجبره على الانسحاب من سورية، وهي خطوات تكون ذات نية حسنة تبدأ بخروج «حزب الله» وميليشيات أخرى من سورية». أما الأخضر الإبراهيمي فقال في مؤتمره الصحافي المشترك مع كيري ولافروف أمس، إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وهو شخصياً يؤيدان مشاركة إيران في مؤتمر جنيف ولكن القرار بالنسبة إلى دعوتها «ينبغي أن يتم بالتوافق بين الجانب الأميركي والجانب الروسي، وفي غياب ذلك التوافق حول دعوة ايران لم يتخذ القرار بعد بدعوتهم (الإيرانيين)». وقال كيري إن مؤتمر السلام السوري (مؤتمر جنيف2) الذي سيفتتح في مونترو في 22 الشهر الجاري سيكون بداية مسار ومفاوضات صعبة ومعقدة تستغرق وقتاً، وانه ينبغي أن يؤدي إلى حل سياسي يقرره الشعب السوري ولا تفرضه لا الولاياتالمتحدة ولا روسيا. وقال إن كل المدعوين وافقوا على موعد 22 كانون الثاني وعلى ما جاء في بيان «جنيف1» باستثناء المعارضة السورية المعتدلة التي تمنّى عليها أن تتخذ قرارها بأسرع وقت، في إشارة إلى عدم صدور قرار نهائي من المعارضة السورية بحضور المؤتمر. وأعلن لافروف، من جهته، عن لقاء تم بينه وبين رئيس «الائتلاف» السوري المعارض أحمد الجربا، وكشف أنه تلقى من النظام السوري أسماء ممثليه في المؤتمر وبينهم سيدتان. وقال كيري إنه ولافروف والابراهيمي ناقشوا خطوات مسبقة لجنيف تهدف إلى انجاح بداية المسار ومنها وقف إطلاق نار في حلب، قائلاً إن المعارضة وافقت على المبدأ إذا أوقف النظام أطلاق النار أيضاً، كما تم بحث حصول تبادل للسجناء قائلاً إن هناك استعداداً من المعارضة لذلك إذا التزم النظام به. وعن اتاحة توصيل المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، قال كيري إن لافروف أشار إلى التزام باتاحة مرور المساعدات في الغوطة وغيرها من الأرياف. وقال كيري إن هذه الأمور ليست شروطاً مسبقة ولكنها خطوات من شأنها أن تساعد على التخفيف من معاناة الشعب السوري «من وضع إنساني متدهور». وقال لافروف إن المعارضة في سورية تتضمن حركات ارهابية عديدة منها «جبهة النصرة» و «الدولة الاسلامية في العراق والشام» كما أن «الجبهة الإسلامية» فيها عناصر انتقلت إليها من حركات ارهابية ومن «مرتزقة في الخارج». ولفت كيري، من جهته، إلى أنه ينبغي الإسراع في التوصل إلى حل سياسي بسبب وجود حركات ارهابية مرفوضة ودخول مرتزقة إلى سورية. واستمرت اللقاءات أمس بين كيري وبعض الوزراء العرب ومن بينهم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة، في حين التقى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مع لافروف. كذلك التقى كيري الجربا ووفد المعارضة السورية بحضور السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد الذي التقى أيضاً المعارضين السوريين ميشيل كيلو وبرهان غليون في باريس أمس.