عندما تفكر بعمق في أهلية الحرمين الشريفين من خلال كوكبة من الأئمة الفضلاء المتميزين (قراءة وتجويداً وعناية وحفظاً) يتيح هذا التفكير علامة استفهام كبيرة في تبعية مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وتشغيله، هذا المنجز الكبير في المدينةالمنورة الذي يخدم أقدس كتاب وهو نور وهدى المسلمين ويختم كل رمضان في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، استغرب ان لا يكون هذا الصرح الكبير الذي يطبع منه ما يقارب العشرة ملايين مصحف متنوع الحجم سنويا ليوزع على كافة المسلمين في انحاء العالم هدية من المملكة العربية السعودية، قد يستغرب من عدم تبعيته لرئاسة الحرمين الشريفين التي هي الأولى بالإشراف عليه! رئاسة الحرمين الشريفين لديها القدرة الكبيرة في إشرافها على هذا المجمع و(تشغيله) بطريقة منظمة وبارعة في تقدير هذا العمل الكبير مع تقديرنا للمشرفين عليه الآن، ولديها القدرة الكافية في اختيار العاملين فيه ومنحهم المرتبات المتميزة المرضية عنها لأن هذه النخبة شرفها الله تعالى بان تكون هي الفيصل في العمل في هذا الكتاب المقدس ولا يحتاج هذا المجمع أن تديره شركات خاصة أو خلافها بل الدولة حفظها الله من خلال رئاسة الحرمين الشريفين هي الأقدر والأكفأ في إدارة هذا الصرح الكبير بعيداً عن المجاملة وخلافه؟ إن أئمة الحرمين الشريفين أبناء الوطن هم الأولى والأقدر في العمل في هذا الصرح بما تحمله لغة القرآن الكريم عناية وحفظاً وحمايته من كل صنوف الخطأ بتوفيق الله. هنا قد يرى خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين حفظهما الله إعادة النظر سريعاً في تبعية المجمع لرئاسة الحرمين الشريفين سعياً لتمكين هذا الصرح من العمل وتطويره بما يتناسب مع تطور الرئاسة في هذا العام الجديد. ويعلم الجميع تمكن قراء الحرمين الشريفين وحفظهم للمصحف الشريف بصورة عالية في الاتقان والتميز مما يتيح لنا تبريراً ان يكون هذا المجمع تابعاً إشرافاً وإدارة لرئاسة الحرمين. فهناك من يستطيع إدارته بالطرق المميزة فالرواتب ومنحها للموظفين من شركات التشغيل ليست هدفاً في نجاح هذا المجمع. ومع تقديرنا لوزارة الشؤن الإسلامية المشرفة عليه فيكفي الوزارة هموم المساجد ومصليات العيد ورداءة الخدمات فيها ورقابتها على المنابر وغيرها، فلو ركزت الوزارة على المساجد الكثيرة والمنتشرة في المملكة لكفاها تميزا وسموا اذا ما وفقت بالعناية بالمساجد ودورات المياه - اجلكم الله - وجعلتها تحفا اسلامية يفخر الانسان المسلم ان يرى المصليات متفوقة في كل شيء فرشا وديكورات ودورات مياه وخلافه! المجمع ينتج أكثر من مائة وستين ألفاً من الاصدارات المتنوعة والتسجيلات وكتب السنة والسيرة النبوية وغيرها، ولكن الملاحظ أن تردي الرواتب للعاملين في هذا المنجز قد يسبب قلقا للمنتسبين اليه فهل تبعية المجمع لرئاسة الحرمين الشريفين ستكون أفضل مما هو علية؟ هذا التساؤل يطرح كثيراً ويحتاج إلى إجابة. وظني ان تبعيته في كل المناحي لرئاسة الحرمين أجدى وأولى وأهم. هنا أشير إلى ان كاتب المصحف الشريف الخطاط العربي المسلم (عثمان طه) الذي يستحق من الوطن وقيادته حفظهم الله، بأن يمنح شرف الهوية الوطنية ووسام الوطن تقديراً لعمله المبارك في هذا الدستور المقدس طيلة السنوات الماضية، وطننا كريم ويده سخية ولطفه أكبر إذا ما تلطف ولي الأمر رعاه الله بالنظر في هذا المجمع وتطوير مسلكه وتبعيته، جزى الله وطننا وقادته خيراً وهو يرفل برعاية الله وحفظه أن أكرمه الله بهذا المجمع المهم عناية وتطويراً.