عاد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمس الأول الخميس إلى الجزائر بعد أن خضع لفحوصات طبية بمستشفى فال دو غراس بباريس. وحسب وكالة الأنباء الجزائرية التي أوردت الخبر فإن الفريق الطبي للرئيس "رخّص" لعودة بوتفليقة إلى بلاده بعدما أظهرت الفحوصات أن "وضعه الصحي في تحسن ملحوظ". ويعود بوتفليقة إلى الجزائر24 ساعة قبل الآجال التي حددت عودته من فرنسا مثلما اورد بيان رئاسة الجمهورية الذي صدر هو الآخر 24 ساعة بعد نقل الرئيس الاثنين إلى مستشفى فال دوغراس الباريسي. وبعودته يكون الرئيس بوتفليقة، الذي لم يكشف عن رغبته في الترشح إلى ولاية رابعة رغم التطبيل الهائل من محيطه الراغب في ترشيحه، قد افتك من فرنسا، من فريقه الطبي، تزكية عن أهليته العقلية و البدينة، بل أهليته لخوض غمار رئاسيات 2014، فيما ستكون هذه الشهادة الطبية الفرنسية ضربة لخصومه الذين بدأ قطاع منهم يترّحم على روح الرئيس منذ أعلن خبر تنقله إلى فرنسا لمتابعة فحوصات روتينية. وفي الوقت الذي تحبس الطبقة السياسية ومعها الشارع الجزائري أنفاسها بشأن تبعات ما قد تسفر عنه عودة الرئيس بوتفليقة وعلاقته بحسابات المرحلة المقبلة، وصف محمد السعيد، وزير الاتصال الجزائري السابق الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل المقبل ب "الأصعب" في تاريخ الاستحقاقات في بلاده منذ الاستقلال العام 1962. وقال السعيد الذي أبعده بوتفليقة في التعديل الحكومي الأخير وعيّن محلّه أحد أهم رجالاته عبد القادر مساهل، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية سابقا أن "الضبابية" التي تلّف استحقاقات 2014 هي التي "صعّبت فهم المآلات" التي سيتجه إليها الوضع السياسي في الجزائر. ورغم إبعاده من التعديل الحكومي الذي أجراه بوتفليقة في 11 سبتمبر 2013 لا يرى محمد السعيد بديلا للرئيس بوتفليقة للخمس سنوات المقبلة رغم الجدل الذي عاد إلى السطح مباشرة بعد نقل بوتفليقة إلى فرنسا ومطالبة أوساط مختلفة بضرورة الكشف عن التقرير الطبي المفصل للرئيس، حيث ردّ محمد السعيد عن سؤال بشأن رأيه في الاسماء التي أعلنت لحد الآن ترشحها للرئاسيات وعددها 17 بالقول: "إنها ليست أفضل من بوتفليقة". وتأتي تصريحات محمد السعيد في وقتٍ تبقى فيه الأنظار مشدودة إلى مقدرة الرئيس على استدعاء الهيئة الناخبة من عدمها، خاصة و أن هذا الإجراء بالذات تشترط فيه المادة 133 من القانون المتعلق بالنظام الانتخابي عدم الاخلال بأحكام المادة 88 من الدستور، التي تتحدث عن شغور منصب الرئاسة بسبب عجز أو مرض أو وفاة فيما الانطباع العام في الجزائر أن رئيس البلاد متوعك ولا يمكنه بحال الترشح للرابعة.