أعلنت "STC" أنها لن تجدد عقود الرعاية لأندية الاهلي والاتحاد والنصر والشباب فشهدت بعض هذه الاندية أشبه بالأزمة الخانقة التي جعلت اغلب النقاد الرياضيين يتحدثون عن ان انسحاب "STC" هو امتداد لعزوف الشركات عن رعاية الاندية ويرون في ذلك دلالة على ان بيئة رياضتنا غير جاذبة للشركات الراعية او حتى المستثمرة، واصبح التشاؤم هو اللغة السائدة لدى النقاد، المشكلة ان من ينتقد لم يكلف نفسه عناء البحث عن أصل المشكلة وعن الحلول لدى المختصين بل ذهب لتحميل المسئولية للشركات تارة وللأندية تارة أخرى دون تقديم حلول ممكن ان تساهم في حل الأزمة، والمتابع للمشهد الرياضي لدينا يدرك ان الاندية تتحمل المسئولية بنسبة 99 بالمائة، فليس من المعقول ان تنام هذه الاندية على عقود رعاية مدتها خمس سنوات دون التفكير والتخطيط للمستقبل. أتساءل لماذا أهملت هذه الاندية عمل بحوث ودراسات تسويقية لتقييم التجربة ومعرفة الإيجابيات لتعزيزها والسلبيات لتداركها؟بل لماذا لم تبحث هذه الاندية عن رعاة قبل نهاية العقد بعام او عامين كما تفعل الاندية الاوروبية (مانشستر يونايتد وقع اكبر عقد رعاية في التاريخ مع شفروليه عام 2012 ليكون راعيا رئيسيا لقمصان المانيو بدءا من عام 2014)، أتساءل وانا اعرف الإجابة للأسف، فرؤساء ومنسوبو انديتنا غير متفرغين ولا متخصصين في هذا الجانب، بل ويتوقعون انهم بعلاقاتهم يستطيعون إيجاد رعاة بسهولة وفي اي وقت، وعندما فشلوا (كما هو متوقع) في إيجاد رعاة لأنديتهم بدأوا يروجون في الاعلام الى ان الشركات لا تريد الاستثمار في الرياضة بشكل عام ورعاية الاندية بشكل خاص! الملفت للنظر ان الواقع يقول غير ذلك، فهناك إقبال من بعض الشركات في قطاعات مختلفة على الاستثمار في الرياضة وليس عزوفا كما يصور البعض، وإلا ماذا نسمي توقيع الرابطة مع عبداللطيف جميل وبيبسي وطيران الامارات وبنك الجزيرة وماستركارد والبريد السعودي، أيضاً ماذا نسمي دخول هونداي كراع رئيسي لنادي الفتح وفوشيه - الموسى - الكفاح كرعاة مشاركين، وماذا نسمي رعاية شركة هرفي لنادي العروبة (الوافد الجديد للدوري)؟ اجابة هذه التساؤلات تعطي دلائل على ان الشركات لازالت ترغب في رعاية الاندية والمنظمات الرياضة. الجميل ان اغلب هذه الاندية وقعت عقود الرعاية في وقت لا يوجد لديها موظفون متفرغون ولا متخصصون في التسويق الرياضي، وهذا يعطينا تفاؤلا بأن الاندية لو أعطت التسويق الرياضي قليلا من الاهتمام، من خلال تعيين موظفين متفرغين ومتخصصين او تعاقدت مع شركات تسويق رياضي متخصصة في دراسة احوال الاندية لوضع خطط تسويقية لجلب الرعاة وزيادة المداخيل، فإننا موعودون بطفرة في عدد الرعاة وزيادة المداخيل. وجود الموظف المتفرغ المختص او الشركة المتخصصة في التسويق الرياضي سيساهم في خلق معلومة دقيقة عن الاندية من خلال الدراسات والبحوث التسويقية التي توضح الواقع الفعلي للأندية عن طريق معرفة مصادر القوة والضعف والفرص الممكنة والمخاطر التي يجب تداركها. كما ان هذه الدراسات ستوضح الأرقام المهمة للاندية كعدد الجماهير ونسبة الظهور في الاعلام وغيرها من المعلومات التي تمكن الاندية من معرفة قيمتها الحقيقية في السوق الرياضي مما يساهم في إعطاء الاندية ثقة كبيرة عندما تفاوض الشركات الراعية وتطلب السعر المناسب الذي تستحقه وفي نفس الوقت يكون مقنعا للشركات. خلاصة القول ان الاندية لديها كل مقومات النجاح لجذب الشركات، والشركات على الجانب الاخر لديها الاستعداد والإمكانيات لرعاية هذه الاندية. فقط كل ما تحتاجه الاندية هو العمل الاحترافي الجاد والمكثف لتحقيق الهدف المنشود. * مختص في الإدارة والتسويق الرياضي