أصبح الاستثمار الرياضي من أهم العوامل التي ترتكز عليها الأندية والجهات الرياضية في عملها حيث توجهت بوصلة الاهتمام إليه خلال الفترة الجارية بما لا يدع مجالا للشك أنه سيحقق قفزة كبيرة للرياضة السعودية. عضو شرف نادي الهلال الأمير نواف بن محمد رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى رئيس لجنة الاستثمار الرياضي بالغرفة التجارية الصناعية في الرياض حل ضيفا على «شمس» وفتح معها العديد من الملفات الرياضية وعلى رأسها الاستثمارية التي نطرحها أمامكم.. فإليكم تفاصيل الحديث: حدثنا عن أهداف لجنة الاستثمار الرياضي التي ترأسها في الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة الرياض؟ نهدف إلى تقديم الخدمات لأي مستثمر في هذا المجال الرياضي من خلال مساعدته لتحقيق المطلوب من الخدمات ليكون العمل سهلا ومستفادا منه بالنسبة إلى المستثمر بشكل خاص والمجتمع بشكل عام سواء كانت منشآت أو برامج وخلاف ذلك. وما أبرز الصعوبات التي واجهتكم حتى الآن؟ دائما ما تكمن الصعوبة التي تواجه أي عمل في وضع التصور والأفكار والضوابط، ولذلك قررنا تركها مفتوحة في الوقت الحاضر حسبما ما نراه، والآن بعد انتشار المراكز الرياضية وبعدما أصبحت الرياضة جزءا لا يتجزأ من حياة الفرد السعودي بدأنا وضع الشروط والمواصفات للأندية الرياضية بحيث تكون أسهل ومساعدة الجهات الحكومية من خلال جمع المتطلبات في قالب واحد لتكون ميسرة على المستثمر في مجال الأندية الرياضية واللياقية. وهذه مجرد بداية والقادم سيكون أفضل خصوصا أن القطاع الخاص سيتوجه مستقبلا لتقديم الخدمات للرياضة والرياضيين. ما الآلية التي تم من خلالها اختيار أعضاء اللجنة؟ كانت اجتهادات من رجال الأعمال في هذا المجال كما أن الغرفة التجارية كانت دائما تسعى لإنشاء لجنة لهذا القطاع المهم، ودعت جميع الشركات المستثمرة في هذا المجال وكانت شركتنا «شامل» من بينها، وبالفعل حصل اجتماع تعريفي ثم كونت اللجنة وتم تنصيبي رئيسا بطلب من الاخوة، ووضعنا آلية معينة لدعوة رجال الأعمال المهتمين بالاستثمار الرياضي. وهناك من استمر معنا بالعمل وهناك من اعتذر لظروف خاصة. وما تقييمكم لعمل اللجنة حتى الآن؟ التقييم لعمل اللجنة يكون بعد انتهاء السنة الثانية، وآمل من الله أن نوفق في تقديم المطلوب منا. هل معكم ممثلون من الرئاسة العامة لرعاية الشباب؟ لا، لا نحتاج إلى وجود ممثلين من رعاية الشباب، لأن اللجنة مختصة بالمستثمرين في المجال الرياضي، ولكن ذلك لا يعني الاستغناء عن رعاية الشباب لأنها تضع المعايير والشروط التي نقدمها للمستثمرين وهي تصادق عليها أيضا. إذن ما علاقة لجنتكم برعاية الشباب؟ نحن نساعد رعاية الشباب من خلال تقديم دراسات بخصوص مواضيع مختلفة، وهم بدورهم ينقحونها ويوجهوننا بشأن ما إذا كانت الشروط زائدة أو ناقصة عن الحد المطلوب. بحكم رئاستك للجنة الاستثمار الرياضي في غرفة الرياض، هل تفكرون مستقبلا بمساعدة أندية المنطقة التي لا يوجد لها راعٍ رسمي؟ الاستثمار الرياضي مختلف تماما عن التسويق الرياضي، ودورنا يتلخص في مساعدة رجال الأعمال المهتمين بالاستثمار في المجال الرياضي عن طريق جمع المعلومات المطلوبة ومساعدتهم لتنفيذ المشاريع، وأنا واثق بأن الكثير من رجال الأعمال سيستعينون باللجنة في الفترة المقبلة متى ما وجدوا مردودا إيجابيا مقدما من اللجنة. الخصخصة ما الذي يحتاج إليه الاستثمار الرياضي في أنديتنا لكي يتقدم؟ لأمور كثيرة، فقط أخيرا بدأت الأندية في السعي إليها. لا تنس أن كرة القدم أخذت الجزء الأكبر من المستثمرين في هذا المجال، كما أن المبالغ الكبيرة جدا التي تضطر الشركات إلى دفعها للأندية تسبب عزوف الشركات الباقية عن الدخول في الاستثمار، وأنا شخصيا أعرف شركات عديدة تود الدخول في المجال الرياضي لكنها ليست مستعدة لدفع مبالغ تتراوح بين ال50 وال60 مليونا ولكن بين ستة أو سبعة ملايين ريال. وما الحل برأيكم؟ الحل الأمثل هو توجيه هذه الشركات نحو الاستثمار في الأندية الصغيرة أو الألعاب المختلفة ولكي يطبق ذلك نحتاج إلى وجود برامج متكاملة من قِبل الاتحادات والاهتمام التليفزيوني بنقل منافسات الألعاب المختلفة وهو ما أعتقد حدوثه قريبا خصوصا بعد إطلاق القناة الرياضية الثانية ما سيوسع المجال الاستثماري. عقود الرعاية الموقعة مع الأندية الأربعة الكبار تتراوح حسب الأحاديث الإعلامية بين 38 مليونا و 70 مليونا، برأيكم هل ترون هذه الأرقام أكثر من احتياج الأندية؟ لا أبدا، الأندية تحتاج وتستحق أكثر من هذه الأرقام وأنا متأكد أن الرعاة استفادوا من هذه المبالغ التي ستستمر بأرقام أعلى لكن لا بد من وجود أشخاص متميزين في الأندية يعرفون كيف يرفعون من قدر المبالغ المعروضة من الرعاة والبحث عن رعاة ومعلنين آخرين بجانب شركات الاتصالات. البعض يتحدث عن وجود نوع من الهدر المالي في الأندية، فهل هذا صحيح؟ لا أستطيع إجابتك عن هذا السؤال لأني لست متعايشا مع إدارات الأندية، لكن ما أستطيع قوله إني متأكد من اتجاه الأندية للتغيير في مجالس إداراتها في الفترة المقبلة، بمعنى أننا سنجد القانوني والمهندس والمختص بالمجال التسويقي بدلا من المعمول به في السابق، حيث سيصبح مجلس إدارة النادي مشابها لمجلس إدارة الشركة. ارتفعت الأصوات المنادية بتطبيق الخصخصة، ما رأيكم؟ الحديث عن خصخصة الأندية يعني أننا سنضطر إلى تغيير جميع ما بني سابقا حيث ستفرض الضرائب والدخول في عمليات المراهنة ولا يكون هناك نقل تليفزيوني حكومي إنما تكون عملية النقل من قِبل شركات خاصة. حيث سيتوجب علينا إنشاء دوريات محترفة لكرة السلة والطائرة واليد، وأيضا على المدارس والجامعات الإنفاق بشكل هائل على الرياضة ولن يكون مدرسو التربية الرياضية مدرسين إنما مدربون، وتفصل اللجنة الأولمبية ويجب على الأندية القيام باستلام المقرات التي بنتها الدولة والعمل على صيانتها والاهتمام بها، نتجه إلى الملاعب، من يملك الملاعب التي بنتها الدولة؟ وهل ستقتسمها الأندية فيما بينها؟ وهذا يعني هدم كل ما بنته الدولة طوال هذه الأعوام. الآن دوري زين له مداخيله ويوجد لدينا احتراف كما أن الدولة – مشكورة تقوم بإعانة الأندية. الأجدى الآن أن تفكر الأندية في زيادة الإيرادات من كرة القدم وصرف جزء منها على قطاع الشباب والناشئين وبناء الملاعب لأن أنديتنا تعاني في هذا الجانب هل لك أن تتخيل أن ملاعب أنديتنا جميعها «بما فيها الكبيرة» لا تملك ساعة إلكترونية!.. أنا أتفق مع من ينادي بخصخصة كرة القدم لدينا ولكن وفق ضوابط معينة. ما الضوابط التي تتحدثون عنها؟ أن نهتم فعلا بجانب النقل التليفزيوني، الآن القنوات تتنافس فيما بينها على نقل منافسات الدوري السعودي وهنا يجب علينا أن نجعلها تنقل بمبالغ أعلى لكي تستفيد الأندية من هذه المبالغ، بالإضافة إلى ذلك أن نشجع الأندية على بناء ملاعبها حتى تستفيد من الإيرادات وأن يبقى الاهتمام بالنشء، لأن الخصخصة ستلغي الاهتمام بالفئات السنية وستبحث الأندية عن اللاعب الجاهز. أعود وأكرر أن نبقي على المميزات التي تكرمت بها الدولة علينا، ولا نبحث عن تقليد الأندية الأوروبية التي أنشأت مقراتها بنفسها دون دعم حكومي، هل تعتقد بأنهم سيرفضون لو قررت دولهم المساعدة؟ قطعا الإجابة لا. ألعاب القوى.. ما خططكم المستقبلية في اتحاد القوى؟ نحن في الخطوات الأخيرة لتوقيع عقد مع شركة صلة الرياضية لرعاية بطولات ألعاب القوى سيبتدئ مطلع الموسم المقبل. ماذا عن العائد المادي؟ العائد المادي ليس كبيرا ولكن سيتيح لنا إنشاء ثلاث بطولات جديدة لألعاب القوى للناشئين والشباب والأولى لها جوائز كبيرة وسيكون بإمكاننا تحديد بطل المملكة للموسم الرياضي لأننا في ظل الوضع الحالي لا نستطيع تحديد ذلك. ذكرتم في حوار سابق أن أبرز المشكلات التي واجهتكم أثناء الاستعداد لدورة الألعاب الآسيوية في جوانزوا هي تأخر صرف الاعتمادات المالية ووصولها منقوصة بما نسبته 75 %، بصراحة ألا يشكل لكم هذا الأمر إزعاجا خصوصا أن أمامكم العديد من الاستحقاقات المهمة في الفترة المقبلة؟ هذا الأمر لم يشكل إزعاجا وحسب بل إنه سبب لنا تراجعا في المستوى. لكن الآن استطاع الأمير نواف بن فيصل القضاء على هذه الإشكالية، حيث إنه ولأول مرة يتم اعتماد وصرف متطلباتنا في حينها، وهذا الأمر سيعود علينا إيجابا في البطولات المقبلة. الكل يتساءل عن غيابك عن نادي الهلال في الفترة الأخيرة لا بالعكس أنا موجود وقريب من النادي، لكن حان الوقت الذي نترك المجال للشباب الجدد الذين يقومون بالعمل بنجاح مشكورين، وثق ثقة تامة أننا في خدمة نادي الهلال متى ما احتاج إلينا بالمشورة أو الدعم سنكون أول من يلبي النداء. الهلال حقق الدوري نظرا إلى ضعف المنافسين، ردكم على هذه المقولة؟ الهلال قوي وزاد قوة بالاستقرار الإداري والفني، والأمر الآخر أن الأمير عبدالرحمن بن مساعد عندما أتى لرئاسة الهلال وجد قاعدة صلبة من اللاعبين المحليين وأكمله الأمير عبدالرحمن باختيار اللاعبين الأجانب المميزين ما ساهم في رفع مستوى الفريق، أعود وأكرر أن الاستقرار هو ما ميز الهلال عن الباقين، وعد إلى تاريخ الهلال منذ رئاسة الأمير عبدالله بن سعد رحمه الله وحتى الآن ستجد أن رؤساء الهلال استمروا في البناء. هل تتفق مع من يقول إن التنافس بين النصر والهلال انتهى حاليا وأنه لا يوجد ديربي بين الفريقين؟ هذا كلام لا أقبله بتاتا وأقول إن التنافس سيشتد في الفترة المقبلة بين الفريقين. لأن النصر فريق قوي جدا وعائد بقوة، أعتقد أن استمرار الأمير فيصل بن تركي إلى جانب الاهتمام باختيار المحترفين الأجانب في الموسم المقبل سيقفز بالنصر قفزة قوية، في ظل امتلاكه للاعبين جيدين وصغار في السن، حيث إن الهجوم والوسط على مستوى عالٍ وقاعدة النصر في الفترة المقبلة ستقدم العديد من اللاعبين الجيدين. هل تعتقد أن مستوى الكرة السعودية في انخفاض؟ أنا لا أقبل هذا الكلام إطلاقا، لنعد إلى الأعوام الماضية في بطولة أبطال آسيا 80 % من الأندية السعودية تتأهل للدور التالي، وحققت البطولة ووصلت إلى نصف النهائي، على عكس الدول المجاورة التي يتأهل منها فريق لبطولة أبطال آسيا ثم يختفي أعواما طويلة، على سبيل المثال لو أخذنا صاحب المركز السادس وذهب إلى بطولة أبطال الخليج لنافس عليها، كلامي هذا لا يعني إنكاري وجود مشكلات لدينا تتعلق بالانضباطية داخل الأندية وأننا بحاجة إلى تطبيق أنظمة صارمة أهمها التمرينات الصباحية .