بين اعتراف المسؤول الزراعي الأول في المملكة بوجود المخاطرة في الاستثمار الزراعي الخارجي، واندفاع بعض المستثمرين السعوديين. دشن وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم "أمس" الموقع الالكتروني "مبادرة الملك عبدالله للاستثمار الزراعي في الخارج على شبكة الإنترنت" في قاعة الاجتماعات بمكتبه، بحضور شركاء المبادرة الأساسيين صندوق التنمية الزراعية الذراع التمويلي للمبادرة، والشركة السعودية للاستثمار الزراعي "سالك" الذراع الاستثماري للمبادرة، والمسؤولين في الوزارة، وممثلي وسائل الاعلام. وأبان أن درجة المخاطرة تختلف باختلاف الدولة المستضيفة للاستثمار موضحا أن تحديد أي دولة عائد للمستثمر. وقال "نحن كجهة مسؤولة نوضح بكل شفافية الجوانب المختلفة التي تفيد المستثمر، والمعلومات الرئيسية، وبدورنا قمنا بتوقيع اتفاقيات اطارية مع عدد من الدول ، واتفاقيات الازدواج الضريبي". معاودا التأكيد بأن " المخاطرة " قائمة لأسباب عديدة. وكشف الوزير بأن هناك بعض المستثمرين، وتحوطا لذلك ينوي تأمين مشروعاته. لكن الوزير نفسه طمأن الراغبين في الاستثمار بأن الوزارة، وصندوق التنمية الزراعية "الذراع الرئيسي للتمويل" سيضعان كافة امكاناتهما لخدمتهم. مشددا على الامكانات المالية المفترض تسخيرها لضمان نجاح تلك الاستثمارات. وأبدى الوزير سعادته وارتياحه للاستقبال الحافل الذي حظي به خلال جولته في عدد من الدول. حيث رغبتهم باستقبال المستثمر السعودي، واعلانهم تقديم التسهيلات التي تسهم في نجاح استثماره. وتلك الأمور نابعة من المكانة المتميزة للمملكة وثقلها السياسي والاقتصادي ولله الحمد، وكذلك بذلك المستثمر الذي يعكس الصورة المميزة للمملكة. وحول الحجم المقدر لمبلغ الاستثمار المتوقع ضخه خلال السنة المالية الجديدة، رفض وزير الزراعة "تحديد مبلغ معين، حيث ذلك عائد لمشروعات المستثمرين المقترحة" . وأضاف بقوله "يجب أن ندرك أن الاستثمارات القائمة حاليا تجارية، ونحن في وزارة الزراعة لا نملك الكشف عن الاستثمارات التجارية، وذاك عائد للمستثمر للكشف عنها، وبالتالي ستكون سهولة لتلك الفئة للاستفادة من تلك المبادرة". ونفى في سؤال ل"الرياض" تأثير الاقراض الخارجي على برامج "صندوق التنمية الزراعية" حيث الاقراض الداخلي، موضحا بأن " لدى الصندوق التصور الكامل، والآلية التي بموجبها يتم اقراض المزارعين داخل المملكة". ومن جهة أخرى، شدد الوزير على أن الاستثمارات الزراعية تتصف بأنها طويلة المدى، حيث طبيعتها التي تختلف عن المشروعات الأخرى. مبينا بأنه سننتظر سنتين، أو مايزيد قليلا لنشاهد منتجات الاستثمار الزراعي الخارجي في الاسواق السعودية. وأشار من جانبه، رئيس مجلس ادارة صندوق التنمية الزراعية المهندس عبدالله الربيعان، الى أن الصندوق لن يفرق بين أي مستثمر كان، وهو ما أكده الوزير نفسه. وقال الربيعان: "الاستثمار الزراعي في كافة أرجاء العالم، فيه مخاطرة عالية وليس هناك اقبال كبير عليه، والمردود كذلك ليس بالعالي، بدليل الشح فيه خلال ثلاثين سنة ماضية، كما أنه ليس من السهولة بمكان ان يقوم به الراغب في الاستثمار". وتابع "هناك من قال عنه" كيكة" في اشارة من الربيعان لمن يروج باقتصاره على شركات، وأناس معينين، والصندوق لا يفرق بين أي مستثمر كان، وان اثارة المستثمر الصغير هدفه الضمانات، ونحن هنا في المملكة عند طلب الاقتراض الداخلي نشترط ضمانات نص عليها نظام الصندوق، فما بالكم اذا كان الاستثمار خارجيا". وقدم مدير مكتب مبادرة الملك عبدالله للاستثمار الزراعي في الخارج الدكتور سعد بن عبدالله خليل جوانب مختلفة عن الموقع ، وأهم الخدمات التي يقدمها الموقع للمستثمرين، حيث تعبئة طلبات الاستثمار الكترونيًا من خلال تعبئة الاستمارة الموجودة في الموقع وترسل آليًا لمكتب المبادرة ودراستها واستكمال إجراءاتها، بالإضافة إلى أن الموقع سوف يوضح للمستثمرين الدول المستهدفة للاستثمار الزراعي في الخارج بما في ذلك معلومات مبدئية عن مقومات الاستثمار والفرص الاستثمارية فيها وما يتعلق بقوانين وشروط الاستثمار الخاصة بكل دولة وفق المتاح والمنشور في هذا المجال. ولفت الى انه يشمل الموقع السلع الزراعية الأساسية الهامة للأمن الغذائي في إطار مبادرة الملك عبدالله للاستثمار الزراعي في الخارج، بالاضافة الى معلومات مفيدة للمستثمرين وروابط هامة ذات علاقة. ويتوقع أن يسهم تدشين الموقع في تفعيل المبادرة وإيضاح الصورة الحقيقية لها التي تهدف إلى المساهمة في الأمن الغذائي الوطني والإقليمي والعالمي، ورحب الدكتور خليل بكافة الاستفسارات من قبل المستثمرين.