كالصاروخ تسارع البعض للكسب على حساب البسطاء، بعد أن عرفوا بخبث عظيم أن الوصفة السحرية للكسب المادي السريع تتوفر إذا اجتمع الجهل وضعف الوعي واستغلال الدين!! برنامج الثامنة مع داود الشريان طرح حلقتين عن العلاج بالرقية الشرعية، واستضاف ثلاثة رقاة وسيدة تدعى حليمة محمد تعتقد أنها مصابة بخلطة من السحر والعين. كان اللافت اعتراف الرقاة بأن 90% من الحالات التي تدعي الإصابة بالسحر والعين حالات يتلبسها الوهم، ما يجعل أصحابها لقمة سائغة لمن يستغلون هذا الوهم للثراء. السيدة حليمة قالت ان تكلفة جلسة علاج واحدة لدى أحد الرقاة تبلغ 700 ريال، بل أكدت أنها دفعت مقدماً 5000 ريال لراق مشهور مقابل 30 جلسة علاج.. لتبدأ بعدها حلقات المسلسل الهروبي.. بمجرد تسلم الراقي المبلغ حيث لم تشاهده السيدة حليمة سوى مرتين. حقيقة اعتصرني الألم وأنا أتابع ما يجري، فقد أزاحت الحلقة الستار عن مخالفات بالجملة تجاه أبرياء لا يبتغون سوى عافية البدن والنفس، ليقعوا نتيجة استشراء الجهل والفوضى العارمة.. بين براثن من لا يرحمون.. أولئك الذين أحالوا الرقية الشرعية لاستثمار ناجح يجمعون من خلاله الأموال الطائلة، ويجعلونه مطية للفحش والعبث بالأعراض. جهل المجتمع وضعف الوعي اسهما في تفشي الظاهرة، فقد انتشر الكثير من الرقاة الدجالين، ونجحوا في نشر خطابهم وإقناع المجتمع بانتشار الإصابة بالعين والمس الشيطاني والسحر .. فكرهم الشيطاني ساعدهم على توظيف الدين بمظهر خارجي زائف، تدثروا خلفه لارتكاب ما يرتكبون من تعد جنسي واستنزاف لأموال البسطاء الجهلاء! الموضوع خطير، وتتضاعف خطورته لتشعب أبعاده الدينية والأخلاقية والأمنية، والواجب تضافر الجهود لتصحيح وضع العلاج بالرقية الشرعية، وتقنينها، ووضع الأنظمة الصارمة التي تمنع استغلالها لإيذاء الناس، والأهم مواجهة خطاب الجهل والوهم وتغييب العقول.. بخطاب العلم والحقيقة والاستنارة، ليستقيم المجتمع، وندرأ الضرر عن الأبرياء.. ضحايا الدجالين أصحاب الهوى والغرض وسوء النية والمقصد.