تابعت باهتمام بالغ مقال الاستاذ القدير تركي السديري في هذه الصحيفة بالعدد رقم 16611 في زاويته الشهيرة لقاء والذي جاء تحت عنوان الحماية عبر بداية المستقبل وقد سرني ماقراته في هذه الزاوية من اراء وافكار تسهم وتساعد في تهيئة البيئة المناسبة والصالحة لعمل الشاب السعودي واعطائه الفرصة في اثبات وجودة وابراز ما لديه من مواهب وقدرات تدهش الجميع وتلفت انظارهم. ولذلك فانني اشدد على ما دعى اليه الاستاذ تركي من ضرورة اعادة النظر في رواتب الشباب السعوديين العاملين في القطاع الخاص وضرورة رفعها اذ ان تلك الرواتب المتواضعة لم تعد تجدي في ظل الغلاء الفاحش في الاسعار الاساسية والتضخم الحاصل في ميزان الشراء في المملكة اضافة الى ان تلك الرواتب لاتساوي الجهد الكبير الذي يبذله الشاب السعودي في العمل بالقطاع الخاص والذي يمتد في بعض الاحيان الى عشر ساعات يوميا من العمل المتواصل والجهد المضني ليجد هذا الشاب نفسه في نهاية الشهر امام راتب زهيد واجر لايتناسب مع ذلك الجهد الكبير والنشاط الكبير. ومثل هذا الامر يدفع الشباب السعودي الى الاحجام عن العمل في القطاع الخاص ورفض الانخراط لعلمهم المسبق ان الراتب في ذلك القطاع لا يؤتي اكله ولايمكن ان يفتح بيتا او يشتري سيارة او يعين على مصاريف والتزامات الحياة المتعددة. كذلك فان اعادة النظر في بيئة العمل واعطاء العامل السعودي المكانة التي يستحقها في ذلك القطاع هو امر في غاية الاهمية خاصة عندما يكون الشاب السعودي قد حصل على شهادات ودورات متميزة في مجال تخصصه وعند تقدمه للقطاع الخاص يتفاجأ بتعيينه على وظيفة لاتتناسب مع مؤهلة او لاتتفق مع ميوله او رغبته مما يجعله يؤدي ذلك العمل بفتور وبرود ولا مبالاة تؤثر بالتالي على اداء الجهة التي يعمل فيها وعلى مخرجاتها ولاتعود بالفائدة الكبيرة عليه. لذلك فان تهيئة بيئة العمل المناسبة للشاب السعودي امر في غاية الاهمية اذ به يتحقق النجاح المقصود ونحقق التوظيف الجيد للمواطن السعودي ونقضي على البطالة التي اصبحت تضرب اطنابها في اوساط الشباب بمختلف فئاتهم.