حاولت بلحظة الوداع أن أداري دمعتي لا تطيح لكن أنا عجزت وطحت انا كلي"، هذا هو حال الجماهير الاتحادية التي اعتصرها الحزن والألم على وداع قائد الفريق الخلوق سعود كريري، الذي ودّع تلك الجماهير في آخر مباراة له مع فريقه أمام الشباب بعد المخالصة التي وقعها مع ناديه لعدم قدرة ناديه على تجديد عقده، ليذرف كريري دموع الوداع التي انهمرت من عينيه وأجبرته على التوقف مرتين عن الكلام ليضطر في المرة الثانية أن يودع عشقه بكلمة (الدموع كافية)، فأبكى الجميع بكلمته المؤثرة التي ودع بها ناديه قائلا: " الفترة التي قضيتها في الاتحاد التي امتدت ل11 عاما هي الأفضل طوال مسيرته الرياضية ، واضاف: " لقد عشت تجربة فريدة مع زملائي اللاعبين وجماهير العميد ولن أنساها أبدا" بينما الجماهير الاتحادية بقيت غير مصدقه ما يحدث أمامها من رحيل آخر جيل العمالقة، فالرابط الوثيق بين اللاعب سعود كريري ومحبيه اقوى بكثير من أي شيء، لذلك كانت تلك الدموع التي ذرفها كريري صاحبها حزن متبادل من الطرفين فبكت معها تلك الجماهير في المدرجات لتقول في النهاية أن دموع سعود أرسلت شوقا وحنينا ولو تفارقنا وكلن راح بدروبه مستحيل ننسى سعود وأيامه، فيما كتبت بعض الجماهير الشعر في تلك الأمسية الوداعية وهي تقول ويا راحل عني غصب .. يعز على اودعك .. اعفيني من حرق الدمع .. ما اقول غير الله معاك. الجدير بالذكر أن كريري تلقى العديد من العروض وسيعلن عن وجهته المقبلة خلال اليومين المقبلين سواء بقبول العروض الخارجية أو العروض المحلية. من جانبنا كان علينا أن نسلط الضوء على حياة النجم الخلوق الذي قدم كل ما يملك لناديه الاتحاد والمنتخب السعودي وقصة نشأته ورحيله من نادي القادسية حتى يستفيد منها النجوم الصاعدة وان قصة ذلك الحب الذي حصده جاء بعد مشوار كفاح طويل قدم من خلاله كل ما يملك على المستطيل الأخضر. بداية سعود كريري بدأ اللاعب مشواره في فريق الاولمبي احد فرق أحياء الحواري بمحافظة الخبر ثم اتجه للقادسية في لعبة الجمباز حيث سجله والده آنذاك، ثم اكتشفه المدرب الوطني حمد الدوسري ليسجله في براعم القادسية الذي كان يلعب في مركز الهجوم حيث تدرج من فريق الناشئين ثم الشباب حتى وصل للفريق الأول، وساهم كريري مع زملائه ياسر القحطاني وسعيد الودعاني وزكريا الهداف في تأهل القادسية إلى المربع الذهبي مواسم ليلعب بجانب اللاعبين الكبار بجانب المهاجم صالح القنبر وعارف بو رشيد وعبدالرحمن بو رشيد ولؤي السبيعي على الرغم من صغر سنه ليحصل الفريق على المركز الثالث في مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، إذ كان احد نجوم فريق التونسي احمد العجلاني الذي وصل بالقادسية الى المربع الذهبي وخروج بصعوبة أمام الاهلي في موسم 2002-2003 م ، ولفت كريري الأنظار في ذلك العام بمستواه المتطور وبأدائه الذي أذهل الجميع فكانت المكافأة بعد ذلك اختياره للمنتخب الأول، وتهافت العروض المحلية عليه . اصعب موقف في حياته الكروية : عندما كان يلعب لفريق شباب القادسية لكرة القدم تعرض لإصابة خطيرة هي كسر في الحوض كادت ان تنهي مسيرته الكروية مبكرا فتم تثبيت مسامير في جسده النحيل ومنع من اللعب 6 شهور وطلبت منه امي ترك الكرة ولكن ارادته القوية أعادته مرة أخرى إلى الملاعب . نظرة خاطئة كادت تدمر مستقبل كريري: عندما تألق كريري مع فريق درجة الشباب ليتم تصعيده للفريق الاول بطلب من المدرب البرازيلي كابرال فغير قناعاته وطالب ادارة النادي بتنسيقه مما جعل كريري يبكي فيها لكن الادارة كانت تثق في امكانياته فأصرت على ابقائه ليظهر بشكل مختلف ويكون عند مستوى ظن الادارة التي راهنت على نجاحه ليكون بعدها احد نجوم الكرة السعودية . ابرز انجازاته مع ناديه الاتحاد : البطولات التي حصل عيها نجم الوسط الدولي سعود كريري مع ناديه ثماني كؤوس خلال ال 10 مواسم الماضية كأس ولي العهد 2004م , دوري ابطال اسيا 2004 م , دوري ابطال العرب 04 / 2005 م , دوري ابطال اسيا 2005 م , الدوري السعودي 06 / 2007 م ,الدوري السعودي 08 / 2009 م , كأس الملك للأبطال 2010 م ,كاس الملك للأبطال 2013 م . ابرز محطات كريري الدولية : شارك في كأس العالم 2006 م بألمانيا , شارك في نهائيات كأس اسيا للأمم , 2004 – 2007 – 2011 م , شارك في خمس دورات خليجية , حقق مع المنتخب لقب بطولة كأس الخليج وبطولة العرب , والمركز الثاني في كأس اسيا 2007 م .